الخميس، سبتمبر 29، 2005

هل دخلنا في مرحلة انهيار الهيكل على بوش؟
أم أن اتهام حليف رئيسي له بجمع تبرعات غير مشروعة هو مجرد تعبير عن الحيوية السياسية في المجتمع الأميركي، حيث لا يمكن للفساد أن يتسرب؟
أنا أرى في هذه الخطوة إهانة شديدة لبوش فيما هو يعاني أصلاً من الكثير من الإهانات التي تعرض لها مؤخراً ابتداء من الوضع في العراق وصولاً إلى "الآنستين كاترينا وريتا" اللتين رميتا بثقلهما من اجل إذلاله.
"نعيش ونشوف"
محمود

الكتائب: لماذا مبادرة التوحيد الآن؟



أثارت العملية التوحيدية التي شهدها حزب الكتائب في الفترة الأخيرة أسئلة كثيرة حول الهدف من هذه الخطوة وحول السرعة التي تمت فيها.
وتبدو الإجابة على هذه الأسئلة محصورة بمعادلة قائمة على أساس حاجة كل من الطرفين المتصالحين، رئيس حزب الكتائب كريم بقرادوني والرئيس أمين الجميل إلى الآخر في ظل المعركة التي يواجهها كل منهما على مسارح مختلفة، والتي من المتوقع أن تتصاعد في المرحلة المقبلة.
فبقرادوني يبدو في موقع المحاصر كتائبياً بعدما أصبح محاصراً مسيحياً نتيجة خياراته السياسية التي سار بها خلال الفترة السياسية الماضية والتي تقوم على مبدأ الوقوف إلى جانب رئيس الجمهورية العماد إميل لحود ظالماً أو مظلوماً.
وقد أصبح هذا الخيار مكلفاً جداً في المرحلة الأخيرة مع الضغوط التي يتعرض لها الرئيس لحود والحديث المتصاعد عن عدم إكماله ولايته.
وإزاء هذا الوضع وجد بقرادوني نفسه بحاجة إلى مظلة أمان تقيه السقوط السياسي مع النظام الذي ربط نفسه به خلال السنوات الماضية والذي ناضل بشكل صادق من أجل نشر المواقف السياسية التي يتبناها بالرغم من عدم شعبيتها على الصعيد المسيحي، وبعدما وصل هذا النظام ـ حسب ما هو متصور ـ إلى نهايته، كان لا بد لبقرادوني أن يقوم بواحدة من حركاته البهلوانية التي اعتاد عليها والتي تضعه دائماً في صف الرابح على الساحة المسيحية بغض النظر عن هوية هذا الرابح، وهذا ما جعل منه أول رئيس غير ماروني يتربع في مقر حزب الكتائب في الصيفي بالرغم من كل المعارضة التي واجهها.
بالمقابل فإن الرئيس أمين الجميل يبحث عن أي ورقة يمكن أن يضيفها إلى الأوراق التي يملكها ـ وهي أوراق غير قوية بما يكفي ـ من أجل تعزيز موقعه في السباق إلى قصر بعبدا، والذي يبدو محموماً في هذه الفترة. وهو بذلك بحاجة إلى شرعية سياسية يستقيها من مؤسسة حزب الكتائب التاريخية التي سطع نجمه بداية من خلال كونها حزب العائلة الذي غادر البيت التاريخي الذي احتضنه بسببب ظروف سياسية كان لموارنة معادين تأثير فيها أكبر من تأثير المعارضين من طوائف أخرى، ولا أحد ينسى هنا دور قائد القوات اللبنانية سمير جعجع في ترحيل الرئيس الجميل وتحطيم إقليم المتن الكتائبي التابع له بعد سقوط العماد ميشال عون في بعبدا عام 1990.
وإضافة إلى أهمية حزب الكتائب كقلعة في الصراع المسيحي الداخلي ومن ثم في الصراع السياسي اللبناني، فإن الرئيس الجميل بدا أنه يتطلع إلى أبعد من ذلك في تأييده للمبادرة التي أطلقها كريم بقرادوني من أجل إعادة توحيد الحزب، فهو يريد من بقرادوني أن يكون جسره إلى الضفة الأخرى من الوطن، أي إلى القوى التي يحتفظ بقرادوني بعلاقا ممتازة معها والتي يحتاج أي مرشح لرئاسة الجمهورية لرضاها من أجل تعزيز حظوظه في رئاسة الجمهورية، وبالتحديد حزب الله.
ومن أجل ذلك أرسل الجميل من خلال بقرادوني رسالة بليغة جداً إلى حزب الله قبيل سفره الأخير إلى الولايات المتحدة من خلال سؤاله عن أي خدمة يمكن أن يقدمها للحزب خلال وجوده في واشنطن أو أي موضوع يرغب حزب الله طرحه من خلاله مع المسؤولين الأميركيين، وقد جاءت هذه الرسالة في لقاء عاجل عقده بقرادوني مع مسؤولين في حزب الله قبيل ساعات من سفر الجميل إلى الولايات المتحدة.
إزاء هذا الواقع يبدو أن المصالحة الكتائبية هي قدر كل من الفريقين المتصالحين أكثر من كونها خياراً سياسياً لأي منهما، لأن بقاء كل من الطرفين على الساحة السياسية مع التغييرات التي تشهدها البلاد لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الاتكاء على الطرف الآخر.