الجمعة، نوفمبر 07، 2008

هل يصل أوباما إلى البيت الأبيض؟


كانت المسيرة التي قطعها باراك أوباما للوصول إلى عتبة البيت الأبيض طويلة جداً، امتدت على مدى أكثر من سنتين، ولم يبقَ أمامه سوى سبعين يوماً ليدخل من الباب العريض.. فهل تحين هذه اللحظة؟
ليس السؤال إلا ترجمة لمجموعة من المخاوف التي تنتاب بعض المتابعين لـ"عملية التغيير" التي أطلقها فوز الرئيس الأسود في السباق إلى الموقع الأول في الولايات المتحدة الأميركية.
فـ"الرئيس الجديد" يواجه مجموعة من التحديات الكبرى التي تقف حجر عثرة أمام تحقيق عملية انتقال سلس للسلطة، برغم أن المؤسسات التي تحكم هذه العملية راسخة ومستقرة ولا يمكن التشكيك فيها بأي حال من الأحوال.
ولكن لكل قاعدة استثناء، وكما كان أوباما استثناءً عن الرؤساء الأميركيين بلونه وبحجم النجاح الذي حققه، فإن الحديث عن استثناء في وصوله إلى المكتب البيضاوي لا ينبع من فراغ.
الأكثر إثارة للقلق هو أن انتخاب أوباما كان بمثابة "انقلاب" على "العصابة" الحاكمة في البيت الأبيض، هذه العصابة التي يقف في واجهتها جورج بوش ويقودها نائبه ديك تشيني، فيما يشكل عمدتها جماعة المحافظين الجدد الذين أقنعوا أنفسهم بأن لديهم مهمة مقدسة عليهم أن يؤدوها مهما كلّف ذلك من ضحايا.
فهل يتنازل هؤلاء عن تحقيق "مهمّتهم" نزولاً عند رغبة الناخب الأميركي؟ وهل يمكن للذي أرسل آلاف الشبان الأميركيين إلى المحرقة في أفغانستان والعراق لتنفيذ "الرؤيا"، أن يحسب حساب أصوات يعتبر أنها ناتجة عن عوام لا يدركون مصلحة بلادهم، ولا يرضخون لـ"رغبة الخالق" الذي يكلّم رئيسهم ويطلب منه القيام بمهمة إنقاذ العالم من "الأشرار"؟
لا يزال أمام هؤلاء سبعون يوماً، فماذا يمكن أن يفعلوا؟
هل يصل باراك أوباما إلى البيت الأبيض، أم يسقط على الطريق إليه كما سقط قبله عدد من الرؤساء الأميركيين؟
وإذا وصل، فهل تتركه هذه العصابة يقود البلاد في طريق التغيير، أم أن أعضاءها جهزوا أنفسهم لملء طريقه بأشواك حرب أخرى يورطونه فيها قبل خروج القرار من أيديهم؟
إنها مسيرة صعبة، ودائماً ما تكون الأمتار المئة الأخيرة هي الأصعب في السباقات الكبرى.
محمود ريا