الأربعاء، يوليو 02، 2008

استباق اللحظة



لا بأس من استباق اللحظة.
نحن بحاجة فعلاً، وفي الظروف التي نعيشها إلى سلسلة متواصلة من "الأيام الملاح" عسى أن تنسينا الكثير مما نمر فيه من آلام وإحباطات ومشاكل لا أول لها ولا آخر.
نحن شَهَرنا الفرح باللحظة الآتية منذ أول سماع لنا بالخبر، ولم تمنعنا كل المؤامرات والمجازر والمماطلات في أن نبقى على أهبة الجهوزية لإطلاق زغرودة في أصعب لحظات المحنة.
منذ 12 تموز/ يوليو 2006 عرفنا أن لحظة ما ستأتي، كان يقيننا بها أكبر من تفرعن المتفرعنين بطائراتهم ودباباتهم ومخططاتهم ومراكز أبحاثهم، وأكبر من قرارات سياسييهم برفض التفاوض "تحت النار"، وأكبر مما كان يرسم لاعتبار ما حصل في ذلك اليوم التموزي فخاً سيقود إلى انتهاء هذا الخط الجهادي الذي نسير عليه.
مرت سنتان، بكل ما فيهما من ألم ومن أسى، من مشاكل حقيقية ومشاكل مخترعة، من موت طال الأطفال، وإعاقة لحقت بالنساء والرجال، وبالرغم من كل ذلك أتت اللحظة.
أتت اللحظة، وفيها عَبرة وعِبرة:
العَبرة على شهداء قضوا من أجل أن نصل إلى هنا، قدّموا دماءهم رخيصة كي يتحقق الوعد، ولم يترددوا في ركوب أهوال الحرب كي يصدق القائل بأننا لا نترك أسرانا في السجون، وعلى شهداء أبرياء مدنيين كانوا ضحايا العَتَه الذي أصاب قادة العدو ودفعهم إلى المخاطرة بـ"كرامة كيانهم" ووضعها تحت مرمى نيران المجاهدين.
والعِبرة هي أن ما يقوله هذا الرجل تحقق ويتحقق وسيتحقق، فلا يتعب الحالمون أنفسهم، ولا يحاولوا ولا يماطلوا، فهم لن ينالوا أكثر مما ناله غيرهم، وهم في النهاية سيرضخون، وستأتي اللحظة التي تجعلهم يدفعون ثمناً غالياً لمعاندتهم ومكابرتهم ورفضهم الرضوخ للحق وللعقل ولنداء الوحدة والشراكة.
هي مجرد إشارة لا بد منها، لن تغطي على الإحساس بالفرح الذي لا يوصف بدنو لحظة تحرير الأسرى، انطلاقاً إلى تحرير جديد وانتصار جديد، وفرح أكبر بالانتصار الذي لا هزيمة بعده.
محمود ريا