الخميس، أغسطس 09، 2007

الجيش الصيني: للدفاع.. كما هو دائماً


افتتاحية العدد العاشر من نشرة "الصين بعيون عربية"
الجيش الأحمر، جيش التحرير الشعبي، ركيزة التغيير وضمانة الاستقرار احتفل الأسبوع الماضي بالعيد الثمانين لإنشائه.
بكل ما يحمله الصينيون في صدورهم من فخر، ومن شعور بالاستقلال، وبالقوة التاريخية والراهنة، جاء الاحتفال بالمناسبة ليؤكد أن القيادة الصينية ما زالت تراهن على هذه المؤسسة العملاقة لضمان استمرار الاستقرار في البلاد، مع ما يعنيه ذلك من حماية لمسيرة التطور المنطلقة بقوة صاروخية تعجز كل "المشاريع الدفاعية" عن إيقافها.
من هنا يتجاوز دور الجيش الصيني مسألة حماية الحدود أو منع التحركات المشاغبة، ليتحول إلى رافعة أساسية لعملية النهوض الاقتصادي التي تشهدها الصين، فهذا الجيش الذي يلعب دوراً مهماً على الصعيد الدفاعي، له دوره الأساسي أيضاً على الصعيد السياسي، كما أنه يقوم بمشاريع كبرى تدفع عجلة النمو الاقتصادي إلى الأمام.
ولا يقتصر دور هذا الجيش على ما هو عليه في الحاضر، وإنما هو يحتل حيزاً أساسياً من عملية رسم صورة المستقبل في الصين وفي الإقليم الآسيوي وفي العالم ككل.
فالجيش الصيني هو جزء من عملية تأكيد "الحضور الصيني" القوي في منطقة جنوب شرق آسيا، وهو "الخطر" الذي يحذّر منه الأميركيون الذي يرون فيه المنافس الحقيقي لجيوشهم المنتشرة في أنحاء العالم.
ولكن هل يرى الصينيون أنفسهم منافسين فعلاً للأميركيين، أم أنهم يواصلون التأكيد أن هذه الصورة المعطاة لجيشهم هي من نسج خيال مخططي الحروب الباردة الذين يستعملونها كوسيلة لتأجيج الصراعات على مستوى العالم؟
الصينيون مصرون على أن جيشهم هو لحماية أمنهم ولضمان استقرار ووحدة بلادهم، كما أنهم يؤكدون على عدم وجود أي فكرة لديهم عن إمكانية استعمال هذا الجيش للصدام مع أحد في العالم، سواء في الإقليم الشرق آسيوي أو في أي مكان آخر، ويستثنون من ذلك إشارة غامضة إلى موضوع تايوان، حيث يبقى استعمال الجيش كـ "آخر الدواء" في وجه أي محاولة انفصال تايوانية، ودون أن يكون هذا الاستعمال مسألة محتمة، فهم يتحدثون عن "وسائل غير سلمية" ولا يتحدثون أبداً عن وسائل عسكرية.
الجيش الصيني اليوم فخور بنفسه، وفخورة به بلاده، وهو يتقدم بشكل حثيث، وإن بشكل متدرج كما أعلن الرئيس الصيني، والهدف هو الدفاع، كما كان دأبه دائماً على مدى سنواته الثمانين.
محمود ريا

ماذا ستختار الشعوب؟

جميل هذا الذي يحصل في عالمنا العربي.
وأجمل ما فيه أنه واضح، ظاهر، حادّ الافتراق بين الأبيض والأسود. ومن يملك الحد الأدنى من الحصانة يمكنه أن يتجاوز كل "القنابل الدخانية" التي تلقى كي تشوّه رؤيته وتمنعه من التمييز بين الألوان.. والحقائق.
لقد بدأ المعسكران يُفرزان، ومن كان يحمل راية العروبة والإسلام والدفاع عن حقوق الأمة، ها هو يلتحق، صاغراً أو راغباً، بـ"المعسكر الآخر"، ويترك بجلاء ووضوح الحديث عن حقوق الأمة لمصلحة الالتحاق بمشاريع التسوية، وإبداء الاستعداد للّقاء وجهاً لوجه مع الكيان الصهيوني.
هذه هو "المعسكر الآخر"، معسكر "المعتدلين"، "المسالمين"، المتحفزين للانتماء لحلف أميركا في المنطقة، دون تردد ودون حياء، حتى ولو كان هذا الحلف ضد حقوق المنطقة، وضد قواها الشريفة، وضد الشعوب وكل ما تؤمن به.
هذا هو "المعسكر الآخر"، فلم يعد صعباً أو إشكالياً تحديد من هو المعسكر الأول، المعسكر الذي لا يزال يحمل راية الرفض لكل المشاريع الأميركية القاتلة.
جميل جداً أن يكون المرء بعيداً عن أي ارتباك في تحديد موقعه، بين أن يكون مع أمته وشعبه ودينه ومستقبله، أو أن يكون مع "الاخر"، مشروعاً ونهجاً ومصلحة ومستقبلاً.
فماذا ستختار الشعوب؟
محمود ريا