الأحد، فبراير 25، 2007

وداعاً جوزيف سماحة


كان زملائي يصفونني بالمتطرف وأنا ـ العامل في مجال الصحافة ـ أقول إن جوزيف سماحة هو الصحافي الوحيد في عالمنا العربي حالياً، وربما كنت أقصد أنه الصحافي "المثالي" الذي يجب أن يكون الصحافيون على شاكلته، إن كانوا يريدون فعلاً أن يحملوا بحق لقب "الصحافي".
اليوم جوزيف سماحة رحل فهل بقي صحافيون يكتبون بالعربية.
وداعاً جوزيف.. وداعاً أيها القلم الحر والكلمة الواعية الصادقة.
لقد تجاوزت خطك الأحمر عندما قررت الرحيل، على الأقل بالنسبة لنا نحن الذين كنا نقبل منك عدم الوقوف عند أي خط أحمر.. إلا هذا الخط.
الشامتون كثر، والمرتاحون بسبب رحيلك كثر أيضاً، ولكن عليهم أن لا يهنأوا كثيراً، فالبذرة التي زرعها جوزيف تركت الكثيرين الذين يرغبون بأن يكونوا جوزيف الجديد، وربما ينجح بعضهم في الوصول، وهذه هي الطامة الكبرى لكل الشامتين.
جوزيف.. شكراً على كل ما قدمت.. شكر حقيقي، وعسى الله أن يحقق أملي.

محمود ريا

السبت، فبراير 24، 2007

على عينك يا تاجر

تجتمع وزيرة الخارجية الأميركية مع قادة أربعة أجهزة أمنية عربية في عاصمة عربية. لن يكون هدف الاجتماع إيجاد حل سلمي للأزمة في الصومال، أو لمشكلة دارفور، وإلا لكانت اجتمعت مع "نظرائها" من وزراء الخارجية.‏
إنه اجتماع أمني يشي، أول ما يشي به، بأن الإدارة الأميركية فقدت أملها بالزعماء السياسيين في هذه الدول، وأنها تفتش عمّن يستطيع أن يقوم بشيء فعلي، لتخليصها من المستنقع الذي وقعت فيه في المنطقة.‏
بعيداً عن حجم الإذلال الذي يجب أن يشعر به قادة الدول "المعنية"، فإن القيادات السياسية يجب أن "تتحسس رأسها"، ويجب أن تعلم أن ما ينتظرها ليس أفضل مما ينتظر القيادات السياسية في الدول التي تعاديها الولايات المتحدة لو استطاعت إخضاعها، مع فارق أساسي: في الدول المعادية للولايات المتحدة لا يزال القادة السياسيون يسيطرون على الوضع وعلى القادة الأمنيين وعلى السلطة، أما في الدول التي يجتمع قادة أجهزتها الأمنية مع الوزيرة الأميركية جهاراً نهاراً، "وعلى عينك يا تاجر"، فإن سلطة القادة السياسيين تبدو أقل ثباتاً.‏
انتبهوا، فإن مكان القيادات العاجزة عند الأميركيين ليس المتاحف، وإنما مكان مختلف تماماً.‏

السبت، فبراير 17، 2007

حبواً على الثلج

كان الثلج يغمر المنطقة، كانت بعلبك ومحيطها بيضاء في امتداد الأفق، ولكن الحرارة كانت في الجو مختلفة، وكان اللون الأحمر هو الطاغي على كل بياض.‏
شباط/ فبراير 1992، أبناء البقاع ينتظرون عودة القائد، هو غير معتاد على الاستقرار فيه كثيراً، وتنقلاته تجعل منه ضيفاً على منزله ومنطقته، ولكنه الآن سيعود، بعد أن ترك بعضاً منه في الجنوب، على ثرى جبل عامل، الذي أحبه.‏
عودته هذه المرة ستكون مشهودة، كنا ننتظرها، انتظرها عشرات الآلاف، مئات الآلاف، حبواً على الثلج.‏
.. وجاء.‏
منزله المتواضع الذي يعرفه الجميع، شاهده الجميع، وزاره الجميع، وعاش فيه الكثيرون، أصبح مقاماً كبيراً.. كبيراً، يعرفه الجميع، ويشاهدونه اليوم على كتف الطريق المؤدي إلى النبي شيت. أما الذي لم يزره بعد، فلم يعرف من هو السيد عباس، وما هي المقاومة، وما معنى الاستشهاد.‏
هو السادس عشر من شباط، التاريخ الذي حفر عميقاً في قلوبنا، ولن يمحوه أولئك الذين يبدلون المواقف كما يبدلون ربطات أعناقهم، وألوانها.. والممسكين بها.‏
محمود ريا‏

الاثنين، فبراير 12، 2007

ألا من يصرخ: لبيك يا أقصى؟


ليس طبيعياً أن يكون الحديث عن الأقصى موسمياً، في مناسبات، ونتيجة أحداث، في حين أن الأقصى هو ما هو بالنسبة للمسلمين، كما أن القدس كلها هي ما هي للعرب وللمسلمين.‏
تغيب القدس، ينساها أولئك الذي تشكّل المدينة ومقدساتها جزءاً من معتقداتهم ومن تاريخهم ومن مستقبلهم، ولا تعود للظهور على سطح الأحداث إلا في لحظات خاصة، يفتعلها ـ للأسف ـ الأعداء، أكثر مما يعدّ لها الأتباع الأصدقاء.‏
اليوم، نسمع مجدداً عن القدس والأقصى، ليس لأن واحداً من الذين يفترض بهم حماية المدينة قدّم جديداً على طريق تخليصها من أيدي المحتلين، بل لأن الأعداء نفذوا جريمة جديدة بحق ما تحويه من مقدسات، وبالتالي بحق مليار ونصف مليار مسلم في أنحاء العالم.‏
ولكن، أين ردود الفعل؟‏
أين الصارخون بصوت عالٍ: كفى، لقد طفح الكيل ولا يمكن أن نسكت بعد الآن على الفظائع التي ترتكب بحق الأقصى؟‏
أين الذين يرددون صبحَ مساء إن الأقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين؟‏
لا جواب إلا الصمت، فمتى الكلام؟‏
ربما.. ربما يرتفع صوت عندما نرى الأقصى ينهار، فترتفع صيحات الاستنكار.‏
ألا من يتحرك قبل ذلك؟‏
ألا من يصرخ: لبيك يا أقصى؟‏
محمود ريا‏

الثلاثاء، فبراير 06، 2007

عشرة الفجر


تسعة وعشرون عاماً، بالرغم من الرافضين وبدعاء المحبين.
عشرة الفجر استمرت الثورة، كبرت، تجاوزت المؤامرات، رمت أعداءها في الموقع الذي يستحقون من التاريخ، وقدمت نموذجاً يسعى البعض
لاحتذائه، ويحسده البعض، لأنهم عاجزون عن الاقتداء.‏
في كل عام وفي مطلع شهر شباط/ فبراير، نعيش تلك اللحظات الأولى التي أنجزت تغييراً في العالم لم يكن أحد يظن أنه يمكن أن يحصل.‏
إنه تغيير نعيش اليوم بالذات آثاره، عندما نجد القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تبذل كل طاقتها الاستكبارية في محاولة لتفادي ارتداداته.‏
إنها الثورة الإسلامية في إيران، وهذه الأيام هي أيام عشرة الفجر.‏
لا المشككون نجحوا، ولا المتآمرون أفلحوا، ولا الناقمون استراحوا، ولا الثورة توقفت أو ضعفت أو انقلبت على نفسها وعلى مبادئها وعلى أفكار مفجّرها.‏
إنها الاستمرارية في عصر التقلبات الكبرى، إنه الثبات على المواقف في زمن الميوعة واللاثبات.‏
لا، لم يذبل شعار لا شرقية ولا غربية، ولم يتراجع هتاف الموت لأمريكا والموت لـ"إسرائيل"، ولم ينقضِ عهد الجمهورية الإسلامية.‏
إنها عشرة الفجر.. وبعدها الصبح، أليس الصبح بقريب؟؟‏
محمود ريا‏