السبت، يناير 17، 2009

المغرب وفنزويلا.. والزمن الأعور




حكي أن دولة في أقصى أطراف الأرض وقفت وصرخت، واتخذت موقفاً لا يمكن إلا أن تنحني الهامات أمامه، نددت بجرائم العدو الصهيوني في غزة، وطردت السفير الإسرائيلي لديها، وزادت على ذلك بأنها قطعت علاقاتها بشكل كامل مع هذا الكيان.
هذه الدولة التي بات اسمها على كل شفة ولسان، وصار رئيسها أيقونة للرجولة في كل البلدان، تحمل اسم فنزويلا، ورئيسها "يساري غريب" لا يمت للعروبة ولا لقحطان أو لعدنان بأي صلة، واسمه هوغو شافيز.
وحكي أن دولة هي الجناح الغربي لأمة العرب والوجه المطل على المحيط الكبير لحاملي راية الإسلام، رئيسها يدعي أنه من نسل رسول الله صلى الله عليه وآله، ولا يرضى إلا أن يقال عنه أمير المؤمنين، يرتع في نعماء الدنيا، ويقيم من العلاقات مع العدو الصهيوني ما يُندي الجبين، ظاهراً وباطناً.
هذه الدولة رفض ملكها وزعيمها أن يأخذ أي إجراء عملي في مواجهة حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة، كما رفض قطع علاقاته أو تخفيضها مع كيان الاحتلال، ولم يتخلّ عن مستشاريه اليهود الذين يحكمون باسمه ومن تحت تاجه.
هذه الدولة التي تحمل اسم المغرب، ويحكمها ملك معظّم اسمه محمد بن الحسن بن محمد، رفض ملكها حضور قمة عربية حول غزة، ورفض القيام بأي نشاط لوقف ما يحصل في بقعة يدعي أنه من حماة حماها، وهو الذي لا يفتأ يردد أنه "رئيس لجنة القدس" والساعي من أجل إنقاذها، كل يوم، وفي كل صباح ومساء.
على أن هذا ليس كل شيء، والخبر ليس هنا لمن يرى في ذلك أمراً طبيعياً في هذا العصر الأغبر.
الخبر هو أن "حامي حمى القدس" تذكر الآن أن "اليساري الغريب" يتدخل في شؤون بلاده من خلال موقفه من "الوحدة الترابية المغربية" وتأييده لجبهة البوليساريو، وهو أمر تفعله عشرات الدول في العالم.
لقد قرر ملك المغرب الآن قطع علاقاته بفنزويلا بسبب موقفها من قضية الصحراء الغربية.
وللقارئ وحده يبقى التعليق على هذا الزمن الأعور.
محمود ريا