السبت، يونيو 20، 2009

بلا مواربة: فصل الخطاب


الخطاب مهم في كل مفاصله، وقاطع بمضمونه، وهو مثير للانطباعات بشكله وبما رافقه من مظاهر تؤكد أن كل ما يرسمه الاستكبار الأجنبي من سيناريوهات هو مجرد توهمات.

ملايين من هنا وملايين من هناك كانت في الشارع، وفي أثناء هذا الخطاب، كانت هذه الملايين وتلك مع بعضها، تسمع الكلمات نفسها، وتهتف الهتافات نفسها: الموت لأمريكا الموت لـ"إسرائيل" والموت لمعادي ولاية الفقيه (مرك بر ضد ولايت فقيه).

إذاً، هناك ما يجمع بين هؤلاء وأولئك، هناك ما هو أقوى من أسباب الفرقة والخلاف، والقاعدة المشتركة أقوى من أن تهزها خلافات على موقع وعلى صندوق.. وعلى صوت.

أما الكلام، فهو ما يجب أن يسمعه هؤلاء وأولئك، صرخة بوجه المستكبر من جهة، ودعوة إلى التوحد من جهة أخرى، وقرار بأن تسير الأمور بمسلكها الدستوري، من دون تهويل أو تعطيل.

إنه مسار يجب أن تسلكه الأمور، والكل سيلتزم به بلا تردد، وسيتقيد به بلا تشكيك، وسيكون فيه شفاء من داء التفرقة والانقسام الذي أريد له أن يذر قرنه بين أبناء الشعب الإيراني.

أما من لا يلتزم، إذا كان هناك من سيفعل، فهو يضع نفسه في مواجهة الأربعين مليوناً من أبناء الشعب الإيراني الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات، وفي مواجهة الإيرانيين السبعين مليوناً الذين يهتفون بكل قوة بحياة الجمهورية الإسلامية وبسيادة ولاية الفقيه.

خطاب الجمعة الذي ألقاه الإمام السيد علي الخامنئي كان حاسماً في كل شيء، في الشكل وفي المضمون، في ما قرره وفي ما حذر منه، في ما لفت إليه، وفي ما غضّ النظر ـ مرحلياً ـ عنه، بانتظار أن يطرأ ما يوجب الحديث عنه، وعندها قد تنكشف الكثير من المعطيات التي ما تزال خافية حتى اليوم.
إنه خطاب تاريخي.. إنه فصل الخطاب.

محمود ريا

الانتقاد/ العدد 1351 ـ 19 حزيران/ يونيو 2009