الخميس، سبتمبر 24، 2009

بلا مواربة: هزيمة أميركية ـ صهيونية


لم تتأخر صيحات الانتصار في الخروج من أفواه قادة عدد من الدول بعد إذعان الرئيس الأميركي باراك أوباما وإعلانه تجميد مشروع الدرع الصاروخية في أوروبا.
صحيح أن بعض التصريحات المعبرة عن خيبة الأمل قد صدرت عن قادة الدول التي كانت الدرع الصاروخية ستحل فيها، نظراً لفقدان هذه الدول للاستثمارات الناجمة عن إنشاء هذه الدرع، ولكن الصحيح أيضاً أن الشعوب في تلك الدول كانت مرتاحة جداً للذي حصل، لأن استطلاعات الرأي العام فيها كانت تفيد بوجود نسبة تعادل ثلثي سكانها تعارض درع بوش الصاروخية.
إذاً لم يخسر في هذه الجولة من المعركة الصاروخية سوى الولايات المتحدة وقادة بولونيا وتشيكيا ـ هذا بالشكل الظاهر ـ فيما كان الرابحون كثراً، وعلى رأسهم روسيا التي استطاعت ان تفرض رأيها في هذا الموضوع وهي التي وصل بها الأمر إلى التهديد بإشعال حرب عالمية على غرار الحرب العالمية الثانية لمنع الإدارة الأميركية من إتمام درعها الصاروخية.
من الرابحين أيضاً كما يقولون إيران التي كانت الدرع موجهة رسمياً ضدها، فإذا بها تجد أن الولايات المتحدة الأميركية ومعها أوروبا باتت بلا درع ولا من يدرّعون.
أما الخاسر الأكبر في هذه المعمعة، وهو الخاسر المستتر على كل حال، فهو الكيان الصهيوني الذي أصيب قادته بالذعر وهم يرون الولايات المتحدة تتراجع أمام روسيا، في مسألة تخص إيران، ما يشير إلى سلسلة تراجعات أخرى قد تحصل في المستقبل في هذا الإطار، ما يعني فقدان الدعم الأميركي ـ والدولي ـ للموقف الصهيوني المتشنج تجاه الجمهورية الإسلامية.
ما حصل باختصار هو هزيمة مزدوجة أميركية صهيونية، وتداعياته ستكون قاسية على مسرح العلاقات الدولية في المرحلة المقبلة.
محمود ريا