الثلاثاء، يونيو 24، 2008

من يطبخ البحص..



"طبخة بحص" هي الطبخة التي يريد رئيس وزراء لبنان المكلف أن يطعم اللبنانيين منها.
طبخة تنزح قسوة وترشح قهراً، وتنبت كل يوم أعشاباً سامّة تتغذى بحقد غونداليزي عتيق، لتتحول إلى مرارة في غذاء البلد الذي ينتظر من زمن طعاماً يخلو من شهوة الطمع ورنين فلوس المحاسبين، وتطاول أعناق المرابين الذين يأكلون على ظهر اللبناني ويأكلون طعام اللبناني ويقضمون مستقبله ليحوّلوه مزرعة لهم ولمن يرثهم من بعدهم إلى أبد الآبدين.
"طبخة بحص" يعدّها بعناية، يضع فيها حجارة قلبُه أقسى منها، ومياه أكثر ملوحة من دموع اللبنانيين الجوعى، ومكوّنات أخرى لا يدري أحد من أين يأتي بها، من أي سفارة أو من أي طياّرة، أو مملكة أو إمارة.
"طبخة بحص" لا أمل بأن تنضج، وهو لا يريد لها أن تنضج، لأن نفسه لا تطيب في أن يشبع اللبنانيون، وهو الذي تفنّن في ابتكار وسائل تجويعهم وأساليب تفقيرهم وطرائق تهجيرهم منذ أن ولاّه الله على خزائنهم، فلا كان حفيظاً ولا كان أميناً.
"طبخة بحص" تخدم مشروعاً غريباً يريد للمنطقة ـ ومنها لبنان ـ أن تبقى ويبقى بؤرة صراع وموقع قتال، حتى لا تبدو الهزيمة الأميركية كاملة، أو حتى تتحضر الأجواء لمغامرة صهيو ـ أميركية مجنونة.
إنها طبخة يتخصص في الإشراف عليها وفي الإسراف في تقديم كل ما تتطلبه، عسى أن يثأر لأشهر قضاها بلا شرعية وبلا دستورية وبلا قانونية، فيتمتع بلقب تصريف الأعمال الذي يمنحه بعض المشروعية، قبل أن ينطلق في عملية تخريب البلد من جديد.
هي "طبخة بحص"، ولكنها طبخة خطرة.. وخطرة جداً.
ألا يعرف الرئيس المكلّف أن من يطبخ "البحص"، قد يركع عليه في يوم من الأيام؟
ولات ساعة مندم..
محمود ريا