الجمعة، يوليو 20، 2007

الصين وروسيا: شراكة.. ولا حلف


قام وزير الخارجية الصيني يانغ جي تشي بزيارة إلى موسكو التقى خلالها كبار المسؤولين الروس وفي مقدمهم نظيره سيرغي لافروف والرئيس فقلاديمير بوتين.
هذه الزيارة ليست الأولى لمسؤول صيني إلى موسكو هذا العام فقد سبقه رأس الدولة هو جينتاو بزيارة مهمة في آذار/ مارس الماضي اعتبرت كنقطة بداية لانطلاقة جديدة بين البلدين العملاقين، كما جرى إحياء عام روسيا في الصين وعام الصين في روسيا خلال العامين الماضيين، ما شكل فرصة مهمة لرفع مستوى التواصل على المستوى الشعبي فضلا عن المستوى الرسمي بين البلدين.
كل هذه اللقاءات والاتصالات تترافق مع تصاعد مثير للاهتمام في العلاقات الاقتصادية بين البلدين العملاقين، حيث وصل التبادل التجاري بين البلدين إلى حوالي 35 مليار دولار أميركي، وهو رقم يرتفع بسرعة صاروخية في ظل اعتناء قيادتي البلدين بالعمل بكل قوة من اجل تطوير التبادل وتنويعه وتعميقه في مختلف المجالات.
إلا أن هذا ليس كل شيء في العلاقة التي تجمع البلدين، فهناك التناغم في النظرة إلى الكثير من القضايا الدولية، وهناك الامداد المتلاحق والمتدفق للصين بالاسلحة وبتكنولوجيا الأسلحة الروسية، وهناك الدعوة التي تقدمها روسيا إلى الصين بكل خفر، ولكن بشكل متكرر، لتحويل كل هذا التوافق إلى نوع من الحلف السياسي والعسكري بما يضمن تحقيق مصالح البلدين ويحاصر
الهيمنة الأميركية للعالم والتي تستفز البلدين على السواء.
إلا أن هذه الدعوة لا تلقى أذاناً صاغية من المسؤولين الصينيين على ما يبدو، فهم ما يزالون يحسبون ألف حساب لكل ما يمكن ان يعكر علاقاتهم مع الولايات المتحدة، وذلك من أجل الحفاظ على المصالح الاقتصادية الهائلة التي تربط بين واشنطن وبكين، بالرغم من كل ما يظهر من ملامح للتوتر بين اليانكي الأميركي والتنين الصيني.
وهكذا تبدو العلاقات بين مثلث القوة الاقتصادية والعسكرية في العالم (واشنطن ـ موسكو ـ بكين) محكومة بقاعدة "الغرام والانتقام"، بحيث تسعى كل عاصمة من العواصم الثلاث إلى التقرب من عاصمة أخرى في هذا المثلث لإغاظة العاصمة الثالثة ودفعها إلى تغيير سياستهاواتباع سياسة أكثر مرونة وحميمية في التعاطي مع العاصمة المعنية، وذلك في ظل لعبة بعرف الجميع قوانينها ومآلاتها ونتائجها في النهاية.
موسكو وبكين مرة أخرى على خط التحالف؟.. لم لا، ولكن متى؟
محمود ريا

ليست هناك تعليقات: