الأحد، مارس 30، 2008

أمل إبليس بالجنة


قبل خمس سنوات وقف جورج بوش على متن حاملة الطائرات ليعلن بكل فخر: "لقد انتهت المهمة".
كانت أشهر قليلة قد مرّت على تاريخ التاسع عشر من آذار/ مارس، يوم انطلق أبشع وأفظع اجتياح همجي من دولة عظمى لبلد آخر في التاريخ المعاصر.
كاد رئيس الدولة الكبرى ينطق الكلمة السحرية: لقد انتصرنا، ولكنه ـ على غير عادة ـ آثر التمهّل قليلاً حتى يعلن عن النصر في احتفال أكبر وأضخم وفي توقيت أكثر مناسبة.
ولكن، حتى اليوم، بعد خمس سنوات من تاريخ ذلك الاجتياح، لم تأتِ تلك اللحظة، وما زالت أحلام بوش الوردية تهاجمه ليلاً ونهاراً على شاكلة كوابيس سوداء وحمراء لا يدري كيف الخلاص منها.
لم يعلن جورج بوش الانتصار بعد، ولا يبدو أنه سيتسنى له إعلانه وهو الذي بات على وشك مغادرة البيت الأبيض تاركاً العراق في حالة فوضى عارمة، وتاركاً جنوده عرضة للقتل، وعرضة لليأس والانهيار.
يصر بوش على أن بلاده ستنتصر في النهاية، ويكرر في كل خطاب له هذه الآمال، ولكن أمله في أن يضع على رأسه إكليل الغار مستحيل، تماماً كما أمل إبليس بالجنة.
محمود ريا

ليست هناك تعليقات: