الخميس، سبتمبر 20، 2007

الصين بين قمة آبيك والاجندات العربية

افتتاحية العدد السادس عشر من نشرة "الصين بعيون عربية"
يسجل الاقتصاد الصيني قفزات في النمو تخرق المألوف، مما يجعل التطور الصيني الشغل الشاغل لمعظم المراقبين في أنحاء العام.
إلا أن الرقابة الأساسية والأكثر دقة تتم في المراكز البحثية الأميركية، حيث تتحول الصين دائماً إلى العنوان الأول في الأوراق البحثية والمؤتمرات المنعقدة في معظم هذه المراكز، وبات عرض كل مشكلة يبدأ من دور الصين فيها، في حين أن الحلول تتمحور بغالبيتها حول كيفية مشاركة الصين في هذه الحلول.
وهذا الوضع لا يقتصر على ما يحصل من رقابة داخل الولايات المتحدة، ولكنه يمتد أيضاً إلى كل أنحاء العالم حيث تحل الصين ضيفة أولى في المؤتمرات العالمية، كما تحل موضوعاً أول في جدول الأعمال.
هذا الأمر حصل فعلاً خلال هذا الأسبوع في مؤتمر قمة دول الآبك "منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك)" الذي انعقد يومي السبت والأحد الماضيين في مدينة سيدني الأوسترالية، حيث كانت الصين حاضرة في المؤتمر وحاضرة في المواضيع التي طرحت، حتى اضطر الرئيس الأميركي جورج بوش (الذي كان حاضراً في القمة) إلى نفي أن تكون الصين تهيمن على المؤتمر.
لقد كانت الصين في مؤتمر آبيك الحاضر الأكبر، وفي كل القضايا التي طرحت للنقاش كان الوجود الصيني هو الذي يطرح على بساط البحث، فيما يشبه الاعتراف الشامل بأن قضايا المنطقة ـ ومعها قضايا العالم ككل ـ باتت مرتبطة بشكل عضوي بما يحصل في الصين من تطورات.
ومن تلوث البيئة إلى صندوق النقد الدولي والتجارة الحرة ، وغيرها من القضايا العالمية الشائكة، كان للصين رأي، وكانت مطالبة بموقف في سيدني، وقد أطلق الرئيس الصيني هو جنتاو العديد من المواقف من هذه القضايا من خلال الخطاب الذي ألقاه أمام المؤتمر، فهل قرأ الخطاب أحد من العرب؟
إن الحضور الصيني بهذا الشكل في المؤتمرات يجب أن يدفعنا نحن العرب إلى التساؤل عن مدى حضور الصين في أجندتنا العربية، وأي دور تلعبه هذه الدولة العملاقة في استراتيجيات دولنا (المتنافرة المتناحرة)، وهل نحن نجاري العالم في الاهتمام بما يحصل حولنا من تطورات، وعلى رأسها التطور في الصين؟
محمود ريا

إعلان حرب

سؤال: كيف لاجتماع ليلي أن يلغي ليالي من الحديث المتفائل والاتصالات المتواترة والزيارات واللقاءات التي جرت في الداخل وفي الخارج؟ جواب: إذا كان المجتمعون مثل الذين اجتمعوا، لا يستطيعون تفادي تمزق صفهم إلا بتمزيق الوطن.‏
وهكذا يبقى الوطن ضحية مصالح أولئك الذي يتناتشون مقدراته، فيعصرونه حتى الاختناق إذا اتفقوا، ويمزقونه حتى الانقسام والتقسيم إذا افترقوا.‏
إنهم هناك، التقوا بعدما أتى غائبهم، صمت طويلاً، وعندما نطق، كان نطقه مماثلاً لما صدر عنه وعن رفاقه، في بيان يحمل كل كلمات الدعوة إلى الحوار، وكل معاني رفض إمكانية التوصل إلى حل في لبنان.‏
هذه هي الصورة التي بات عليها هذا البلد بعد الجواب الذي احتار المحللون في وصفه: هل هو "نعم ولكن.. لا" أم أنه "لا ولكن.. قد"، أم أنه "نعم ولا ولا ونعم" بانتظار ان تأتينا الـ"لا" أو الـ"نعم" من سيدنا في البيت الأبيض؟‏
مهما كان تفسير البيان الذي صدر عن قوى 14 شباط ليل الأربعاء الماضي، فهو لن يخرج عن كونه "إعلان حرب" على الوطن وعلى التوافق فيه، وكل من وقّع على هذا البيان وهو متمسك بما وقّّّع عليه هو مشترك في هذه الجريمة.‏
محمود ريا‏