الاثنين، ديسمبر 24، 2007

حوار استراتيجي وكلمات جارحة


افتتاحية العدد التاسع والعشرين من نشرة "الصين بعيون عربية"
وزيران وعشرات المسؤولين من الجانب الأميركي، كبار الشخصيات من الجانب الصيني، وحوار استراتيجي يجمعهما على طاولة مفاوضات طرح عليها الكثير من المواضيع، وووقعت عليها اربع عشرة وثيقة ومذكرة تفاهم مشتركة، ولكنها لم تحل المشاكل الاستراتيجية القائمة بين البلدين.
”الحوار الاقتصادي الاستراتيجي بين الصين والولايات المتحدة الأميركية“ الذي انعقد في العاصمة الصينية بكين يومي 12 و13 كانون الأول/ ديسمبر الحالي هو اعتراف من الطرفين بضرورة إيجاد وسائل متعددة للنقاش حول الخلافات الكثيرة والعلاقات المتشابكة بينهما، وقد عبّر وزير الخزانة الأميركي هنري بولسون الذي زار الصين خلال انعقاد الحوار عن هذه الآلية بالقول: ”لم يكن الهدف من هذه المبادرة أن تحل محل الحوارات الاقتصادية الكثيرة القائمة بالفعل، بل تأسيس منتدى عالي المستوى يتسم بالشمول والعمق الإستراتيجي. وهو المنتدى القادر على بناء الثقة بين الجانبين من خلال إظهار التقدم الحاصل في التعامل مع القضايا الملحة التي تواجهنا“.
إذاً هي الرغبة في بناء الثقة في علاقة تعاني من الكثير من الشكوك والعقبات، على المستوى الاقتصادي كما على مختلف المستويات الاستراتيجية الأخرى، وبالتحديد على المستويين السياسي والعسكري.
لقد اطلق الطرفان تصريحات جميلة خلال اللقاءات الثنائية التي عقدها الوفد الأميركي ”المتعدد الرؤوس“ مع الرئيس الصيني ورئيس الوزراء وكبار المسؤولين الآخرين، ولكن رئيسة الوفد الصيني إلى الحوار الاستراتيجي، نائبة رئيس الوزراء وو بي لم تكن بهذا القدر من ”الدبلوماسية“ وعبّرت بكلمات واضحة عن موقف بلادها من الاتهامات الأميركية المتتالية للصين ومن محاولات عرقلة الاندفاعة الصينية نحو مستقبل اقتصادي تجد فيه الولايات المتحدة نفسها فيه وقد فقدت موقعها كاقتصاد أول في العالم.
ولا يجانب الطرفان الصواب وهما يتحدثان عن كون الحوار ”مثمراً“ (وهي الكلمة التي اتفق المسؤولون من الطرفين على استخدامها) ولكن ليس من الضرورة أن تكون كل الثمار حلوة المذاق لكلا الطرفين، حيث يجد كل منهما في التفاهمات التي وقعت والطلبات التي قدمت ما لا يستسيغه في ممارساته الاقتصادية، دون أن يجد القدرة على رفضه والتخلص منه.
وإذا كان لا بد من وصف آخر لهذا الحوار، فربما يمكن القول إنه كان ”حواراًً متكافئاً“ أبرز كل طرف فيه كل ما لديه من قدرة على التفاوض واستخدم كل ما يمكنه من أسلحة بعيداً عن وسائل الإعلام التي لم يسمح لها بحضور سوى جزء بسيط من جلسة الحوار.
إنه حوار استارتيجي بكلمات جارحة، تماماً كما هي العلاقة بين واشنطن وبكين.

غلطة الشاطر

في كل ما يحصل من متغيرات على الساحة المحلية، هناك ثابتة واحدة تؤكد وجودها كل يوم رغماً عن كل محاولات محوها أو تعديلها.
إنها ثابتة الانقلاب على الاتفاقات التي يعقدها فريق السلطة مع المعارضة من أجل الخروج بالبلد من الأزمة التي يعيشها.
في كل مرة تصل الأمور إلى شبه حل، وتكاد الوجوه ترتاح والقلوب تنشرح بأن البلد بات على السكّة الصحيحة، وأن حلا ما بات يلوح في الأفق، يلعب فريق السلطة لعبته، و"يخرج" من وحدته التي يحاول أن يظهر للعالم بها، فيشدّ "واحد" ويرخي "آخر"، ويعصّب زعيم ويتفهم زعيم، فتنقض الاتفاقات، ويتطاير كلام الليل في ضوء النهار، أو تمحو تصريحات العتم ما يلتزم بها هؤلاء الزعماء في الضوء، فتصبح الاتفاقات هباء، والكلام الصادر من أفواه "المسؤولين" مجرد "ترغلة" من فم ولد لا يعوّل عليها ولا يؤخذ بها.
هل هذه هي القيادات التي سيبنى مستقبل البلد على أساس مواقفها، هل هذه هي الشخصيات "المدّخرة" لصنع المستقبل، هل بهذه الخفّة يتعامل هؤلاء مع كلامهم ومع مواقفهم ومع اتفاقاتهم؟
أم أنهم يعتبرون ذلك "شطارة"؟
هل يعلمون غلطة "الشاطر" بكم؟
محمود ريا

السبت، ديسمبر 15، 2007

هل عرفتم من قتل العمـ(ا)د فرنسوا الحاج؟


قطع الصهاينة في حرب تموز الماضية الكثير من الجسور بطائراتهم الهمجية، ومنها الجسر الذي يصل بعبدا بمحيطها على الطريق العام.
بقي الجسر مقطوعاً منذ أكثر من سنة ونصف، وفي حين تم إعادة بناء الكثير من الجسور الأخرى، كان العمل في هذا الجسر يدور "بين حانا ومانا".. وبقي الطريق مقطوعاً.
بعد سنة وأربعة أشهر قطعت طريق أخرى في بعبدا، قريبة جداً من الجسر المدمر، ملاصقة تماماً للمستديرة في قلب المدينة ـ الرمز، وموصلة إلى المكان الأكثر حساسية.. وزارة الدفاع في اليرزة.
إذا كانت اليد الصهيونية واضحة في تدمير الجسر الأول، فإن اليد التي "منعت" إعادة إعمار الجسر هي من الطينة نفسها لليد التي قطعت الطريق الثاني، بحيث تجعل من بعبدا "معزولة" عن لبنان، بعد أن عزل الرئيس المقيم فيها عن وطنه على مدى السنتين الماضيتين.
إنها الأيدي نفسها، الأصوات نفسها، القوة المحركة نفسها.
من الجو أو من خلال السيارات المفخخة، بالكلام أو بالتأخير في إعادة الإعمار، الهدف واحد، منع التواصل بين اللبنانيين، ومنع بعبدا من البقاء في قلب الجبل وفي قلب الحدث اللبناني.
وكان التنفيذ من خلال استهداف أكثر الأشخاص إحباطاً لمكر هذه اليد.
.. هل عرفتم من قتل العمـ(ا)د فرنسوا الحاج؟
محمود ريا

الندوة العربية الصينية الثانية في الرياض


افتتاحية العدد 28 من نشرة "الصين بعيون عربية"
انعقدت الندوة العربية الصينية الثانية في العاصمة السعودية الرياض، وحضرها عشرات من النخب العربية من رجال الفكر والثقافة والاقتصاد، إضافة إلى شخصيات سياسية بارزة من الدول العربية ومن الصين.
خرجت الندوة بتوصيات هامة، وكان لها دور كبير في خلق نوع من التفاعل والتواصل بين المهتمين بالشأن الصيني من العرب، وبين الصينيين الذين حضروا بعدد كبير يعبر عن مدى الاهتمام بالعلاقات مع الدول العربية في مختلف المجالات.
تعددت الكلمات التي ألقيت والدراسات التي وزعت والمعلومات التي جرى تبادلها.
كل هذا حصل، والإعلام العربي غائب عن الندوة، وعن المشاركة فيها والتفاعل مع المواضيع المطروحة وعن نقل صورة دقيقة عما جرى، وكأنها ندوة عادية تعقد في دولة عربية وتتناول قضية محلية ضيقة لا تثير اهتمام العرب ولا تفرض نفسها على حاضرهم ومستقبلهم.
من المتابعة الحثيثة لهذا الموضوع على شبكة الانترنت يتضح مدى التقاعس العربي عن الاهتمام بهذه القضية، فلا خبر خاص، ولا مقابلات مميزة ولا تغطية لافتة، بل مجرد تكرار لما أوردته وكالة الأنباء السعودية على موقعها من تغطية رسمية شاملة، ولكن قاصرة عن التعبير عن حجم التفاعل الذي كان موجوداً بين المشاركين.
لا بد أن يطرح هذا الموضوع عدة أسئلة: لماذا يتجاهل الإعلام العربي الموضوع الصيني؟
لماذا تقتصر تغطية النمو الكبير الذي تعيشه الصين على ترداد ما تقوله وسائل الإعلام الأجنبية دون سعي من الإعلاميين العرب إلى الذهاب إلى مصدر الخبر وتقصي تطوراته، واكتشاف ما يحصل في تلك القارة من تطورات؟
تبدو الصين غريبة فعلاً وبعيدة جداً عن اهتمام العرب، فيما هي باتت في عمق اقتصادياتهم وفي أساس الكثير من مواقفهم السياسية، فيما الإعلام العرب يتعامل معها وكأنها دولة في أميركا الجنوبية أو قطعة من قارة أنتركاتيكا، لا خبر فيها ولا حدث ولا تأثير لها على الأوضاع في العام.
إن لقاءات مثل تلك التي انعقدت في الرياض تشكل فرصة هامة لكي يتعرف العرب أكثر على المارد الصيني، فهل يتمكن الإعلام العربي من إيصال هذه المعرفة إلى متابعيه، أم ننتظر ما يرد من وسائل الإعلام الأجنبية كي ينقل لنا الصورة كما يريدها هو، لا كما هي في الواقع.
والسؤال مطروح أيضاً بالمناسبة على الإعلام الصيني الذي غاب بدوره عن الندوة فلم يعطها حقها من التغطية. فإلى متى تبقى الأمور على هذه الحال، ومتى يحصل التفاعل الحقيقي؟
محمود ريا

الصين تحيي ذكرى فلسطين


افتتاحية العدد السابع والعشرين من نشرة "الصين بعيون عربية"
زيارات متبادلة بين المدن الصينية ومدن فلسطين، مشاركة صينية حماسية في مؤتمر أنابوليس حول الشرق الأوسط، وبالتحديد حول القضية الفلسطينية، وفوق ذلك إحياء صيني لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وهو اليوم الذي نسي كثير من العرب على ما يبدو الاحتفال به.
إنه اهتمام مميز، يثير أسئلة حول ما الذي تريده الصين من هذا التفاعل الحميم مع القضية الفلسطينية بالتحديد، ومع القضايا العربية بشكل عام.
إن الإجابة ينبغي لها ـ قبل أن تصبح جاهزة ـ أن تمر على تاريخ العلاقة الصينية مع القضية الفلسطينية، والذي لا يمكن وصفه إلا بأنه كان تاريخاً ناصعاً على مدى سنوات طويلة.
لقد وقفت الصين دائماً إلى جانب الحقوق العربية، ولا سيما إلى جانب حق الفلسطينيين في دولة لهم، وقدمت دعماً كبيراً لفصائل الثورة الفلسطينية، سواء على مستوى الدعم المالي، أو على مستوى التسليح والتدريب.
وفي الأمم المتحدة كان الصوت الصيني ـ الذي يحمل حق الفيتو ـ ”مضموناً ” إلى جانب الدول العربية، ولا سيما إلى جانب القرارات التي تتعلق بالقضية الفلسطينية.
ورفضت بكين بشكل دائم إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وإن كان هناك بين الحين والآخر بعض المعلومات التي تتحدث عن اتصالات ولقاءات تجري بعيداً عن الإعلام بين مسؤولين من مستويات غير رفيعة مـن الطرفين.
وعندما قرر العرب ”الانفتاح“ على إسرائيل عاملتهم الصين مثل ما عاملوا هم به الفلسطينيين، وكان لسان حال القيادات الصينية: ”لن نكون عرباً أكثر من العرب“ وأقامت بكين علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، وعززت علاقاتها الاقتصادية معها، وتركز الاهتمام على التبادل العسكري والتكنولوجي، نظراً للتقدم الإسرائيلي في هذا المجال، وللحاجة الصينية الشديدة إلى التكنولوجيا المتقدمة، في سعيها نحو البناء.
ولا يمكن إغفال حقيقة أن العلاقة مع إسرائيل باتت في العصر الحاضر الجسر الذي يوصل إلى علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، وهي العلاقات التي تحتاجها بكين بشدة نظراً لمساعيها الهادفة لتحسين اقتصادها.
بهذا الحضور الصيني على ”أرض“ القضية الفلسطينية تقول بكين إنها ما زالت مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وأنها تدعم موقف القيادة الفلسطينية من أجل تأمين هذه الحقوق.
إنه موقف يحاول استذكار ماضي الوقوف الصيني بقوة إلى جانب الثورة الفلسطينية، فهل يستطيع العرب تنمية هذا الشعور كي لا يخسروا وقوف عاصمة كبرى مثل بكين إلى جانبهم، أم إنهم تعودوا تضيع الأصدقاء في سعيهم لتملّق الأعداء؟

الأحد، ديسمبر 02، 2007

لبنان والصين


افتتاحية العدد السادس والعشرين من نشرة "الصين بعيون عربية" الالكترونية الأسبوعية
من يستمع إلى الأرقام التي ”تطايرت“ في فضاء القاعة التي انعقد فيها مؤتمر الاستثمارات المتبادلة بين لبنان والصين قد يصاب بنوع من الصدمة على عدة مستويات.
المؤتمر الذي عقدته الرابطة اللبنانية ـ الصينية للصداقة والتعاون في جامعـــة سيدة اللويزة شمال بيروت يوم 16 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي حفل بدراسات ومعلومات و“تمنيات“ كثيرة، ولكن كل واحدة من هذه ”المعطيات“ قد تشكل صدمة في حد ذاتها.
تبدأ الصدمة من المقارنة بين البلدين، وهي بحد ذاتها مفارقة كبيرة، سواء على مستوى المساحة أو على مستوى عدد السكان، او حجم الاقتصاد، إلى الحديث عن الميزان التجاري بين الدولتين والذي يعتبر مائلاً بشدة لمصلحة الصين، إلى عدد الزوار بين البلدين، والذي يشهد ”انقلاباً“ في الأرقام (عشرة آلاف لبناني يزورون الصين سنوياً مقابل عدد لا يذكر من الصينيين الذين يزورون لبنان).
كل هذه المعطيات تشهد على الخلل الذي يحكم العلاقة بين بيروت وبكين، وقد جاء هذاا المؤتمر المتخصص (وهو الثالث للرابطة بعد مؤتمر أول في بيروت وثانٍ في بكين) ليظهّر هذا الخلل من ناحية، وليقترح حلولاً عملية من أجل تصحيحه، ولو على صعيد تحقيق تبادل منافع بين الشعبيـن والاقتصادين.
وقد يتساءل البعض: ماذا يقدّم لبنان، هذا البلد الصغير الذي قد لا يظهر على الخريطة إلى الصين الدولة العملاقة التي ينظر إليها العالم اليوم برهبة وانبهار؟
المؤتمر كان واضحاً في الإجابة على هذا السؤال، وأبرزت الدراسات والأبحاث التي ألقيت فيه الكثير من الصور التي يمكن ان يظهر من خلالها التعاون بين الدولتين، لا بل إن بعض الدراسات ذهبت إلى حد اعتبار أن الصين بحاجة إلى لبنان، اكثر من حاجة لبنان إلى الصين، وذلك نظراً إلى ما يتمتع به العنصر البشري اللبناني من قدرة على ”تسويق“ الصين في العالم العربي بشكل خاص وفي العالم كله بشكل عام.
وقد طرحت خلال هذا المؤتمر الكثير من الأفكار التي تعزز التعاون والتي تحتاج إلى المتابعة على الصعيد الرسمي بين البلدين كي تتحول إلى مشاريع عملية تخدم الاقتصادين وتشكل منطلقاً لتعاون أوسع على مستوى المنطقة، وربما تحوّل لبنان إلى بوابة للصين على المنطقة العربية.
ما ننشره في هذا العدد هو بعض ما قيل في المؤتمر، أما كل ما ورد من دراسات وأبحاث، ولا سيما الدراسات الهامة لاثنين من أكبر علماء الاقتصاد الصينيين فيبقى ملكاً للرابطة التي تنوي إصدار هذه الدراسات في كتاب ينشر قريباً، ليكون مرجعاً حقيقياً لمن يرغب في الاطلاع على إمكانيات التعاون بين لبنان والصين، وحتى بيـن الدول العربية كلها وبكين.

الأربعاء، نوفمبر 28، 2007

An Advanced Position

Opening of 25th issue of "China in Arab Eyes" News Bulletin
Author: Mahmoud Raya
China holds an advanced position regarding the Iranian nuclear issue or at least, this is Iran’s viewpoint on this matter.
This viewpoint will naturally lead towards believing that the other side – American and European – will regard the Chinese position as very preservative; rather, it will be regarded as a very retarded position, tarrying behind the international stand on a vital issue.
How can the Chinese position “progress” according to the American view?”
The answer is simple; China must submit to the U.S. pressures and go along with the sanctions on Tehran by either participation or by approving the decision of the International Security Council, and perhaps participating in any military war the U.S. administration might be mulling against Iran.
If this is “progressivism” as seen by the U.S., China on the other hand would rather retreat and express decisive positions on all the matters which Washington demands. Beijing stresses on the peaceful solution regarding the Iranian nuclear issue and stresses on the unnecessary approval of new sanctions against Tehran. China is adopting an entirely different direction. It wishes to increase the chances of the mutual economic and commercial exchange between the two countries. Moreover, it wishes to rely on the Iranian oil as a main source of the energy which China requires.
Beijing was not satisfied; it also deployed its foreign minister to Tehran to deliver a clear message, which was received by the Iranian command through a deep friendship with China. This issue was expressed by the Iranian president Mahmoud Ahmadinejad saying, “The enemies of Iran and China cannot bear the friendly rapport between the two countries.”
China might express a similar position to some extent, but it is also stressing on Iran that it must seriously deal with the international worry regarding its nuclear program. In addition, perhaps China does not wish for the Iranian-Western conflict to take a military form or at least, face a heat wave which might influence the world policy and economy. However, all these issues does not mean that China is confused about which side to take for support, and it will not lose its way identifying the party that it will support during such confrontation.
China has expressed clearly these facts by refraining from attending the six countries meeting that was decided in order to discuss the imposition of sanctions on Iran. Although it referred such refrain to technical reasons, yet anyone could have ignored these “reasons” unlike the Chinese commandment. This was a crystal clear stance of China.
One can say that this issue in its entirety means one thing: China is slapping the U.S. face repeatedly. Washington, receiving these slaps, keeps insisting that China is “retarded” and that it will lead it towards progression.
Therefore, will China be “led” or will its gigantic economic and populated locomotive hold back the U.S. unrestraint rushing train, hence saving the world the gravities of the U.S. heedlessness that exceeds all expectations?

موقف متقدم

افتتاحية العدد الخامس والعشرين من نشرة "الصين بعيون عربية"
محمود ريا
تقف الصين موقفاً متقدماً من قضية الملف النووي الإيراني، أو على الأقل هكذا يمكن رؤية الأمر من وجهة النظر الإيرانية.
هذه الرؤية ستؤدي بالطبع إلى اعتبار الطرف الآخر ـ الأميركي والأوروبي ـ أن الموقف الصيني محافظ جداً، لا بل هو متخلف كثيراً عن الموقف الدولي من هذا الموضوع الحيوي.
كيف يمكن ان ”يتقدم“ موقف الصيني حسب الرؤية الأميركية؟
الأمر بسيط: الرضوخ للضغوط الأميركية، والسير في العقوبات على طهران، سواء من خلال المشاركة فيها مباشرة أو من خلال تمريرها قراراته في مجلس الأمن الدولي، وربما المشاركة في أي حرب عسكرية قد تشنها الإدارة الأميركية على إيران.
طبعاً، إذا كانت هذه هي ”التقدمية“ كما تراها اميركا، فإن الصين فضّلت على ما يبدو أن تبقى ”متخلفة“، وأن تتخذ مواقف حاسمة في كل القضايا التي تطلبها واشنطن، فبكين تشدد على الحل السلمي لقضية الملف النووي الإيراني، وتؤكد على عدم ضرورة توقيع عقوبات جديدة على طهران، وتفعل عكس ذلك تماماً، إذ هي تزيد من التبادل الاقتصادي والتجاري بين البلدين، بل وتزيد من اعتمادها على النفط الإيراني كمصدر رئيسي للطاقة في الصين.
وبكين لم تكتفِ بذلك بل هي أرسلت وزير خارجيتها إلى طهران لينقل رسالة دعم واضحة، قابلها تأكيد من القيادات الإيرانية على عمق الصداقة مع الصين، وقد عبّر عن ذلك الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي قال ”إن أعداء إيران والصين لا يطيقون العلاقات الودية بين البلدين“.
ربما تعلن الصين موقفها بشكل موارب إلى حد ما، وربما هي تؤكد في ما تعلنه من تصريحات ومواقف على وجوب أن تتعامل إيران بجديّة مع القلق الدولي حول برنامجها النووي، وربما أيضاً أن الصين لا ترغب بأن تتحول المواجهة الإيرانية الغربية إلى مواجهة عسكرية، أو في أقل تقدير مواجهة حامية تنعكس حرارتها على سياسة العالم واقتصاده، ولكن كل ذلك لا يعني أن الصين محتارة في تعيين الجهة التي قررت الوقوف إلى جانبها، أو أنها يمكن أن ”تضيع“ في تحديد الطرف الذي ينبغي عليها أن تسانده في هذه المواجهة.
وقد عبّرت الصين بكل وضوح عن هذه الحقائق من خلال رفضها حضور اجتماع الدول الست الذي كان مقرراً لبحث فرض عقوبات على إيران، وهي وإن علّلت الرفض بأسباب تقنية، إلا أن هذه ”الأسباب“ كان يمكن لمن ”يرغب“ بتجاوزها أن يتجاوزها، وهذا ما لم تفعله القيادة الصينية.. وفي هذا موقف ليس بعده أي التباس.
يمكن القول إن كل ذلك يعني شيئاً واحداً: الصين تصفع الولايات المتحدة على وجهها، مرّة تلو مرّة تلو مرّة. وفيما واشنطن تتلقى هذه الصفعات، تصر على أن الصين ”متخلّفة“ وأنها ستقودها إلى التقدم.
فهل سـ ”تنقاد“ الصين“ أم أن قاطرتها الاقتصادية والسكانية الكبرى ستعود بالقطار الأميركي المندفع بلا كوابح.. إلى ”الوراء“، فتجنّب العالم أخطار التهوّر الأميركي التي تتجاوز كل توقع؟

What is the number of vacancies that will create a springboard?

