الثلاثاء، مارس 27، 2007

قرار الحرب.. والأغبياء

تبدو المسيرة الأميركية نحو "الخلاص" مشابهة للسير على الجمر، تحتاج إلى من يملك من الروحانية ما يفوق ما يتمتع به دراويش الهند ومتصوفو الصين، في حين أن القائم بهذه المسيرة يبدو.. بلا روح.‏
لا يمكن، إنها معادلة مستحيلة.‏
ليس بإمكان أميركا الخلاص الآن إلا ببذل المزيد من التضحيات، على المستوى الذاتي، وبالآخرين.‏
وفي حين تبدو التضحية بشقها الثاني ممكنة لا بل سهلة جداً في ظل صمت المضحّى بهم (وتواطئهم أحياناً) فإن القسم الأول من التضحية، أي التضحية الذاتية يبدو أكثر صعوبة يوماً بعد يوم.‏
لا مجال، لا بد من فعل شيء ما، ولكن ما يحصل هنا وهناك وهنالك في "المنطقة الملعونة" (أميركياً) يجعل الفعل أشبه بلحس المبرد، في حين أن السكون يمكن ترجمته بالتلاشي، ومن ثم الاضمحلال.‏
ماذا يفعل بوش بعد أكثر من ست سنوات من انطلاق "المسيرة الكبرى" من ربى أفغانستان؟‏
ماذا يفعل قبل أقل من سنتين من اقتراب المسيرة نفسها من نهايتها، دون تحقيق أي هدف من أهدافها، وبعد أربع سنوات من الوصول إلى الذروة، بدخول بغداد؟‏
من يعرف ماذا سيقرر بوش يعرف مصير المنطقة والعالم على مدى السنوات العشرين القادمة.‏
فعلاً إن قرار الحرب أخطر من أن يعطى للعسكريين.. وللأغبياء.‏
محمود ريا‏

ليست هناك تعليقات: