الاثنين، يوليو 16، 2007

في ظل أب كأبي الذي افتقدته

يعيش المرء حالة اليتم، بمعناها النفسي، عندما يفقد والده، دون أن يكون لذلك علاقة بالعمر الذي هو فيه.
فمهما كان الانسان كبيراً في العمر، يفقد بفقدان والده السند الذي يمدّه بالحكمة والخبرة، كما يمدّه بالعطف والاحساس بالأمن والاستقرار.
إن الدور الأبوي الذي يمارسه الواحد منا على أولاده قد لا يشعر به، فيما هو يحس في كل لحظة بالدور الذي يمارسه الأب في حياته، فيشعر بحجم الفراغ عند فقدان هذا الدور.
هذه ليست خاصية يمتاز بها الانسان الفرد وحده، وإنما هي على ارتباط وثيق بموقع الانسان كجزء من أمة، وكخيط في نسيج شعب. وهكذا تسعى هذه الأمة إلى أبوة تهديها استقراراً افتقدته، وأمناً لا تشعر به، وحكمة تبدو بعيدة المنال، في ظل "مدّعي أبوتها" الذين يمارسون كل يوم من الأبوة ما يتعلق بالتسلط والسيطرة، فيما يفتقدون كل ما يجب أن تتميز به الأبوة من يد حانية وحكمة عالية.
هل يأتي يوم يعيش فيه شعبنا في ظل أب كأبي الذي افتقدته، أو تهتدي الأمة إلى أبيها الحقيقي الذي يحتفي بها كما كان يحتفي بي أبي عند وصولي إليه؟
على أبواب نصر تموز.. يصبح السؤال أكثر إلحاحاً، والجواب ربما يكون ما شهدناه في الرابع عشر من آب/ أغسطس من العام 2006.
محمود ريا