الجمعة، ديسمبر 08، 2006

نداء السيد


كان الحضور حاشداً، لبى النداء، حضر للاستماع إلى ما يريد أن يسمعه، فلم يكن الخطاب مخيباً.
على مدى ساعة ونصف، وأكثر، قال السيد ما لم يقله في أي خطاب آخر، وبالرغم من كل ذلك، لم يقل كل شيء.‏
تحدث عن الوطن وعن الشعب وعن الصبر والصمود، وعن الثبات عند المطالب، وأكد أن الفتنة لن تنجح، لأنه إذا كان هناك من يشعل نارها، فإن الطرف المقابل لا يقبلها وهو حساس جداً تجاهها، ويرفض الدخول فيها.‏
رحّب بطرح المطارنة الموارنة مؤكداً ان ما فيه ما يمكن التوافق عليه، وفيه ما يناقش ويمكن تأجيله.‏
تحدث عن ضرورة قيام حكومة وحدة وطنية قرارها لبناني وإرادتها لبنانية، لأنها هي التي تشكل الضمانة لأمن واستقرار لبنان ووحدته، مضيفاً: "نحن نؤيد إعطاء أي معارضة في لبنان ثلثاً ضامناً لأننا نؤمن بالشراكة والتعاون، ولا نؤمن بالتفرد".‏
ولكن.. لم يكن هذا كل شيء.‏
هناك بعد، وبعد، وبعد..‏
هناك دعوة أخيرة إلى قيام حكومة الوحدة الوطنية، قبل أن تتغير المطالب، لتصبح قيام حكومة انتقالية تحضّر لانتخابات نيابية مبكرة تقوم بعدها حكومة، سيبقى فيها للمعارضة ـ السلطة اليوم ـ الثلث الضامن.‏
وهناك دعوة إلى أوسع مشاركة في صلاة الجمعة ظهر هذا اليوم بإمامة الداعية الشيخ فتحي يكن.‏
.. وهناك الملف الأهم، الملف المتعلق بحرب تموز الصهيونية على لبنان، والتي كشف السيد أنها لم تكن حرباً غربية صرفة، وإنما هي حرب دعا إليها بعض قادة السلطة في لبنان من خلال دعوة الإدارة الأميركية للطلب من "إسرائيل" شن هذه الحرب.‏
وكشف السيد أن رئيس الحكومة الساقطة والمتهالكة أمر الجيش اللبناني خلال الحرب بمصادرة الإمدادات التي ظلت تصل للمقاومة بالرغم من كل محاولات العدو لقطعها من خلال قصف الجسور والطرقات.‏
وكشف السيد أيضاً وأيضاً أن جهازاً امنياً تابعاً لسلطة ترك مهمة ملاحقة العملاء للعمل على تقصي أماكن تواجد قياديي حزب الله، وحتى مكان السيد نصر الله شخصياً.‏
كان كلام السيد فوق المتوقع، وأكبر من أن تستوعبه العقول، ولذلك طالب بلجنة تحقيق محايدة ـ عربية أو إسلامية ـ لكي تتابع هذه الاتهامات الخطيرة وتكشف الدور الذي لعبته هذه الطغمة الحاكمة في الحرب التي كانت تشنها "إسرائيل" على لبنان طوال ثلاثة وثلاثين يوماً.‏
إنه الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، متحدثاً إلى جماهير المعارضة الوطنية اللبنانية التي نزلت بالآلاف إلى ساحتي ورياض الصلح والشهداء في وسط بيروت لتستمع إليه يقول: "كما وعدتكم بالنصر دائماً.. أعدكم بالنصر مجددا، يا أشرف الناس".‏