السبت، نوفمبر 08، 2008

الشبكات.. التي تتساقط


تشبك الشبكات بعضها ببعض، وفي لحظة الاشتباك ينفك الانشباك، فتسقط الشبكة وحدها، وتبقى الشبكات الأخرى تعمل حتى تسقط واحدة بعد أخرى.
الشبكة العميلة التي فككت في الأيام الأخيرة ليست آخر شبكة للعدو على أرضنا. فالعدو خلال سنوات طوال، زرع الكثيرين من العملاء، منهم من ربطه بآخرين، ومنهم من تركه يعمل منفرداً، يؤدي مهمة محددة، تسمح له بالتخفي طويلا، وليس الاختفاء إلى الأبد.
لا بد لكل شبكة عميلة من أن تقع، عاجلاً أم آجلاً، قد يتأخر اكتشافها لفترة، وقد يكتشف بعضها ويتخفى البعض، ولكن النهاية محتومة ومعروفة، ولن يتضرر إلا الذين كانوا فيها، نتيجة الأضرار التي سببوها لأمن الأمة ولأمن الشعب، فيما العدو الذي استغلهم سيتركهم وسيلفظهم وسينساهم في السجون.. وعلى أعواد المشانق.
الدرس المستفاد هو أن ما من عميل للعدو إلا وسيسقط في يوم من الأيام في قبضة العدالة، فإن لم تكن معجّلة وأمام الناس هنا، فهي لن تتأخر هناك، وربما ينال العقابين معاً، وبأقسى ما يمكن توقعه من عقاب.
ومقابل ماذا كل هذا؟
حفنة من الدولارات، بيت وسيارة، ووجاهة فارغة، يقابلها قلق دائم وموت محيط لا يدري في أي لحظة يأتي، وحبل يلتف على الرقبة، حارماً صاحبها من حياة ملوثة بالشؤم والدم.
ليس الحديث عن العدو الصهيوني وخطره على أمننا وعلى مجتمعنا، فهذا أمر معروف وله مكان آخر، وإنما الحديث عن أولئك الذين يبيعون نفساً كرّمها الله للعدو برخص وخساسة، ويقبضون ثمنها بضعة دولارات لا تكفي لكي تريح ليل البائع أو تهدئ نهاره.
ليس المهم كم يتخفى العميل، المهم أن يعرف أن هناك من يتابع العملاء، ويعمل كل جهده للقبض عليهم والتخلص منهم، وإذا لم يُقبض عليه اليوم فسيُقبض عليه غداً، وإذا لم تسقط شبكته كلها سيسقط منها البعض وسيعترفون وستكون الفضيحة على رؤوس الأشهاد.
العهد عهد على أن لا تهدأ النفوس قبل القبض على كل العملاء وتوجيههم إلى المكان الذي يستحقون.. إلى مزابل التاريخ.
محمود ريا

ليست هناك تعليقات: