الجمعة، أغسطس 26، 2005

التقليم.. والتهديم

يحاول آرييل شارون أن يقدّم ما يفعله في غزة وكأنه عملية تقليم لشجرة الاستيطان كي تستمر في النمو، وكي تحصل على المزيد من الغذاء كي تتوسع أفقياً وعامودياً.
هذه الصورة قد تنطلي على البعض ـ من المستوطنين ومن الذين يعيشون عقدة الرهاب في عالمنا العربي ـ ولكنها بالتأكيد لا تبدو منطبقة على الواقع بشكل دقيق.
الواقع يقول إن شارون "يأمل" بأن تسير الأمور على النحو الذي يحاول الإيحاء به، ويطلق التصريحات على هذا الأساس، ويقوم بتحركاته كلها في هذا السياق، وهو يعلم أن النتائج لن تكون كما يتمناها.
فالخروج من غزة ليس تقليماً وتشذيباً لعملية الاستيطان، وإنما هو قطع لأحد جذوعها الأساسية التي تمدّها بالغذاء المعنوي والمادي كي تستمر بالنمو والتوسع.
ويعرف شارون الذي بكى وهو يُخرج المستوطنين الذين كان له الدور الرئيسي في إدخالهم إلى القطاع أن من يترك نتساريم سيأتي يوم ويترك تل أبيب، وهو الذي قال ـ هو نفسه ـ قبل سنوات ليست طويلة إن هذه المستوطنة هي لديه في مستوى الأهمية نفسه الذي لتلك المدينة.
وسواء أدرك شارون أم لم يدرك، فإن التاريخ يقول إن من يقطع جذعاً لا بد أن يقطع شجرة، ومن يقطع شجرة لا بد أن يقص البستان كله.
إنه شجر خبيث، وثماره أخبث.. ومصيره الدمار.
محمود ريا

ليست هناك تعليقات: