الخميس، سبتمبر 06، 2007

ضد الفساد

افتتاحية العدد الرابع عشر من نشرة "الصين بعيون عربية"
يعتبر الفساد ظاهرة عالمية، تنتشر في مختلف الدول وتطال المسؤولين في جميع الأنظمة، ولا تخلو دولة من قصص الفاسدين والمنتفعين والمستفيدين من الدولة لحساباتهم الشخصية. والمشهور أن الفساد يصبح أكثر انتشاراً مع غياب المحاسبة، ومع ضعف الرقابة التي تمارسها السلطات المختصة، وهو الأمر الذي يصبح أكثر بروزاً في الدول التي تتبع أنظمة "غير ديموقراطية"، بالمفهوم الغربي للكلمة.
وبغض النظر عن مدى صحة هذا الافتراض، فإن الدول التي تحترم نفسها ومواطنيها وتسعى إلى مستوى أكثر تطوراً، تعمل جاهدة على مكافحة الفساد ومحاربة المفسدين، لأن هؤلاء يشكلون الخطر الأكبر على الدولة ومؤسساتها، وعلى مستقبل الأمة ككل.
ومن يبن الدول التي تشن حرباً منظمة على الفساد والمفسدين تقف الصين في الطليعة، وهي التي يحكمها حزب واحد، دون أن يمنع ذلك من أن تطاول حملات التطهير كبار المسؤولين بغض النظر عن مكانتهم الماضية والحاضرة، وذلك انطلاقاً من قرار حاسم لدى القيادة الصينية بخوض هذه الحرب نظراً لما يتركه الفسـاد من أثر سلبي على مستقبل الدولة الصينية.
إلا أن حرباً كهذه ليست سهلة، في ظل دولة عملاقة يكاد عدد سكانها يبلغ ملياراً ونصف المليار من البشر، وتتمركز كل سلطاته في يد جهاز بيروقراطي ضخم، على المستوى المركزي وعلى مستوى المقاطعات، يبلغ تعداده الملايين من الموظفين والإداريين، وفي ظل وجود قوي ومهيمن للدولة في الاقتصاد وفي التجارة وفي كل مناحي الحياة. إن محاربة الفساد في ظل ظروف كهذه يتحول إلى تحدٍّ كبير ودائم، ويحتاج إلى قيادة مصممة وواعية، ويتطلب إجراءات فعّألة وحازمة.
تبدو القيادة الصينية، وهي على أبواب المؤتمر السابع عشر للحزب الشيوعي الصيني الذي سنعقد في شهر تشرين الأول/ أكتوبر القادم، مصممة على خوض هذا التحدي، وهي أعلنت ذلك من خلال إجراءات حاسمة اتخذت بحق عدد من كبار المسؤولين في الدولة والحزب، بما يؤشر إلى أن أي غطاء عقائدي أو سلطوي لن يشكل عائقاً أمام اتخاذ التدابير اللازمة لقمع أي ظاهرة فساد مهما علا مرتكبها.
ويبقى النجاح في هذه المواجهة مرهوناً بالصمود في وجه العقبات الكبرى التي تعترض هذه القيادة، وبالثبات على قرار الانتقال بالصين إلى مرتبة عليا في صفوف الدول التي قضت على الفساد في جهازها، وهذا ما تبشر به الاشارات الصادرة من القيادة الصينية.
محمود ريا

عصر الانتصار قد بدأ

يعيش الناس في المنطقة قلق اللحظة، ويضربون أخماساً بأسداس، لا تخلو جلساتهم من سؤال عن الآتي، ولا يكون اثنان إلا وثالثهم الحديث عن الاحتمالات والتوقعات.
قد لا تكون نتيجة هذا القلق خوفاً، وإنما مجرد ترقب، ولكن هذا لا ينفي أن السؤال عن القادم ـ القريب ـ من الأيام بات الشغل الشاغل للجميع، بما يفتح الطريق للكثير من التنبؤات والتخيلات، ويفسح المجال أمام العديد من الشائعات.
ماذا سيحصل في ما سيأتي من ساعات: هل توافق أم اختلاف، حرب أم سلام، موت ودمار أم بناء وإعمار؟
والأخطر في الموضوع أن هذا الغموض لا يقف عند حدود بلد، ولا على عتبة منطقة، وإنما يشمل كل منطقتنا من أقصاها إلى أقصاها، وربما يمتد على مستوى العالم.
ما الذي أوصل الأمور إلى هذا الحد من التعقيد؟
إنها "الفوضى الأميركية" والرغبة في خلق وقائع جديدة بعدما تبين أن الوقائع الموجودة لم تعد تنفع المشروع الأميركي في المنطقة.
بغضّ النظر عما سيحصل، وهو الأمر الذي لا يستطيع أن يجزم به أحد، وربما حتى اللاعبون الكبار، فإن ما هو محسوم هو أن المشروع الأميركي في المنطقة سائر نحو النهاية، وأن "عصر الانتصار قد بدأ"، الأمر الذي ينفي عن أبناء المنطقة الحقيقيين أي قلق.
محمود ريا