الجمعة، مايو 22، 2009

بلا مواربة: بالأمس نتساريم.. وغداً اورشليم


هل يذكر أحد آرييل شارون؟

هذا الغارق في غيبوبة العجز منذ سنوات بات خارج إطار التذكر كشخص، إلا أن جرائمه التي ارتكبها على مدى سنوات حياته ستبقيه على لائحة المكروهين في تاريخ البشرية، وفي موقع متقدم جداً.

إلا أن هناك شيئاً آخر يمكن تذكر آرييل شارون به، فهو الذي قال في أوائل الألفية إن مستوطنة نتساريم في قطاع غزة تماثل بالنسبة له تل أبيب في الأهمية، وهو الذي عاد بعد سنوات قليلة لرسم خطة الانسحاب من قطاع غزة وتركه للشعب الفلسطيني دون قيد أو شرط.

هذا يعني أن من أُطلق عليه "آخر أنبياء إسرائيل" اضطر صاغراً وخلال سنوات من المقاومة أن "يلحس وعوده التوراتية" وأن يترك قطاع غزة ليتحول إلى شوكة قاسية في خاصرة الكيان الصهيوني.

وهذا يعني أيضاً أن كل شبر من فلسطين ومن الأراضي المحتلة من قبل الصهاينة، يمكن ان يتحرر بالطريقة نفسها، حتى لو كانت تل الربيع (تل أبيب) ذاتها.

وهذا يعني أن احتفال الكيان الصهيوني هذه الأيام بالذكرى الثانية والأربعين لضم القدس التي احتلت عام 1967 (شرقي القدس) إلى الكيان الصهيوني وإعلانها عاصمة أبدية لهذا الكيان، هو مجرد احتفال بشيء مرّ، ولا يمكن أن يرتّب آثاراً أبدية في الواقع ما دام أن هناك من يقاوم ومن يرفض الاستسلام للواقع الصهيوني مهما كانت التضحيات.

لقد كان معبّراً جدا استسلام الصهاينة في السابق في نتساريم، لأنه يعني ان الصهاينة سيتخلون لاحقاً عن حلم "أورشليم"، لتعود المدينة قدساً عربية لأهلها الذين ما يزالون يتمسكون بها بالرغم من فرض الصهاينة اكثر من مئتي ألف من المستوطنين في قلبها وعند محيطها.

سيكون الصهاينة يائسين جداً وهم يرددون شعار: بالأمس نتساريم.. واليوم أورشليم.

محمود ريا
الانتقاد/ العدد1347 ـ 22 أيار/ مايو 2009