الجمعة، مايو 02، 2008

العامل في بلادي

يحتار الواحد منا ماذا يفعل.. هل يترك كل شيء ويقف جامداً، أم يتحرك ويذهب إلى عمله ويعود منه، وهو يحسب نفسه كزارع الوهم وحاصد الريح وجاني ما تتركه العاصفة.
يقف كل منا على قارعة أحلامه، يرى أيامه تنتهبها وحوش المال، وجهوده تتناتشها بزاة المواقع، وما يصل إلى جيبه من فتات، يضيع هباءً منثوراً، بلا قيمة، بلا قدرة، بلا فعل.
يصرخ.. ولا صوت، يطالب.. ولا استجابة، يعمل.. ولا مردود، يقعد.. ولا من يسأل.
أي حال جاء به العيد، بأي حال عدت يا عيد؟
العامل في بلادي كاليتيم على مأدبة اللئام، الكل ينظر إليه شذراً، والكل يعتبره أساس المشكلة، ولا أحد غيره يكتوي بنارها ويصطلي بأوارها.
العامل في بلادي بلا عمل، أو بلا أجر، أو بلا ضمانة بالاستمرار، ينازع من أجل البقاء، والبقاء عنه بعيد.
العامل في عيد العمل كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ، والماء على ظهورها محمول، يجهد لغيره، يكدّ لعيال آخرين، يأكل ـ مع منّة ـ ما تتفضل به دولة لا ترحم، وأناس لا تفهم.
كل عام وأنت بخير يا عامل بلادي.. كل عام وأنت تعاني.. وتطالب.. وتخاف من مجهول لا تعلم متى يأتي.
محمود ريا

ليست هناك تعليقات: