الخميس، أغسطس 31، 2006

الرأي العام

هل هناك من يصغي للرأي العام في لبنان؟
هل هناك من يتبنى الديموقراطية فعلاً لا قولاً، وممارسة لا تنظيراً؟
هل هناك من يقرأ "مزاج" الشارع، فيكيّف سياساته على أساس ما يريده الشعب الذي يحكم الحاكمون باسمه؟
لنأخذ التعامل مع استطلاعات الرأي وسيلة لمعرفة مدى ارتباط تحركات المسؤولين بما يريده المواطنون.
لقد نشرت الزميلة "الأخبار" استطلاعاً للرأي بعد انتهاء الاعتداءات العسكرية الصهيونية الواسعة على لبنان، وكانت الأرقام التي حملها هذا الاستطلاع كافية لأن تجعل أي مسؤول يقف بقوة في مواجهة الضغوط الدولية والمناورات الدبلوماسية الهادفة إلى سلب لبنان انتصاره وتحويل ما حصل إلى هزيمة سياسية.
واللافت أن الاستطلاع الذي أجراه مركز بيروت للأبحاث شرّح النتائج، وأظهر حقيقة أن معظم اللبنانيين من مختلف الطوائف يعتبرون أن ما حصل هو انتصار شامل للبنان، مع ما يستتبعه ذلك من اتخاذ إجراءات تكون بحجم هذا الانتصار على مستوى التعامل مع الوضع السياسي الناشئ عن العدوان الصهيوني.
وإذ يبدو أن ما يحصل على الأرض لا "يتناسب" مع نظرة اللبنانيين للواقع، فإن الدعوة مفتوحة للمعنيين من أجل إعادة قراءة الاستطلاع الذي يشهد الجميع بمهنيته ودقته، أو إجراء استطلاعات أخرى تكون "موثوقة" من قبل المعنيين، ومن ثم العمل في السياسة كما يرى المواطنون لا كما يظن السياسيون أن المواطنين يرون.
محمود ريا

الخميس، أغسطس 17، 2006

انتصار.. "ونقطة على السطر"

يمكن إطلاق الكثير من الكلام، وفتح العديد من النقاشات، والتنظير والتبصير.
يمكن الجلوس ساعات فوق المنابر وأمام الميكروفونات وفي استديوهات الفضائيات، والحديث بما يثبت وبما لا يثبت من "معلومات".
يمكن القول والوصف والتعبير و"التشبير" وطرح الأسئلة وكيل الاتهامات وتثبيط العزائم و"محو الأدلة".
يمكن ويمكن ويمكن...
ولكن ذلك لن يؤدي إلى تغيير الواقع الذي لا يمكن تغييره.
الانتصار حصل، بات حقيقة، أصبح ثابتاً في الأرض وفي البحر وفي السماء.
إنه انتصار حقيقي فعلي ملموس يمكن إدراكه..
انتصار صنع بوعي، وبُنيت لَبِناته بصبر، وزُرعت مداميكه في أرض لا يمكن لغاصب أن يستقر فيها.
انتصار ليس منّة من أحد، ولا برعاية من راعٍ ولا بإذن من آذن.
هو ذاك، رغم أنف من لا يريد أن يرى، أو من يرى فلا يعترف، أو من يعترف فلا يرعوي عن لوي عنق الحقيقة، ليأخذ الأمور بعيداً عن الإقرار بالهزيمة الكاملة للعدو الغاصب.
إنه انتصار، شامل، كامل، واضح، بيّن، له انعكاسات استراتيجية وترددات عالمية، و"نقطة على السطر".
فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيكمث في الأرض.
محمود ريا

الأربعاء، أغسطس 09، 2006

هل أترك ابني؟



أنا الأم.. فكيف تريدونني أن أترك ابني؟
لقد حملته جنيناً، بقدر ما أراد، كي يكتمل نموه، فخرج من رحمي رجلاً، رجلاً لم يمر بمرحلة الطفولة التي يمر بها كل طفل.
لقد كان منذ ولادته، لي السند والحامي، ولم يحتَج مني لكثير رعاية وحماية.
عشت معه لحظات حياتي، "كبرت" معه، ونَمَوت في كنفه، وربّاني بأخلاقه، وهو ابني!
حملته وحملني، حفظته وحفظني، احتضنته فأعزني، غنيت اسمه فحمل اسمي إلى كل الآفاق.
هو ابني، فهل أترك ابني؟
هل تصدقون انكم إذا قصصتم شعري الجميل، وسلبتموني أصوات خلخالي، انكم إذا أحرقتم وجهي، ومزقتم ثوبي، انكم إذا وضعتكم سواد حقدكم على جسدي، انكم إذا سرقتم لحظات الفرح مني، سأتخلى عن ابني؟
هل تعتقدون انكم إذا اقتلعتم حدقات عينيّ، وقطعتم لساني، وبترتم أطرافي، سأسلمكم من مكانه في قلبي؟
هل تحلمون بأن أعطيكم إعطاء الذليل، وأقرّ لكم إقرار العبيد؟
هل أترك ابني؟
يا ويلي إن فعلت، يا ويلكم إن لم أفعل.
أنا الضاحية.. وهو ابني.
سيبقى في قلبي، وبه أرفع رأسي، وفي عرسه سأرتدي أجمل فساتيني، وعند رؤيته سترتفع رنة خلخالي.
أما أصوات انفجاراتكم التي تدوي في أذني، فإنها لا تعني لي إلا أنني أولد من جديد، وها هو ضياء عيني، يشهد ولادتي.
محمود ريا

الاثنين، أغسطس 07، 2006

نحن هنا.. وسنبقى

كان بودي أن تتحول هذه المدونة إلى تأريخ يومي للحدث التاريخي الذي يشهده لبنان، حدث المواجهة الكبرى بين الشعب اللبناني وقوات الاحتلال الصهيوني الغازية، ولكن.. ظروف وظروف منعتني من الإطلالة اليومية من خلال هذه المدونة، وجعلتني ابتعد عنها لفترة طويلة، في حين أنني أجد حضوراً كبيراً فيها، وذلك من خلال التصويت الدائم على استطلاع الرأي الموضوع في الموقع.
أتمنى أن أتمكن ابتداء من اليوم من إيجاد فسحة من الوقت، واتصالاً بالشبكة، كي انقل بعض الانطباعات والأخبار الخاصة من قلب المواجهة.
إنها معركة حقيقية، نعيش تفاصيلها يوماً بعد يوم، تحاول أن تطحن إرادتنا، فنرد بطحن مشعليها، ونبقى شعباً يحمل روحه على كفه، كي لا يوقعها تحت أقدام الغاصبين.
نحن هنا، هنا، في أرضنا، على كل المساحات، نصنع كل يوم أسطورة، ونعلن كل يوم الدم موقفاً، ونشهر الجرح سلاحا.
نحن هنا، أبناء هذا الوطن الذي يأبى أن يركع، ولو لامنا الراكعون.
نحن هنا.. وسنبقى
محمود