السبت، يونيو 27، 2009

بلا مواربة: تويتر.. والفرص المتكافئة


وصلتني رسالة على حسابي في موقع فايسبوك تتحدث عن وقف إدارة الموقع لحسابات عدد من الأصدقاء بتهمة "خرق قوانين".


و"للصدفة" فإن الحسابات الملغية عائدة كلها لأشخاص يدافعون عن المقاومة ويقفون موقفاً معادياً للعدوان الأميركي على أمتنا، ويعلنون ذلك بأقوى كلمة، ولكن دائماً بالكلمة، في موقع يدار من دولة تدعي تقديس الكلمة والدفاع عن حرية الرأي.



وصول الرسالة التي تحمل هذا الخبر تزامن مع متابعتي الدقيقة لموقع "تويتر" وما يجري فيه من "تحركات" لا يمكن وصفها إلا بكونها اجتماعات لـ"مجلس قيادة الثورة" على الثورة الإسلامية في إيران.



المتابع لصفحة "الانتخابات الإيرانية" على "تويتر" يفاجأ بكمّ التفاصيل و"المعلومات" التي يلتقطها، إلى الحد الذي جعل من هذه الصفحة مصدراً لأخبار بعضها يمكن تصديقه، وبعضها الآخر "لا يدخل في عقل" نظراً لما يحمله من مبالغات وتهويل، ولما يضخه من كراهية ودعوة إلى العنف والاضطراب وهزّ حبل الأمن.



هذه المفارقة في التعامل مع "حرية الرأي" تدفع للسؤال: أية معايير تحكم إدارة المواقع العالمية، ومن يتحكم بقرارها السياسي، وكيف يمكن أن نصدق أن هذه المواقع "مستقلة" كما تدعي، وأنها تؤمن بتكافؤ الفرص وتسمح للجميع بالتعبير عن آرائهم.



المفروض ان تكون إدارة هذه المواقع ذكية بما يكفي، فتقوم بالتعمية على انخراطها في إطار الآلة السياسية الدعائية الغربية، وتلعب دورها بشكل خفي، لإقناع العالم باستقلاليتها، ولإبقائها مصدراً محايداً يعتمد عليه، ولكن هناك ما دفع هذه الإدارات إلى اتخاذ مواقف حاسمة.. والانحياز بشكل علني وفاضح.



هل هو الاستخفاف بالذين لا يوافقهم هذا الانحياز، أو هو الخوف على من يوافقهم؟



مهما كان السبب، فالواضح أن الحديث بعد الآن عن فرص متكافئة بات خلفنا، ومن يُرد فرصة التعريف بما لديه، عليه ان يخلقها بيديه، إذا لم يكن ممن ترضى عنهم آلة الإعلام الغربية.



محمود ريا



الانتقاد/ العدد 1352 ـ 26 حزيران/ يونيو 2009