السبت، يونيو 17، 2006

الحقيقة والمستقبل

هل يمكن أن يخدع أحدنا كل الناس، طول الوقت؟
المعادلة المعروفة هي أنه يمكن لشخص ما أن يخدع كل الناس بعض الوقت، أو أن يخدع بعض الناس طول الوقت، فيما يدخل دمج "الخداعين" ليتحول إلى خداع دائم لكل الناس في دائرة المستحيلات.
لوهلة بدا أن عملية الخداع حققت نجاحاً مطلقاً، وأن ما يراد له أن يصبح واقعاً بات من أكثر الأمور واقعية، وأن السياق المعطى للأمور فرض نفسه إلى درجة أن أحداً لم يعد يتجرأ على وضع ظلال له، فضلاً عن التشكيك به أو نقضه.
كذلك، سيبقى كثيرون مقتنعين إلى الأبد بأن الرواية التي قدمت لهم هي الواقع، وأن أي وقائع تظهر في المقبل من الأيام ليست أكثر من ترّهات، ولن يتراجعوا عن ذلك.
وبين هذه المعادلة وتلك، بدا أن السحر الذي مورس على الناس بدأ يضعف، وأن الحقائق بدأت بالظهور وأن الصورة في الأيام المقبلة ستكون مختلفة عن الصورة التي رسموها ووضعوها على العيون بدون ترك أي فسحة للتمييز بين الألوان الحقيقية والمدخلات المزوّرة.
السحر بدأ يضعف، والوقائع أخذت بالبروز من تحت ركام التضليل، والمستقبل سيكشف، أو سيكتشف، الحقيقة.
محمود ريا