السبت، يونيو 13، 2009

بلا مواربة: الطرد الملغوم.. والعدو المكلوم


بين الطرد المفخخ الذي اكتشف في مبنى الإدارة العامة للأمن العام في بيروت، والمقابلة ـ مع قناة المنار ـ التي تحدث فيها رئيس جهاز الأمن العام وفيق جزيني عن شبكات التجسس التي اكتشفها الجهاز (وتلك التي ينوي الإعلان عنها) ما لا يزيد عن اثنتي عشرة ساعة، وهذا في علم الجريمة قرينة كافية للحكم على أن الطرد المكتشف (الذي لم ينفجر لخلل تقني) هو رسالة لمن يهمهم الأمر.
المرسل ليس بحاجة إلى اكتشاف، فهو واضح وضوح العيان، والمستهدف ظاهر من عنوان استقبال الطرد، أما الرسالة فلها عدة مضامين، منها مثلاً التهديد: إياكم أن تتمادوا أكثر، ومنها الانتقام: لن نسكت على ما فعلتم، إضافة إلى ما يمكن أن يكون قد ورد في ذهن المرسل من معانٍ تحتاج إلى وقت للظهور الى العلن.

عندما تحدث اللواء جزيني عن شبكات أخرى سيتم الكشف عنها لم يكن يتحدث عن فراغ، وعندما جاء الطرد الملغوم إلى المديرية تبين أن ما قاله سعادة اللواء ينطوي على خطورة كبيرة، دفعت المجرم إلى الخروج من مخبئه والمبادرة إلى إرسال إشارة التحذير.

موسم الانتخابات انتهى، بكل ما فيه من كدر وصفو، وباتت الآن الحركة أكثر سهولة، ولم يعد هناك من اتهام بالعمل من أجل صناديق الاقتراع أو من أجل تحصيل أصوات هنا أو هناك. لقد صار العمل الآن صافياً من أجل الحفاظ على أمن لبنان واللبنانيين من الذين اخترقوه وسلموا أنفسهم للعدو الصهيوني، ينفذ بهم الجرائم ويرتكب من خلالهم ما عكّر صفو اللبنانيين وخلخل أمنهم خلال السنوات الماضية.

الرسالة المتفجرة قاسية، ولكن يجب أن يكون الرد عليها أقسى، بالاستمرار في كشف خلايا التجسس، مهما بلغ شأن المنتمين إليها، وأياً كانت أسماؤهم والمواقع التي يحتلونها.

يجب أن لا ينسينا الطرد الملغوم واجب البحث عن عملاء العدو المكلوم.

محمود ريا

الانتقاد/ العدد 1350 ـ 12 حزيران/ يونيو 2009