الاثنين، أبريل 14، 2008

ماكين ومعلوف.. وبوش بينهما

محمود ريا
يا من يئستم من بوش.. انتظروا ماكين...
هذه هي الرسالة التي يحملها وليد معلوف ـ الأميركي من أصل لبناني، والذي يعمل في وكالة التنمية الدولية الأميركية ـ لمن بدأ يحس أن جورج بوش قد يكون عاجزاً عن فعل شيء، أو أنه سيغادر موقعه قبل أن يضرب الضربة الكبرى.
القلق على بوش ـ ومنه ـ مشروع، لا بل يمكن القول إن الخوف بات متمكناً من الذين وضعوا كل مستقبلهم في سلّته بانتظار قيامه بما يمنعهم من السقوط إلى الأبد في مستنقعات التاريخ الآسنة.
بات الرئيس الأميركي في لحظاته الأخيرة، ولا يفصل بينه وبين الخروج عاجزاً إلا أيام أو أسابيع، وهو لا يبدو أنه يملك القدرة على تنفيذ ما وعد به أو تحقيق ما بشّر منتظريه بأنه سيحققه، وإذا قرر أن يفعل الآن.. فالنجاح ليس مضموناً لجانبه، والفشل هو الأقرب إليه.
ضرب إيران ليس في متناول بوش، والإيعاز للكيان الصهيوني كي يضرب لبنان وسوريا لا يتحرك على لسانه، وبالتالي فإن "محور الشر" لن يتحطم، وأحلام حلفاء الإدارة الأميركية في لبنان والمنطقة لن تصبح حقيقة واقعة.
ماذا يفعل هؤلاء الذين كانوا، وما يزالون، يراهنون على انتصار "محور الخير" وهيمنة المشروع الأميركي في المنطقة؟
اليأس يتسرب إلى نفوسهم، والرغبة في ترك كل شيء والانسحاب قبل "الطوفان" أمر يدغدغ مخيلاتهم، وشوارع نيويورك ـ بـ "كل خيراتها" ـ يسمعونها تناديهم.
ولكن لا، انتظروا.
هذا هو أول ديبلوماسي أميركي يخاطب الجمعية العامة للأمم المتحدة باللغة العربية، والمحرك الأبرز للقرار 1559 و"اللبناني الأصيل" (بالرغم من تأمركه الوقح) الذي طالب باستقلال لبنان وسيادته وحريته.. هذا هو وليد معلوف يقدم لكم الحل: انتظروا ماكين.
جون ماكين هو مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية، وهو خليفة جورج بوش وحامل أفكاره ومتبني "منطلقاته الفكرية" ومخططاته الاستراتيجية، وهو مرشح للفوز بمقعد زميله وداعمه بوش، وإذا فاز، فانتظروا الفرج.
قال ماكين لوليد المعلوف شخصياً إنه "سيخرج حزب الله" من لبنان.
ببساطة، وبكل هدوء وثقة وعنفوان، ماكين سيفعل ما عجز عنه بوش ومن سبق بوش ومن سيأتي ما بعد بعد بوش.
وهو أوصل هذه الرسالة بـ "البريد المستعجل"، عبر وليد المعلوف المناضل الأميركي اللبناني من أجل لبنان.
جميل أن يحلم الإنسان، وأجمل منه أن يطير في الفضاء بحثاً عن لحظات فرح يفتقدها على الأرض، على أن لا تكون أحلامه من النوع الذي سيتحول إلى كوابيس.
وجميل أن يترقى لبناني في مراتب الإدارة الأميركية حتى يصبح ديبلوماسياً يتكلم من على منبر الأمم المتحدة، ولكن الأجمل من ذلك أن يعرف الموضوع الذي يتحدث عنه ويكون في كلامه منطقياً وواقعياً.. ولبنانياً.
حزب الله سيخرج من لبنان؟؟ ماكين سيخرج حزب الله من لبنان؟ بأي طريقة، وكيف يمكن أن يخرج شعب من أرضه، أم كيف يمكن أن تُسلب كرامة من أصحابها، أو أن تحرم أمة من مجدها؟
كيف يمكن لذاك القادم من وراء البحار، ولذاك الراحل إليه، أن يقررا أن حزب الله سيخرج من لبنان، وأي مستوى من السذاجة والغباء يحط في عقولهما حتى يمكن لهما أن يحلما ـ مجرد حلم ـ بهذه الطريقة؟
لقد جرب غيركما قبلكما، وذاق لوعة التجربة.
فليفز ماكين برئاسة أميركا.. واللوعة نفسها ستكون بانتظاره في لبنان.

ليست هناك تعليقات: