الجمعة، فبراير 27، 2009

بلا مواربة: "الله يتمم على خير"


إنها مسيرة طويلة بالفعل، وقد بدأها الجميع، وهذا هو الخبر.
ما يجري في القاهرة من لقاءات فلسطينية، وما بدأ يتسرب من معلومات عن نتائج هذه اللقاءات هما، والتصريحات التي تطلق على هوامش اللقاءات، نوافذ أمل ينظر من خلالها محبو المقاومة وحاملو لواء القضية الفلسطينية من العرب وغيرهم إلى أفق أرحب، أفق يحمل الخير المطلق للشعب الفلسطيني.
ليس مهماً التفاصيل، وما اتُفق عليه وما زال محط خلاف، هذا على الأقل بالنسبة للذين ينظرون إلى المفاوضات من خارجها، من الشارع والجامعة والمصنع والحقل، والذين يراقبون تباشير الراحة تطل من وجوه المفاوضين، حاملة البشرى بأن شيئاً ما قد يتحقق في القريب العاجل.
وليس مهماً ـ الآن على الأقل ـ معرفة من كان على صواب ومن كان على خطأ، لأن النتائج النهائية للقاءات الفلسطينية الفلسطينية هي التي ستظهر الأمر دون تصريح، وهذه النتائج ـ وإزاء ما يجري في المنطقة من تطورات ـ لن تكون إلا على مستوى الآمال التي يضعها عليها الشارع العربي وأنصار المقاومة في الأرض.
وإذا كان ما حصل في غزة خلال الشهرين الماضيين هو الأساس الصلب الذي تقوم عليه المفاوضات، والذي ستبنى عليه الاتفاقات، فهذا يعني أن الأمور تحمل بالفعل فسحة أمل حقيقية، لأن هناك من اقتنع فعلاً بأن الصمود يمكن أن يحقق إنجازات أكثر بكثير من الانبطاح والاستسلام.
رحم الله شهداء غزة الذين ضحوا بالغالي والنفيس كي تنتصر قضية شعبهم وأمتهم، وهدى الله حاملي "الألوية الفلسطينية" على اختلاف ألوانها ومضامينها، ومن يقف وراءها و(خلفها)، لأن يبقوا سائرين في خط التوافق وصولاً إلى تيئيس العدو الصهيوني من تحقيق مشروعه في شرذمة الشعب الفلسطيني والاستفادة من خلافات أبناء هذا الشعب لابتلاع فلسطين وأرضها وأهلها.
ولعل في دعاء جارتنا العجوز ما يكفي كخلاصة: الله يتمّم على خير.

محمود ريا