الاثنين، مايو 19، 2008

الزلزال

افتتاحية العدد السابع والثلاثين من نشرة "الصين بعيون عربية" الالكترونية الأسبوعية
استفاقت الصين يوم الاثنين 12 أيار/ مايو على واحدة من أكبر الكوارث التي مرّت عليها، حين ضرب زلزال شديد القوة مقاطعة سيشوان في الجنوب الغربي من البلاد موقعاً عشرات الآلاف من الضحايا وأكثر من خمسة ملايين مشرد وعشرة ملايين من المتضررين.
الزلزال الذي وقع في منطقة حساسة أثار مخاوف من كوارث مختلفة، منها الناجم عن إمكانية انفجار السدود في المنطقة، ومنها ما يتعلق بحصول تسرب من مصانع كيماوية منتشرة في المنطقة، ومنها أيضاً ما يعود إلى وجود مصانع نووية هناك ايضاً.
وما زاد في المخاوف الزلزال الجديد الذي ضرب المنطقة نفسها صباح الأحد 18 أيار/ مايو وكان بقوة تزيد على الست درجات، ما نشر حالة من الذعر بين سكان المنطقة والمناطق المجاورة.
الأضرار البشرية كبيرة جداً، وكذلك الأضرار المادية المباشرة، ومعهما تأتي الأضرار التي نزلت بالاقتصاد الصيني والتي قدرت بشكل أولي بما يزيد عن عشرين مليار دولار، وهذا الرقم قابل للتصاعد بشكل كبير بعد انتهاء الكشف على المناطق المتضررة.
كيف ستخرج الصين من هذه المحنة؟
ما يزال مبكراً التفكير في ذلك، فالضحايا لا يزالون تحت الأنقاض، والمباني المدمرة ما تزال ركاماً فوق الأجساد، ومخاطر التسرب والانهيارات، وحتى الزلازل اللاحقة، لم تتبدد بعد.
إلا أن كل هذه الأزمات لم تمنع القيادة الصينية من التفكير في كيفية احتواء الأزمة، بالرغم من الأولوية الآن هي لمعالجة الآثار المباشرة لما حصل.
المسؤولون الصينيون يطمئنون إلى أن الأزمة الحالية لن تترك آثارها على النمو الصيني على المدى الطويل.
ويؤكد هؤلاء المسؤولون جهوزية خطط الطوارئ لمعالجة الآثار المترتبة على الزلزال، فيما يرى البعض أن الدمار الذي حلّ بالمنطقة سيطلق ورشة إعمار كبرى قد تكون حافزاً لنمو مضطرد يترك آثاره الإيجابية على مجمل الوضع الاقتصادي الصيني.
وبغض النظر عن تحقق هذه الاحتمالات أم لا فالأمة الصينية محزونة اليوم، وهي تعبر عن حزنها بمختلف السبل، ولعل حملة التضامن الكبرى التي تشهدها مختلف المناطق الصينية مع المنطقة المنكوبة تشكل مؤشراً على إرادة وتصميم الصينيين على الخروج من تأثير هذه الكارثة.
إن أبناء البشرية في كل أنحاء العالم يعيشون اليوم هذا الحزن ويقدمون التعازي للقيادة والشعب الصينيين على هذه المصيبة الكبرى، آملين أن تتمكن الأمة الصينية من تخطيها في أقرب وقت ممكن. وقد أثبتت الصين قبل ذلك على قدرتها.
محمود ريا

ليست هناك تعليقات: