الثلاثاء، يوليو 03، 2007

أي نواب هؤلاء؟


يقيم عشرات النواب من "الأكثرية الحاكمة" في الخارج، ويتخيّرون بين الإقامة في دولة خليجية أو في العاصمة المصرية.. أو في "عاصمة النور" باريس.. تبدو هجرة المهاجرين مفارقة ما بعدها مفارقة، ويأتي تحركهم "في عز" الحماوة السياسية متناقضاً مع متوجبات "المشاركة" في القرار السياسي، فلا من يسمع شكوى المواطنين ولا من يهتم لآراء الناخبين.
الحجة جاهزة: نحن مهددون.. وما هذا البلد الذي أنتم له تديرون؟
وهل في "التحكم عن بعد" شفاء لهموم الناس، أم في الابتعاد عن "أرض المواجهة" حلاً لما تعانيه البلاد من التباس واحتباس، وإذا كنتم مهددين فكيف تحكمون؟ وإذا لم تكونوا مهددين، فلماذا أنفسكم تخوّفون؟
وماذا سيستفيد أبناء لبنان من جلوسكم في أفخم الفنادق في باريس، ومن سياحتكم بين الأهرام و "شارع محمد علي" و"برج العرب" وأفخم الفنادق، و"الخنادق"؟
وكيف سيتم التوصل إلى حلول، وانتم تؤجرون بـ "ثمن أمنكم" مواقفكم لمن يدفع تكاليف إقامتكم وترحالكم؟
وماذا يخطط كباركم، حتى اخرجوا الصغار من الساحة، بزعم أنها باتت مستباحة؟
وهل ما قيل عن انتخاب رئيس للبنان في ساحة الشانزليزيه أو قرب "قوس النصر" بات بحكم الأمر الواقع بعد أن غادر "المشرّعون" وتركوا لبنان مشرّعاً للعواصف والاضطرابات؟
وأي مشروع يرسمه "السندباد" ومعه "قريناه" لهذا البلد المنكوب؟
عفواً، لا بد من استدراك الخطأ.. أي مشروع ينفذه هؤلاء، وهم ممن لا يعرفون "الرسم" ولا يطيقونه؟ إلى أين نحن ذاهبون مع هذه الحفلات المتكررة من بيع الأوطان للأغراب والغربان، ومع الاستماع لوشوات الشياطين في واشنطن؟
أي وطن يبنيه نواب سبق أن اعترفوا أنهم "وقّعوا تحت التهديد".. ومن ثم ها هم يفرّون من البلاد "خوفاً من التهديد"؟!! وأي "رجال سياسة" يقبلون أن يعترفوا بأنهم "يمكن أن يساقوا بالعصا"؟
ربما هم لا يرعبون أنفسهم، ربما هناك من يرعبهم كي يستغلّهم إلى أقصى درجات الاستغلال، ولكن هذا لا يمنع من أن يعتبرهم أبناء شعبهم صغاراً صغاراً.
هؤلاء "المهاجرون" ليسوا نواباً.. إنهم نوائب تتوالى على هذا البلد المسكين، وأوان البحث عن بديل لهم.. حان منذ زمن.
محمود ريا

ليست هناك تعليقات: