الجمعة، سبتمبر 09، 2005

شيراك: هل نقلق؟


يبدو وضع الرئيس الفرنسي جاك شيراك مثيراً للقلق، بعد الصعوبات الصحية التي يعاني منها، والتي ضربته في الدماغ.
القلق هو الشعور الذي ينتاب المحيطين بشيراك والذين يعملون معه، والذين يحبونه، بالرغم من أن المعلومات تتحدث عن تحسن صحته وعن خروجه من المستشفى مع نهاية الأسبوع.
إلا أن الخروج من المستشفى ليس كالدخول إليه، والمارد القوي الذي كان شيراك يمثله على مدى سنوات انكسر أو يكاد، وبدأت الصراعات على خلافته، حتى وهو ما يزال "في ريعان الشباب".
فمن ساركوزي إلى دوفيلبان في الحزب الديغولي، إلى المسؤولين المنافسين في الحزب الاشتراكي، تحتدم المعارك، وإن كانت حظوظ ساركوزي تبدو أكبر نظراً لتقمصه دور الشخصية الحديدية التي لا تقهر.
وبانتظار ما سترسو عليه الأمور، يبدو شيراك كمرحلة في السياسة الفرنسية على وشك الانقضاء، وكورقة من كتاب التاريخ الأوروبي والدولي على وشك الانقضاء.
وفي هذا ما يثير القلق لدى محبيه ومؤيديه.
ولكن هل نقلق نحن؟
آخر استطلاعات الرأي تفيد أن خمسة وثمانين بالمئة من الفرنسيين ما زالوا يعارضون سياسات جورج بوش العالمية، وكذلك الوضع بالنسبة لاثنين وسبعين من الأوروبيين، هذه السياسات التي اختار شيراك في الأيام الأخيرة من مرحلة "مجده السياسي" أن يتآلف معها ولا سيما في منطقتنا.
كنا قلقنا فعلاً لو كان شيراك.. ما زال شيراك.
محمود ريا

ليست هناك تعليقات: