الثلاثاء، أبريل 18، 2006

مخاض تاريخي


"نحن الآن في لحظة مخاض تاريخي سينتج عنها تغييرات لن يقتصر تأثيرها على مكان من العالم".‏
قد تكون هذه الكلمات من أكثر ما يتداول به على صفحات الجرائد خلال العقود الماضية.‏
وقد مرّت محطات في التاريخ، سجّلت لحظاتها بالفعل على أنها انعطافة كبرى لا يمكن تصور الوضع بعد حصولها في الفترة التي سبقت الحصول.‏
اليوم هل نحن أمام واحدة من تلك اللحظات؟‏
هل نشهد انعطافة تاريخية حقيقية ينبغي تسجيلها كبؤرة تنجذب إليها الأحداث، وفعل يصبح ما بعده مجرد رد فعل؟‏
هل يكفي إعلان طهران عن "امتلاك الدورة النووية الكاملة" لنقول إن مسار التاريخ قد بدأ بالانحراف عن الخط الذي رسمه مدّعو التحكم به على مدى العقود الماضية؟‏
بين الإجابة بـ"نعم" والإجابة بـ"كلا"، والتنازع بين من يغلّبون هذه الإجابة أو تلك، لا بد من الإقرار بأن ما حصل هو واحدة من تلك الإضاءات التي لا يمكن المرور عليها دون أن تبهر عيوناً وتعمي عيوناً أخرى.‏
لقد حققت إيران "الإنجاز"، وما على الذين لم يدركوا حتى الآن أهميته سوى أن يقرأوا مطوّلاً وبدقة الأحداث السابقة واللاحقة له ليعرفوا مدى التغيير الذي سيتركه هذا الحدث على الخط البياني للتفاعلات التي يشهدها العالم.‏
ولا يمكن إلا الاعتراف بأنه تغيير حادّ بإجماع الجميع، وإن كان هناك اختلاف في الجهة التي يسير فيها هذا التغيير.‏
بتواضع: إنه التغيير نحو الأفضل.‏
محمود ريا‏