الثلاثاء، أبريل 08، 2008

كفى.. أرجوكم كفى..

قُتل فتى في ربيع العمر جرّاء إطلاق النار في الهواء خلال إلقاء رئيس الحكومة غير الشرعية فؤاد السنيورة كلمة عشية انعقاد القمة العربية.
البعض رأى في هذا الحدث فرصة لتوجيه الانتقادات للرئيس السنيورة على خلفية هذه الجريمة التي ارتكبها أنصاره.
بعض آخر ـ وأنا منهم ـ يرى أن ملف الرئيس السنيورة تجاه اللبنانيين لن يصبح أكثر سواداً بسبب هذه الحادثة، لأن ما ارتكبه يكفي لتسويد كل الأفق على امتداده.
هذا البعض يحاول أن ينظر إلى المسألة بمجملها وأن يطلق صرخة حقيقية، صرخة من أحرف ثلاثة: كفى.
دعونا نستفيد من هذه الحادثة المؤلمة كي نضع حداً للاستهتار بحياة الناس وبأعصابهم كلما خرج زعيم على شاشة التلفزيون، حيث تنطلق القذائف والرصاصات والمفرقعات لتشوّه كل شيء حتى كلمة الزعيم نفسه.
المثير للانتباه أن كل زعيم يظهر على الشاشة يبدأ خطبته أو مقابلته بدعوة أنصاره إلى عدم إطلاق النار تحية له، فماذا يريد مطلقو النار أن يقولوا؟
هم إما يقولون إن أوامرك غير مطاعة وكلامك "غير مسموع"، أو أنهم يقولون للناس إن ما يقوله الزعيم في العلن مخالف لما يقوله في السر، فهل يقبل الزعماء هذه أو تلك على أنفسهم؟
كفى.. أرجوكم كفى.. ودعوا الناس يستمتعون بالخطب.. بدل أن يتوجهوا إلى المستشفيات لعلاج ضحايا الرصاص الأعمى.. إذا بقي العلاج ممكناً.
محمود ريا

ليست هناك تعليقات: