الجمعة، أبريل 13، 2007

وولفويتز: يعلم الشفافية.. ويمارس الفساد على أشكاله !!!

فضيحة جديدة يسجلها المحافظون الأميركيون الجدد على أنفسهم، ولكن هذه المرة ليس في مركز القرار السياسي الأميركي، ولكن في مركز القرار المالي الدولي،وبالتحديد في البنك الدولي الذي يترأسه الآن أحد المحافظين الجدد وواحد من أكبر مهندسي حرب العراق، بول ولفويتز.‏
هذا الأميركي الصلف، الذي لم يترك صفة سلبية إلا وافتخر بنسبتها لنفسه، وضع نفسه تحت مقصلة معادلة "محاربة الفساد" التي يدعي تسويقها في العالم من خلال المؤسسة المالية الدولية، عندما نقل هذا الفساد إلى داخل المؤسسة نفسها، معتمداً أبشع صور هذا الفساد، أي ذلك المقترن بالممارسات اللا أخلاقية، عندما تبين أن "حارس الفضيلة المالية" في العالم قدم لعشيقته وظيفة ومرتباً عالياً لا تستحقه، من قلب البنك الدولي!!‏
ولا يبدو فساد ولفويتز غريباً وهو المعروف بأنه المدافع الأول عن الكيان الصهيوني خلال وجوده داخل الإدارة الأميركية، والمروج الأول لهذا الكيان في العالم بعد تسلمه منصب قيادة أهم مؤسسة مالية دولية،إذ يبدو أن عدوى الفساد التي تضرب هذا الكيان الغاصب انتقلت إليه، أو انه نقل العدوى إلى الكيان، دون أن يعني ذلك إمكانية التمييز بين الطرفين على قاعدة أيهما اكثر فساداً من الآخر.‏
واللافت في الموضوع أن ولفويتز هذا موجود في كل مكان يواجه فيه العرب مصاعب ومشاكل، فاسمه البارز كداعم للكيان الصهيوني لا يطغى على كونه المهندس الرئيسي للحرب الاميركية على العراق، وأبرز الدعاة لها منذ ما قبل عام1998، كما انه موجود بقوة في التخطيط لما جرى في لبنان خلال السنوات الماضية ولا سيما السنتين الأخيرتين، كما أنه من ابرز دعاة محاصرة السودان والضغط على الدول العربية، عدا عن كونه أبرز مشجعي الرئيس الأميركي جورج بوش على الانخراط في مشروع الدرع الصاروخية التي تهدد بعودة الحرب الباردة على مستوى العالم.‏
بهذه السيرة "الناصعة"، غادر بول ولفويتز موقعه كنائب لوزير الحرب الأميركي ليتسلم رئاسة البنك الدولي عام 2005 معلّماً العالم الديموقراطية والشفافية وملقياً الدروس عن كيفية محاربة الفساد، فإذا به يقع في الفخ ويكشف عن الوجه القبيح لأولئك الذين يريدون بناء عالم يضعون هم "قيمه الأخلاقية".‏
ماذا الآن في تفاصيل هذه الفضيحة الأميركية الجديدة؟‏

قرر مجلس مديري البنك الدولي إرجاء اجتماع اليوم الجمعة لمراجعة قرار رئيسه بول ولفويتز بترقية صديقته شاها رضا وقال انه سيتحرك بسرعة للبت في هذه المسألة.‏
وقال مجلس البنك في بيان انه اكتشف أن ترقية رضا وزيادة مرتبها لم تخضع للمراجعة في لجنة اخلاقيات العمل ولم تعرض على رئيس المجلس قبل أن يعتمدها ولفويتز عقب انضمامه للبنك في عام 2005.‏
وقال المجلس في البيان "سيتحرك المديرون التنفيذيون بسرعة للتوصل الى قرار بشأن الاجراءات الممكن اتخاذها."‏
وأضاف أن المديرين التنفيذيين سيركزون في نظر المسألة على كل تداعياتها على البنك فيما يتعلق بسلامة العملية الادارية.‏
وتتركز مراجعة المجلس المكون من 24 عضوا يمثلون الدول الاعضاء على ما اذا كان ولفويتز خالف لوائح العاملين عندما وقع قرار ترقية رضا وزيادة مرتبها قبل أن تكلف بالعمل في وزارة الخارجية الامريكية.‏
وكان ولفوفيتز قد اعترف بأنه أساء استخدام منصبه عندما أصدر قرارات ترقية وزيادات في أجر موظفة بالبنك كان على علاقة عاطفية معها.‏
وقال ولفوفيتز خلال مؤتمر صحفي عقده الخميس في واشنطن قبل يومين من افتتاح الجمعية النصف السنوية للبنك الدولي، إنه مستعد لتقبل أية عقوبات قد يفرضها عليه مجلس إدارة البنك بسبب هذه الفضيحة‏
وقد طالبت جمعية موظفي البنك الدولي الخميس باستقالة ولفوفيتز، وحثت في رسالة إلى إدارة المصرف على مباشرة البحث عالميا عن رئيس جديد قادر على إعادة النزاهة إلى المصرف واستعادة ثقة الجهات المانحة لدورة "أيدا 15".‏
وتشير الرسالة بذلك إلى الدورة الخامسة عشرة لجمع الأموال التي ستنظمها الجمعية الدولية للتنمية (أيدا)، وهي معهد تابع للبنك الدولي يقوم بمساعدة الدول الأكثر فقرا في العالم.‏
وكان ولفوفيتز الذي يقود حملة واسعة النطاق لمكافحة الفساد قد أصدر قرارا بندب صديقته شاها رضا للعمل في وزارة الخارجية، ومنحها سلسلة مكافآت رفعت راتبها السنوي إلى حوالي مائتي ألف دولار وهو ما يفوق راتب وزيرة الخارجية الأميركية.‏
واستمرت شاها رضا في تلقي أجرها من البنك الدولي بعد انتقالها منه إلى وزارة الخارجية الأميركية في سبتمبر/أيلول 2005.‏
لا بد من ان يستقيل‏
وتحت عنوان "لا بد أن يأمر ولفويتز بالاستقالة" قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية اليوم في افتتاحيتها إن مصدر قوة رئيس البنك الدولي هو مصداقيته.‏
وأضافت أن قدرة البنك على إثبات اختلافه عن غيره من المؤسسات المالية لا تكمن في المال والأفكار, بل في قدرته على أن يكون صوت التنمية في العالم.‏
وهذا يشمل كما قال المدير الحالي للبنك بول ولفويتز أن يكون البنك صوت الحكم الرشيد.‏
لكنها أشارت إلى أن اعترافات ولفويتز الأخيرة بأنه منح صديقته وظيفة ذات مردود مالي كبير تظهر أن النفوذ الأخلاقي لهذا البنك يتعرض للخطر.‏
وشددت على أن بقاء رئيس البنك الحالي في منصبه قد يجعل هذه المؤسسة محل ازدراء بدل احترام، ويجعل حملة رئيسها لصالح الحكم الرشيد مجرد نفاق صارخ.‏
وشددت على أن المسألة هنا ليست الشعبية المتدنية لولفويتز لكونه مهندس الحرب على العراق ولا إخفاقاته التسييرية، وإنما المخاوف من أن تؤدي فضيحة ولفويتز إلى خسارة البنك سلطته الأخلاقية.‏
وختمت بدعوة ولفويتز إلى الاستقالة ودعوة مجلس إدارة البنك إلى إقالته إن هو رفض فعل ذلك طواعية.‏

محمود ريا‏

قبل أن يعيد فينا تاريخ ميلوسوفيتش

"الله يرحمه"
كان كل ما قاله وقحاً، ولكن هذه العبارة يمكن أن تدخل السباق إلى قمة.. الوقاحة.
سمير جعجع "يترحم" على سلوبودان ميلوسوفيتش.
ولمن لا يعرف من هو ميلوسوفيتش يكفي القول إنه مجرم الحرب الصربي الذي قتل آلاف البوسنيين تنفيذاً لمشروعه الشوفيني العنصري، والذي مات.. في سجون المحكمة الدولية حول يوغوسلافيا السابقة.
قد يكون سبب "الترحم" هو وجود مشتركات في تاريخ الرجلين، أو أنه ناتج عن إعجاب من "المترحم" على "المرحوم"، او قد تكون العلاقة السابقة بين الطرفين التي تعززها مدافع عشرات الدبابات وملايين الدولارات.
.. وقد يكون السبب استحضار الماضي، تحضيراً للمستقبل.‏
كل هذه "الممكنات" لا يمكن أن تلغي السؤال عن صمت إخوان ضحايا البوسنة، عن هذا المجرم الذي يترحم على قاتلهم.‏
ولا تُعفي الذين يسيرون مع جعجع في مسيرته الهدامة من سؤال أنفسهم كيف يسيرون مع الذي قتلهم هنا، ويترحم على الذي قتل إخوانهم هنا.‏
ولا يُعفي الذين يفتحون أبوابهم ومنابرهم لاستقبال هذا القاتل المجرم كيف يسكتون عن قتله رئيس وزراء لبناني، في سعيهم لتجريم قاتل رئيس وزراء آخر.‏
ولا يُعفي أحداً من العمل على إعادة هذا المجرم مرة أخرى إلى السجن، قبل أن يعيد فينا تاريخ ميلوسوفيتش، الذي لا يفترق عن تاريخه في شيء.‏
فإذا نجح في أن يفعل ذلك، فلربما لن يرحم الله الكثيرين من الذين لم يمنعوه.. من أن يفعل.‏
محمود ريا‏