الأربعاء، مايو 30، 2007

حكومة الانقاذ: هل من فرصة لخلاص لبنان؟


دخل مصطلح حكومة الانقاذ بقوة على الساحة المحلية، ليتحول إلى خشبة خلاص يتمسك بها كل من يرغب بإخراج لبنان من الأزمة التي يمر بها، في حين يفر من هذه الفكرة أولئك الذين يرون في الانقاذ أزمة لهم، لأنه يعيشون وينمون ويصمدون متكلين على المصائب التي يعيشها اللبنانيون.
وبغض النظر عن الصيغة التي يمكن أن تستقر عليها هذه الحكومة، فإن ما شهده يوم الثلاثاء من مشاورات مباشرة وهاتفية بين أركان بارزين على الساحة المحلية يدل على أن هذا الطرح بات يستقطب تأييداً من الكثير من المرجعيات السياسية اللبنانية التي عبرت بصراحة ووضوح عن مباركتها لهذا المشروع، مع مبادرة مرجعيات روحية إلى الصلاة على نية نجاحه.
ويبدو طرح حكومة الانقاذ مفعماً بالحيوية منذ اللحظة التي أطلقه فيها الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في خطابه المتلفز الذي ألقاه يوم الجمعة الماضي، حيث أكد على طرح حكومة الانقاذ إذا كان متعذراً لسبب أو لآخر تشكيل حكومة اتحاد وطني.
وأخذ هذا الطرح دفعة قوية مع الزيارة المفاجئة التي قام بها رئيس الجمهورية العماد إميل لحود إلى بكركي حيث التقى البطريرك الماروني نصر الله صفير وجرى اتصال خلال الخلوة التي جمعتهما برئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث بدا أن طرح حكومة إنقاذ سداسية تضم وزيراً واحداً من كل طائفة أساسية في البلاد تخطى مرحلة استمزاج آراء المرجعيات البارزة ليدخل مرحلة التسويق من قبل كل طرف لدى الجهات التي "يمون عليها".
فهل يجد هذا الطرح صداه الفعلي على الساحة المحلية المتأزمة؟
مصادر متابعة للوضع المحلي أعادت التذكير بـ "أبوة" السيد نصر الله لطرح حكومة الطوارئ الانقاذية لافتة إلى أن الغبار الكثيف الذي أثاره فريق السلطة في وجه خطاب السيد نصر الله أخذ في طريقه هذا الطرح، وأبعده عن دائرة الاهتمام.
وقالت هذه المصادر إنه من الممكن أن تكون الشتائم التي أطلقها أكثر من طرف سلطوي في مواجهة خطاب السيد نصر الله على علاقة بهذا الطرح الانقاذي للوضع اللبناني والذي يعني في حال سار كما يجب إخراجاً للبنان من حالة المراوحة التي تقود إلى الانهيار وإدخالاً للوضع إلى غرفة المعالجة التي تكون نتيجيتها انقاذ لبنان وإخراجاً له من حالة "الاختطاف" التي يقوم بها فريق السلطة حالياً.
مصادر مطلعة تربط بين الحراك على الخط الحكومي وتطورات الوضع في الشمال، حيث ينبغي التساؤل عن الاتجاه الذي ستسلكه معالجة ملف مخيم نهر البارد، لأنه بناء على أسلوب معالجة هذه القضية يمكن الحديث عن أفق معالجة داخلية، وهذا بدوره قد يرتبط بتصورات إقليمية وربما دولية لمجمل الوضع على الساحة المحلية.
إزاء هذه الوقائع يبدو من المفضل انتظار الأيام القادمة لمعرفة مدى انفراج الطريق أمام الطروحات الانقاذية، قبل الوصول إلى ما ليس منه بدّ، فيصير لبنان برئيسين وحكومتين، بعدما بات ذا نهجين، بين من يرى أنه موجود بين شقيق وعدو، وبين من يحاول الإيحاء أنه يعيش "بين جارين".
محمود ريا

الجمعة، مايو 25، 2007

المزيد من الانجازات




في الفيزياء قانون يقول إن لكل فعل رد فعل يوازيه في القوة ويعارضه في الاتجاه.
ربما استناداً الى هذه القاعدة يمكن معرفة سبب هذه الهجمة الكبرى التي تتعرض لها المقاومة وروحها في هذه الأمة.
لولا أن المقاومة قوية، وفاعلة، وقادرة، لما كانت القوى المعادية لها مستنفرة لمقاتلتها ومحاصرتها وتشويه صورتها وتحطيم قدرتها على الصمود.
لولا أنها حققت أول انتصار، والانتصار الثاني، في أيار وفي تموز، وقبلهما وبعدهما، لما كنا الآن في مرحلة توجيه الاتهامات وتسخير الطاقات من أجل إضعاف تأثير هذا الفعل الجهادي الكبير في أمتنا، وإطلاق كل ما يمكن أن يتخيله ـ ولا يتخيله ـ عقل من أراجيف، في محاولة لمنع الانتشار الكبير الذي حققه ذكرها في أوساط الشعب اللبناني والشعوب العربية وحتى في صفوف شعوب العالم، نتيجة مصداقيتها وفعاليتها ونجاحها في تحقيق ما عجزت عنه أنظمة ودول على مستوى الأمة.
في الخامس والعشرين من أيار/ مايو، يتأكد الفعل، وتثمر التضحيات، ويبدو أن القادم هو المزيد من الانجازات، ما يعني المزيد من الضغط المقابل، الذي لن ينتج إلا المزيد من الخزي لممارسيه.
محمود ريا

الخميس، مايو 24، 2007

السنيورة: الاندحار انسحاب، والانتصار هزيمة!


انسحب السيد فؤاد السنيورة من التحرير، كما كان قد تهرّب من الانتصار، ليكشف من جديد عن نوع مختلف من الناس، نوع يستحق الوقوف عنده مليّاً.
فما حصل في الخامس والعشرين من أيار/ مايو عام 2000 برأيه هو انسحاب للجيش الاسرائيلي وليس اندحاراً للعدوان الصهيوني، كما أن ما حصل في تموز/ يوليو وآب/ أغسطس عام 2006 هو هزيمة للبنان، وليس هزيمة للاحتلال الصهيوني.
قد يقول قائل إن "الرجل" محاسب، وهو يتعامل مع الأمور على قاعدة أن "واحد زائد واحد يساوي اثنين"، وبالتالي لا يمكن لومه على "حسبته" التي قام بها والتي وجد من خلالها أن عدوان تموز هو خسارة للبنان لأنه كبده تضحيات في البشر والحجر.
وإذا جارينا هذا الطرح علينا أن نتذكر أن "انسحاب" جيش الاحتلال من مساحة كبيرة من جنوب لبنان أمّن لخزينة صاحبنا النهمة بلا شبع أموال ضرائب و"تي في آ" لا تعد ولا تحصى على مدى سنوات، ما يفترض أن يدفعه إلى إبداء شيء من الفرح بهذا "الانسحاب"، كما أن عدوان تموز أمّن للخزينة نفسها مئات الملايين من الدولارات من أموال المساعدات التي جُمّدت ولم تعطََ لمستحقيها ما جعلها وفائدتها مدخولا صافياً للخزينة النهمة، وهذا يعني أن الانسحاب كان نعمة على مالية السيد السنيورة وعلى أصابعه التي لا تعرف إلا العدّ والجمع والطرح، ولا تتقن مسحة على رأس يتيم او شدّة دعم على يد مصاب.
وقد يرى راءٍ أن الرجل ضعيف القلب، وسخي الدمعة، وهو عاجز عن تحمل مشهد عار وخزي حتى ولو أصاب "عدوه" ولذلك فهو "يكسر على نفسه" ويضع الهزيمة في داره حتى لا يجرح شعور أحد، حتى ولو كان من مرتكبي الجرائم ومسيّري طائرات الأف 16 ومطلقي أضخم الصواريخ وأكثرها فتكاً بالأطفال. ولكن حتى هذا التبرير لا ينجح في كشف حقيقة هذا التنكر للانجازات الكبرى، لأن صاحبنا مستعد لأن يفتح عينيه على وسعهما في وجه أبناء شعبه وأن يصرخ بأعلى صوته في وجه مواطنيه، ويطلق شعارات "باقية باقية باقية" عندما يتعلق الأمر بصراع داخلي ونزاع سياسي وبحث عن كرسي.
ما القصة إذاً؟
كل ما في الأمر أن هناك إنجازات بحاجة إلى قامات كبيرة لتحملها، وأمجاد تفتش عن رؤوس مرفوعة لتكللها بالغار، بينما قامات بعض الأشخاص تكون أقصر من أن ترى تحريراً، ورؤوسهم أخفض من أن تستطيع حمل إكليل انتصار.
إنهم معتادون على أن يكونوا إمّعة، فاذا قيل لهم هذا انسحاب أذعنوا، وإذا لقّنوا أن هذه هزيمة أمّنوا، وإذا أُمروا أن يضربوا رؤوسهم بالصخور الشامخة في أرض بلادي أطاعوا ولم يترددوا.
وجعي على رؤوسهم.
محمود ريا

الجمعة، مايو 18، 2007

فهل من يسمع؟

"تجري بنا سفن الأعمار ماخرة بحر الوجود ولا نلقي مراسينا"
هذا البيت الشعري الجميل هو من قصيدة للشاعر نقولا فياض عرّب فيها قصيدة "البحيرة" للشاعر الفرنسي لامارتين بأسلوب جميل، حتى قال البعض إنه لم يرَ أجمل منها تعريباً لقصيدة أجنبية في الشعر العربي.
القصيدة تعلّّمناها في بداية تحصيلنا العلمي، في الصفوف المتوسطة، وكان حفظها في ذلك الحين سلساً، فبقيت في الذاكرة حتى الآن.
وقد طرأ هذا البيت من القصيدة على الذهن، وأنا أرى حال البلد، والمسؤولين فيه، يسيرون سير الهائم، يفعلون ما يؤمرون، وينفذون ما يطلب منهم، ولا اعتراض.
هل يشعرون بما يفعلون، أم أنهم باتوا أعجز من أن يشعروا بما يخطط لهم؟
هل بقي عندهم مراسٍ يلقونها قبل أن تتحطم مراكبهم على "شاطئ الحقيقة"، أم أنهم باعوا المراسي بثلاثين من الفضة واشتروا بها ثمناً قليلاً، كلاماً "بوشياً" معسولاً، وقبلات "رايسية" مسمومة، وزيارات "وولشية" لا تسمن ولا تغني من جوع؟؟
يقال في المأثور: من أمِن الدهرَ غدره، ويضاف في السياسة اليوم: من سلّم أوراقه لأميركا باعته أميركا واشترت.
فهل من يسمع؟
محمود ريا

الاثنين، مايو 14، 2007

"الوعد الصادق"

بين "الوعد الصادق" والوعود الكثيرة التي تصدر من هنا وهناك الكثير من الفروقات والاختلافات التي لا يمكن للعين الخبيرة أن تغفلها.
الوعد.. وعد، هو كذلك في الحرب وفي السلم، في تحرير الأسرى وفي المشاركة، وحتى في مشروع "وعد" لإعادة الإعمار.
أما الوعود الأخرى فمنها الكثير الذي لا يعرف صفة إلا أنها وعود عرقوبية.
و"العرقبة" تتعدد أسبابها:
فمنها من يكون عن طمع، فيذهب الوعد أدراج الرياح كي لا يلبي الواعد ما وعد به.
ومنها ما يكون عن حقد، حيث يستصعب الواعد أن يرى الموعود متمتعاً بما في الوعد من فوائد.
ومنها ما يكون عن الاثنين معاً، وعندها تكون "العرقوبية" نسخة طبق الأصل عن "العقربة" التي تلدغ الجميع دون مراعاة لقربى أو لمواطنة، ويصل بها الحقد إلى درجة أنها قد تلدغ نفسها.
هل تعرفون مثالاً لعرقوبية الوعود و"عقربة" التصرفات؟
هل شاهدتم المؤتمر الصحافي الأخير لمن هرب من دفع ما عليه من خلال تشويه صورة أبناء بلده ومجتمعه ووطنه، قبل أن يشوّه صور الآخرين؟
هل تعرفون فؤاد السنيورة؟؟
محمود ريا

الاثنين، مايو 07، 2007

قاسية جداً

يبدو أن الصدمة قاسية جداً.
عليكم أن تعذروهم.
لم يكن أحد منهم يتوقع أن يحصل ما حصل، وأن يبدو كل ما جهدوا من أجل تحقيقه هشيماً تذروه الرياح.
لم يكن يخطر في بالهم أن كل ما قالوه سيظهر بطلانه، لا بل تهافته، لا بل كونه مجرد هذيان.
لم يكونوا يتوقعون أن "يضربوا من بيت أبيهم"، وأن "يخونهم" الذين بذلوا الكثير من أجل جعلهم في موقع أرقى من الذي هم فيه.
لم يتخيلوا أن يأتي يوم يقول فيه الذين عملوا على إظهارهم منتصرين إنهم مهزومون، مهزومون.. مهزومون.
الضربات على الرأس تتوالى: بولتون يقول، وفينوغراد يشرح، وليفني تطالب و"الهيكل" يتهاوى.
يا جماعة، ما هكذا كانوا يظنون بكم، كانوا يعتقدون أنكم قادرون على الانتصار، أو حتى على الصمود، أو على الأقل الأقل، على عدم الاعتراف بالهزيمة.
ماذا فعلتم بهم، لقد خرسوا، لم يعودوا قادرين على الكلام، لأنه لم يعد لديهم ما يبررون به عدم اعترافهم بأنـ"هم" انتصروا!
ولكنهم ما زالوا يحفظون لكم أنكم لم تكشفوا كل الأسماء وكل الوقائع، وكل التفاصيل، ويرجونكم ألا تفعلوا.
عندها ـ إذا فعلتم ـ عليكم أن توسعوا لهم مكاناً بجانبكم.
محمود ريا