الاثنين، يناير 21، 2008

الله أكرم من أن يجمع علينا ظلمك والطاعون

في زمن مضى وقف حاكم ظالم يتبجح أمام رعيته قائلاً: أرأيتم أنه منذ ولّيت أمركم لم يصبكم الله بالطاعون، فكان جواب أحد الحاذقين له: إن الله أكرم من أن يجمع علينا ظلمك والطاعون في وقت واحد.
يبدو أن المعاناة التي كان يعيشها أولئك الناس من الحاكم الظالم كانت شديدة جداً، ولكن شيئاً ما كان يمنع من أن يضاف إليه الطاعون.. قد يكون رأفة من الله، أو بعض مؤمنين لا يريد الله أن يزيد بلاءهم أو أي سبب آخر.
ولكن السبب الذي أدى إلى رفع تزامن العذابين عن رعايا ذلك الحاكم ليس موجوداً في لبنان اليوم على ما يبدو، حيث نعاني من ظلم الحاكم الذي يحارب الناس بخبزهم وبالكهرباء والمحروقات وبعدالة تمثيلهم وحقوقهم في وطنهم، ونعاني أيضاً من صقيع قد يكون انعكاساً لذلك الجليد المتكدس في قلوب القابعين في السراي، لا يأبهون لهموم الناس ومشاكلهم.
إما أنّ الله غضب علينا، أو أنه يحبنا كثيراً ليبتلينا بالصقيع وبما يفوقه تجمداً وبلادة وعدم إحساس بهموم الناس في وقت واحد، كي يكتشف مدى صبرنا ويزيد لنا الأجر في الآخرة ويرينا عظمة النصر الآتي في الدنيا قريباً.
محمود ريا

ليست هناك تعليقات: