الثلاثاء، يوليو 03، 2007

هدير الحاملات


يشكل امتلاك حاملة طائرات رمزاً لتحول دولة ما إلى "قوة كونية" قادرة على الذهاب إلى "أبعد مدى" من أجل تحقيق مصالحها الاقليمية والدولية.
ربما من أجل ذلك يتحول امتلاك حاملة طائرات إلى "حلم" لدى العديد من دول العالم التي تنظر إلى المستقبل نظرة باحث عن دور أساسي في المعادلات العالمية التي تعمل الظروف المختلفة على رسمها.
ولا تبدو الصين بعيدة عن هذا الواقع، وإذا لم يكن هناك أي "دليل" رسمي على سعي الصين لامتلاك هذا النوع من الحاملات، فإن المصادر الغربية تدعو دائماً إلى توقع ظهور أكثر من حاملة طائرات صينية في المياه الدولية ابتداء من عام 2012.
وبغض النظر عن الموقف الصيني الرسمي من هذا الموضوع فان المصادر الغربية لا تتوانى عن القول إن شراء الصين لحاملة طائرات روسية متهالكة عام 1992 ليس إلا إشارة انطلاق لعملية دراسة وتصميم وبناء حاملات طائرات صينية.
هل الصين بحاجة إلى حاملات طائرات، وهل هي ترى في ما يحصل في العالم من تطورات دراماتيكية مسوّغاً للدخول في نادي الدول المالكة لقوة الضرب بعيداً عن الإقليم الصيني براً وبحراً وجواً؟
إنها الصين، الأمة العظمى، تضع أقدامها بثبات على طريق إثبات نفسها كقوة اقتصادية ـ ولكن عسكرية أيضاً ـ على مستوى العالم، ولا يبدو غريباً إزاء ذلك أن نسمع في يوم من الأيام هدير حاملات الطائرات الصينية وهي تمخر عباب المحيطات نحو هذه القارة أو تلك، من أجل تحقيق "المصالح الحيوية" الصينية.
ولكن هل تقبل الولايات المتحدة بهذا الواقع ـ الكابوس؟
وأين نحن كعرب من هذا الحراك الذي يدور على مرأى منا دون أن نحرك ساكناً؟
وهل نستطيع أن نحول القوة الصينية إلى قوة حليفة لنا كعرب، أم إننا تعوّدنا على خسارة الأصدقاء كما يخسر البعض منا امواله على طاولات القمار، دون اكتراث؟
محمود ريا

أي نواب هؤلاء؟


يقيم عشرات النواب من "الأكثرية الحاكمة" في الخارج، ويتخيّرون بين الإقامة في دولة خليجية أو في العاصمة المصرية.. أو في "عاصمة النور" باريس.. تبدو هجرة المهاجرين مفارقة ما بعدها مفارقة، ويأتي تحركهم "في عز" الحماوة السياسية متناقضاً مع متوجبات "المشاركة" في القرار السياسي، فلا من يسمع شكوى المواطنين ولا من يهتم لآراء الناخبين.
الحجة جاهزة: نحن مهددون.. وما هذا البلد الذي أنتم له تديرون؟
وهل في "التحكم عن بعد" شفاء لهموم الناس، أم في الابتعاد عن "أرض المواجهة" حلاً لما تعانيه البلاد من التباس واحتباس، وإذا كنتم مهددين فكيف تحكمون؟ وإذا لم تكونوا مهددين، فلماذا أنفسكم تخوّفون؟
وماذا سيستفيد أبناء لبنان من جلوسكم في أفخم الفنادق في باريس، ومن سياحتكم بين الأهرام و "شارع محمد علي" و"برج العرب" وأفخم الفنادق، و"الخنادق"؟
وكيف سيتم التوصل إلى حلول، وانتم تؤجرون بـ "ثمن أمنكم" مواقفكم لمن يدفع تكاليف إقامتكم وترحالكم؟
وماذا يخطط كباركم، حتى اخرجوا الصغار من الساحة، بزعم أنها باتت مستباحة؟
وهل ما قيل عن انتخاب رئيس للبنان في ساحة الشانزليزيه أو قرب "قوس النصر" بات بحكم الأمر الواقع بعد أن غادر "المشرّعون" وتركوا لبنان مشرّعاً للعواصف والاضطرابات؟
وأي مشروع يرسمه "السندباد" ومعه "قريناه" لهذا البلد المنكوب؟
عفواً، لا بد من استدراك الخطأ.. أي مشروع ينفذه هؤلاء، وهم ممن لا يعرفون "الرسم" ولا يطيقونه؟ إلى أين نحن ذاهبون مع هذه الحفلات المتكررة من بيع الأوطان للأغراب والغربان، ومع الاستماع لوشوات الشياطين في واشنطن؟
أي وطن يبنيه نواب سبق أن اعترفوا أنهم "وقّعوا تحت التهديد".. ومن ثم ها هم يفرّون من البلاد "خوفاً من التهديد"؟!! وأي "رجال سياسة" يقبلون أن يعترفوا بأنهم "يمكن أن يساقوا بالعصا"؟
ربما هم لا يرعبون أنفسهم، ربما هناك من يرعبهم كي يستغلّهم إلى أقصى درجات الاستغلال، ولكن هذا لا يمنع من أن يعتبرهم أبناء شعبهم صغاراً صغاراً.
هؤلاء "المهاجرون" ليسوا نواباً.. إنهم نوائب تتوالى على هذا البلد المسكين، وأوان البحث عن بديل لهم.. حان منذ زمن.
محمود ريا