الجمعة، ديسمبر 29، 2006

الحيرة العمياء

أصعب ما يمكن أن يتعرض له الإنسان، هو أن يصل إلى مرحلة، يرى فيها غير ما يسمع، أو يسمع غير ما يرى، أو يرى ويسمع غير ما يحس به، ويكاد يلمسه بيديه.
عندها، يصل الإنسان إلى ما يشبه الحيرة، بل إلى ما هو أكثر منها، وربما حتى إلى الهذيان.
وهذا هو حال "أصحابنا" في الأكثرية (هل ما زالوا يصدقون أنفسهم بأنهم أكثرية؟).
تأتيهم الحقن المهدئة من صيدلية الـ "أونكل بوش" كل يوم، ويتعاطون الأقراص المخدرة من مصانع الأدوية في باري ولندن وغيرها من العواصم صباح مساء، ولكن كل ذلك لا يفيد في إزالة حيرتهم واضطرابهم، فما يلمسونه باليد يختلف بالكامل عما يراد لهم أن يصدقوه.
"الحَوَل"، هو "الحَوَل" الذي يضرب عيونهم وهم ينظرون ذات اليمين فيرون شفاه الأميركيين تتحرك بدعمهم، وينظرون ذات الشمال فيرَون الوفود تأتي وتذهب إلى هنا وهناك دون توقف.
ما أصعب أن يسلّم "الحمل" قياده إلى ذئب، ما أقسى أن يضع نفسه في قطيع راعيه ثعلب، فلا يعلم متى سيكون الوجبة التالية على مذبح "المصالح العليا".
محمود ريا