الأحد، سبتمبر 21، 2008

ما بين بيصور وبصرما


ما قصة استهداف المساعدين في هذه الأيام؟

قبل أيام فُجع اللبنانيون باستشهاد "اليد اليمنى" للوزير طلال أرسلان، القائد الشاب الشهيد صالح العريضي، وكان الأمر بمثابة ضربة قاسية لهذا الزعيم الوطني الكبير ولما يمثله في طائفته ووطنه، حيث قيل إن الشهيد العريضي كان "عماد" الحزب الديموقراطي اللبناني الذي يرئسه الوزير أرسلان.
وتوقف المراقبون عند معنى استهداف ما يمكن تسميته بـ"الرجل الثاني" أو "الرجل القوي" في الحزب الديموقراطي، وعند الرسالة التي يريد المجرمون توجيهها الى الحزب وقائده وطائفته.

بالأمس استهدف القتل "اليد اليمنى" للوزير السابق سليمان فرنجية، القائد الشاب يوسف فرنجية.. وهو شخص له مكانته الكبيرة في تيار المردة الذي يترأسه الزعيم الوطني ابن طوني فرنجية. وقد قيل أيضاً إن الشهيد فرنجية هو "عماد" أو أحد أعمدة تيار المردة.
الشهيد العريضي اغتيل بعبوة ناسفة لم (يُعلم) واضعها والآمر بها بعد.. أما الشهيد فرنجية فقد اغتيل برصاص واضح المصدر معلوم المطلق والآمر به، ومشخص الأهداف والمرامي من إطلاقه.

بين عمليتي الاغتيال ـ هذه وتلك ـ هناك افتراقات في التنفيذ، ولكن هناك عدة مشتركات، في التوقيت (عشية المصالحات هنا وهناك)، وفي الشخصيات المستهدفة (أبرز مساعدي قياديين في المعارضة)، وفي الأهداف (فرض أجواء التوتر والتشنج وتبديد التفاؤل بقرب هدوء الأجواء الأمنية).

حتى الآن لا يمكن الحكم بتشابه أو بتطابق الجهة المنفذة، وذلك احتراماً للقضاء وللتحقيقات الجارية هنا وهناك لتحديد آليات الحدثين وكيفية حصولهما ومن يقف وراءهما.
إلا أن علامات التشابه بين ما جرى في بيصور وما جرى في بصرما تثير ألف شك وشك في أن هناك جهة واحدة تنفذ بالعلن والسر ما حصل هنا وما حصل هناك، وما جرى قبل ذلك من عمليات اغتيال وما قد يجري، لا سمح الله، في الأيام القادمة.

هل هذا يحتاج إلى أدلة لتثبيته؟

ربما يكون النفي هو الذي يحتاج إلى دليل.
محمود ريا