الجمعة، أبريل 06، 2007

انكسرت الجرة

جاء بان كي مون وغادر، وجاءت بيلوسي وذهبت، وحضرت ميركل فغابت، وبقي لبنان.
يأتي من يأتي ويغادر من يغادر، ويبقى لبنان.
ليس البلد مرتبطاً بمن يأتي ويذهب، وإنما هو مرتبط بمن يبقى ويصمد.‏
الذين يستقوون بمن يأتي، سيأتي يوم ويضعفون مع من يذهب، فقوتهم ليست من صنعهم، والقوة الذاتية التي يملكونها (وهم يملكون دون أن ينكر أحد ذلك) يضيّعونها باستعارة قوة الآخرين، فلا قوة القادمين نفعتهم، ولا قوتهم بقيت لينتفعوا.‏
لا الفصل السابع يفصل في قضيتهم، ولا المذكرات والعرائض تعفيهم من مسؤولياتهم، ولا مدّ اليد للمصافحة، والشفاه للتقبيل، سيجلب لهم ما يرغبون فيه.‏
وحده النظر إلى الداخل، إلى من هم في الداخل، إلى الذين لم يغادروا عندما عمل العالم كله لدفعهم إلى المغادرة، ولم يستسلموا يوم تجمعت كل قوى الشر لدفعهم إلى الاستسلام، هو الذي يحميهم ويؤمّن لهم مطالبهم، ويعطيهم ما لهم حق فيه، وربما حتى ما لا يحق لهم.‏
لقد فات الأوان على هذا الكلام؟‏
ربما، فقد انكسرت الجرة، وطيّرت العرائض، وهم من يتحملون المسؤولية.‏
محمود ريا‏

ليست هناك تعليقات: