السبت، ديسمبر 15، 2007

هل عرفتم من قتل العمـ(ا)د فرنسوا الحاج؟


قطع الصهاينة في حرب تموز الماضية الكثير من الجسور بطائراتهم الهمجية، ومنها الجسر الذي يصل بعبدا بمحيطها على الطريق العام.
بقي الجسر مقطوعاً منذ أكثر من سنة ونصف، وفي حين تم إعادة بناء الكثير من الجسور الأخرى، كان العمل في هذا الجسر يدور "بين حانا ومانا".. وبقي الطريق مقطوعاً.
بعد سنة وأربعة أشهر قطعت طريق أخرى في بعبدا، قريبة جداً من الجسر المدمر، ملاصقة تماماً للمستديرة في قلب المدينة ـ الرمز، وموصلة إلى المكان الأكثر حساسية.. وزارة الدفاع في اليرزة.
إذا كانت اليد الصهيونية واضحة في تدمير الجسر الأول، فإن اليد التي "منعت" إعادة إعمار الجسر هي من الطينة نفسها لليد التي قطعت الطريق الثاني، بحيث تجعل من بعبدا "معزولة" عن لبنان، بعد أن عزل الرئيس المقيم فيها عن وطنه على مدى السنتين الماضيتين.
إنها الأيدي نفسها، الأصوات نفسها، القوة المحركة نفسها.
من الجو أو من خلال السيارات المفخخة، بالكلام أو بالتأخير في إعادة الإعمار، الهدف واحد، منع التواصل بين اللبنانيين، ومنع بعبدا من البقاء في قلب الجبل وفي قلب الحدث اللبناني.
وكان التنفيذ من خلال استهداف أكثر الأشخاص إحباطاً لمكر هذه اليد.
.. هل عرفتم من قتل العمـ(ا)د فرنسوا الحاج؟
محمود ريا

الندوة العربية الصينية الثانية في الرياض


افتتاحية العدد 28 من نشرة "الصين بعيون عربية"
انعقدت الندوة العربية الصينية الثانية في العاصمة السعودية الرياض، وحضرها عشرات من النخب العربية من رجال الفكر والثقافة والاقتصاد، إضافة إلى شخصيات سياسية بارزة من الدول العربية ومن الصين.
خرجت الندوة بتوصيات هامة، وكان لها دور كبير في خلق نوع من التفاعل والتواصل بين المهتمين بالشأن الصيني من العرب، وبين الصينيين الذين حضروا بعدد كبير يعبر عن مدى الاهتمام بالعلاقات مع الدول العربية في مختلف المجالات.
تعددت الكلمات التي ألقيت والدراسات التي وزعت والمعلومات التي جرى تبادلها.
كل هذا حصل، والإعلام العربي غائب عن الندوة، وعن المشاركة فيها والتفاعل مع المواضيع المطروحة وعن نقل صورة دقيقة عما جرى، وكأنها ندوة عادية تعقد في دولة عربية وتتناول قضية محلية ضيقة لا تثير اهتمام العرب ولا تفرض نفسها على حاضرهم ومستقبلهم.
من المتابعة الحثيثة لهذا الموضوع على شبكة الانترنت يتضح مدى التقاعس العربي عن الاهتمام بهذه القضية، فلا خبر خاص، ولا مقابلات مميزة ولا تغطية لافتة، بل مجرد تكرار لما أوردته وكالة الأنباء السعودية على موقعها من تغطية رسمية شاملة، ولكن قاصرة عن التعبير عن حجم التفاعل الذي كان موجوداً بين المشاركين.
لا بد أن يطرح هذا الموضوع عدة أسئلة: لماذا يتجاهل الإعلام العربي الموضوع الصيني؟
لماذا تقتصر تغطية النمو الكبير الذي تعيشه الصين على ترداد ما تقوله وسائل الإعلام الأجنبية دون سعي من الإعلاميين العرب إلى الذهاب إلى مصدر الخبر وتقصي تطوراته، واكتشاف ما يحصل في تلك القارة من تطورات؟
تبدو الصين غريبة فعلاً وبعيدة جداً عن اهتمام العرب، فيما هي باتت في عمق اقتصادياتهم وفي أساس الكثير من مواقفهم السياسية، فيما الإعلام العرب يتعامل معها وكأنها دولة في أميركا الجنوبية أو قطعة من قارة أنتركاتيكا، لا خبر فيها ولا حدث ولا تأثير لها على الأوضاع في العام.
إن لقاءات مثل تلك التي انعقدت في الرياض تشكل فرصة هامة لكي يتعرف العرب أكثر على المارد الصيني، فهل يتمكن الإعلام العربي من إيصال هذه المعرفة إلى متابعيه، أم ننتظر ما يرد من وسائل الإعلام الأجنبية كي ينقل لنا الصورة كما يريدها هو، لا كما هي في الواقع.
والسؤال مطروح أيضاً بالمناسبة على الإعلام الصيني الذي غاب بدوره عن الندوة فلم يعطها حقها من التغطية. فإلى متى تبقى الأمور على هذه الحال، ومتى يحصل التفاعل الحقيقي؟
محمود ريا

الصين تحيي ذكرى فلسطين


افتتاحية العدد السابع والعشرين من نشرة "الصين بعيون عربية"
زيارات متبادلة بين المدن الصينية ومدن فلسطين، مشاركة صينية حماسية في مؤتمر أنابوليس حول الشرق الأوسط، وبالتحديد حول القضية الفلسطينية، وفوق ذلك إحياء صيني لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وهو اليوم الذي نسي كثير من العرب على ما يبدو الاحتفال به.
إنه اهتمام مميز، يثير أسئلة حول ما الذي تريده الصين من هذا التفاعل الحميم مع القضية الفلسطينية بالتحديد، ومع القضايا العربية بشكل عام.
إن الإجابة ينبغي لها ـ قبل أن تصبح جاهزة ـ أن تمر على تاريخ العلاقة الصينية مع القضية الفلسطينية، والذي لا يمكن وصفه إلا بأنه كان تاريخاً ناصعاً على مدى سنوات طويلة.
لقد وقفت الصين دائماً إلى جانب الحقوق العربية، ولا سيما إلى جانب حق الفلسطينيين في دولة لهم، وقدمت دعماً كبيراً لفصائل الثورة الفلسطينية، سواء على مستوى الدعم المالي، أو على مستوى التسليح والتدريب.
وفي الأمم المتحدة كان الصوت الصيني ـ الذي يحمل حق الفيتو ـ ”مضموناً ” إلى جانب الدول العربية، ولا سيما إلى جانب القرارات التي تتعلق بالقضية الفلسطينية.
ورفضت بكين بشكل دائم إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وإن كان هناك بين الحين والآخر بعض المعلومات التي تتحدث عن اتصالات ولقاءات تجري بعيداً عن الإعلام بين مسؤولين من مستويات غير رفيعة مـن الطرفين.
وعندما قرر العرب ”الانفتاح“ على إسرائيل عاملتهم الصين مثل ما عاملوا هم به الفلسطينيين، وكان لسان حال القيادات الصينية: ”لن نكون عرباً أكثر من العرب“ وأقامت بكين علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، وعززت علاقاتها الاقتصادية معها، وتركز الاهتمام على التبادل العسكري والتكنولوجي، نظراً للتقدم الإسرائيلي في هذا المجال، وللحاجة الصينية الشديدة إلى التكنولوجيا المتقدمة، في سعيها نحو البناء.
ولا يمكن إغفال حقيقة أن العلاقة مع إسرائيل باتت في العصر الحاضر الجسر الذي يوصل إلى علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، وهي العلاقات التي تحتاجها بكين بشدة نظراً لمساعيها الهادفة لتحسين اقتصادها.
بهذا الحضور الصيني على ”أرض“ القضية الفلسطينية تقول بكين إنها ما زالت مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وأنها تدعم موقف القيادة الفلسطينية من أجل تأمين هذه الحقوق.
إنه موقف يحاول استذكار ماضي الوقوف الصيني بقوة إلى جانب الثورة الفلسطينية، فهل يستطيع العرب تنمية هذا الشعور كي لا يخسروا وقوف عاصمة كبرى مثل بكين إلى جانبهم، أم إنهم تعودوا تضيع الأصدقاء في سعيهم لتملّق الأعداء؟