الجمعة، سبتمبر 23، 2005

القوة...تحقق


ليس كل ما يعلم يقال، وليس ما يقال هو كل ما يحصل، إذ أن تصريحات معينة تكشف معلومات عن أحداث يظن الناس العاديون أنها تسير من تلقاء نفسها دون أن يكون هناك من يحركها.
مثال على هذا الواقع ما كشفه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حول موضوع المواطنَين اللبنانيين اللذين اعتقلتهما قوات الاحتلال الصهيوني في المناطق اللبنانية المحررة الأسبوع الماضي واقتادتهما إلى المناطق اللبنانية المحتلة في مزارع شبعا.
مرّ حدث الإفراج عن المواطنين بهدوء ولم يحسّ أحد بمرجل الأحداث الذي كان يغلي، وأدى بخاره المتصاعد إلى تحريك عجلة الإفراج عنهما قبل موعد حدده حزب الله وكاد أن يتحول إلى محطة في المواجهة مع العدو لو لم يرضخ العدو الصهيوني ويحدّد موعداً ـ التزم به بكل دقة ـ للإفراج عنهما.
لمن ظنّ أن العدو يبادر للقيام بخطوات إنسانية، هذا درس آخر، درس ينبغي الوقوف عنده جيداً، ملخّصه أن عدونا لا يفهم إلا لغة القوة، وأن محاولات استرضاء المتغطرسين والأخذ بتعهداتهم لا يؤدي إلا إلى المزيد من "الفرعنة" من قبلهم، وأن "التعامل معهم" لا يكون إلا بالحزم، وهو حزم لا بد أن يكون مسنوداً بقوة، قوة حقيقية.
فهل من يتعظ؟

ليست هناك تعليقات: