الاثنين، سبتمبر 11، 2006

الظروف الاستثنائية تتطلب تدابير استثنائية

الجثة التي انتشلت من المبنى الذي يقابل مكان عملي أثارت فيّ الكثير من الشجون.
فها هو ذلك المواطن المصري المسكين "يرقد" لأكثر من عشرين يوماً تحت الأنقاض، إلى أن استطاعت ورش إزالة الأنقاض الوصول إليه، ومن ثم عملت فرق الإنقاذ على انتشاله.
لم يحل كون هذا الشخص مصرياً دون تجمع العشرات من المواطنين حول موقع الحدث، عسى أن يستطيعوا تقديم مساعدة ما في عملية نقل الجثة، ما لفت نظري أن حالة التضامن مع الضحايا لم تتناقص، كما يفترض بعض الذين يرون أن التضامن قضية ساعة، ثم لا يلبث أن يتبخر.
ما أشار إليه المنظر، هو أن الناس ما زالوا يعيشون شعور الحرب، وقيم رفض العدوان والتكاتف في وجهه، برغم مرور ما يقرب من شهر على انتهائه.
أقول الناس، ولا أقصد كل الناس، لأن ما يتوارد من أخبار عن محاولات استغلال لحاجة المنكوبين إلى مأوى وإلى بيت للاستئجار يدق ناقوس الخطر، ويدفع إلى المطالبة بإجراءات ما تحول دون ابتزاز المواطنين بحجة الحديث عن "الحرية الاقتصادية"، وعن "تقديس الملكية الخاصة".
ما أعرفه هو أن الظروف الاستثنائية تتطلب تدابير استثنائية.
محمود ريا

المخزيون.. وصراحة السيد

مثير للضحك هذا الاندلاع في العنترية الذي شهده أولئك الذين كانوا يعيشون الهزيمة بكل مرارتها، فإذاً بهم يرفعون سيوف التحليل ليبنوا على كلمة ما لا تقنتضيه.
قال السيد بكل شفافية، فردّوا هم بكل خبث ولؤم، وبكل ما في قلوبهم من حقد على المقاومة وعلى نصرها وعلى تاريخها وعلى مبدئها.
تحدث السيد بكل إنسانيته، فردوا هم بكل غرضيتهم، وبكل ما في نفوسهم من انسلاخ عن الحقيقة.
أطلق كلمات بسيطة صريحة واضحة: لو علمنا أن الرد الصهيوني سيكون بهذا الحجم لما قمنا بالعملية.
اعتبروا أن هذا اعترافاً بالهزيمة (التي لا محل لها إلا في أذهانهم) واقتبسوا كلمات أولمرت الذي رأى في هذه الكلمات "خطاب ندم".
المخزيون، الذين لم يستطيعوا أن يصدقوا ما رأته أعينهم رأي العين من نصر للمقاومة وصمود للشعب في وجه الحملة الصهيونية الشرسة التي استهدفت البلد بكامله، لم يجدوا وسيلة للتعويض عن خزيهم إلا اللعب على الكلمات ولي عنق الحقائق والقفز فوق الوقائع، وغيرها من البهلوانيات التي ظنوا أنهم يستطيعون من خلالها أن يقلبوا الحق باطلاً والنصر هزيمة.
.. ولكنهم فشلوا، وليس بعد البهلوانيات إلا السقوط إلى الحضيض.
محمود ريا