Mahmoud Raya
Is it true when someone says that people do not care about the identity of the president, and that they only care about merely having a president? Some people say: yes, vacancy is very serious and that any president is better than having no president at all in order to save Lebanon unpredictable destiny.
However, other people believe that the unpredictable destiny is the president who will emerge from vacancy, colorless, tasteless and odorless. And that his occupation of the presidency chair in Baabda will represent the very vacancy.
Between this saying and that, we are experiencing the final birth pangs before the presidency election session, which might not take place, and will mean that Lebanon will be truly vacant.
However, what kind of vacancy will it be? Will it be a quiet and organized vacancy or a chaotic and violent one?
Answering this question depends on large information of data that must be collected. However, there is an indication saying that the “anarchists” received the message and understood its subject. And that the outside “failure” will reflect serenity on the “inside” men, and save the country “troubles” which can cost the lords and their subordinates a precious price.
What is the number of vacancies that will create a springboard? The question is: much occupancy may also mean much vacancy.

الجمعة، نوفمبر 23، 2007

الفراغ.. والخواء

هل صحيح ما قاله البعض من أن الناس لا يهمها من هو الرئيس، وإنما همّها أن يكون هناك رئيس؟؟
البعض يقول أن: نعم، فالفراغ خطيرجداً، وأي رئيس هو أفضل من أن يبقى لبنان في قبضة المجهول.
ولكن بعضاً آخر يقول إن المجهول هو الرئيس الذي يأتي من فراغ، بلا لون ولا طعم ولا رائحة، وأن احتلاله كرسي الرئاسة في بعبدا سيكون هو الفراغ بعينه.
وبين هذا القول وذاك نحن في مخاض الساعات الأخيرة قبل موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وهي الجلسة التي قد لا تعقد، يما يعني أن لبنان دخل فعلاً في الفراغ.
ولكن كيف سيكون هذا الفراغ؟ هل هو فراغ هادئ ومنظم، أم أنه فراغ فوضوي وعنيف؟
الإجابة على هذا السؤال تعتمد على الكثير من المعطيات التي ينبغي تجميعها، وإن كان هناك ما يشير إلى أن "الفوضويين" تلقوا الرسالة وفهموا مضمونها، وأنّ ما بدا من "تخاذل" من قبل الخارج سينعكس هدوءاً على "أزلام" الداخل، وبعداً عن "المشاكل" التي يفترض أن يكون ثمنها كبيراً على الأسياد وعلى الأعوان.
وكم من فراغ يشكل نقطة انطلاق، وكم من امتلاء ما هو في حقيقته إلا خواء.
محمود ريا

الخميس، نوفمبر 22، 2007

Few Answers

"Opening of 24th issue of "China in Arab Eyes
Author: Mahmoud Raya
The minister who decided to employ the “dealing” policy instead of the “containment” policy with the Chinese giant heard a large number of good words from the Chinese officials and was welcomed with a great reception that suited his position. In addition, he brought along a “hot error” in order to communicate with the Chinese command after a number of misunderstandings over the past years, which could have resulted into an ominous situation.
Anyhow, the U.S. minister with his administration behind remains occupied without any clear answers or tangible steps that will lead to solution. This issue rendered some highly informed people say that the Chinese “sold” to the American that arrived with questions an encyclopedia of incomprehensive Chinese words!
Transparency which the U.S. war minister Robert Gates demanded from the Chinese command on the field of the escalating military expenditure in the recent period was faced with numerous words about comparisons against powers in the region and outside the region such as Japan and France, each of which are spending militarily as much as China. Furthermore, there is the U.S. expenditure level to which no one can ever reach for coming decades.
Talking about the militarization of space by China, which Washington rejects, except for itself, was faced by China with conclusive reassurances. However, the Americans cannot forget the missile which Beijing launched in the last spring in order to destroy an old satellite nor it can forget the arrival of the Chinese probe to moon, especially in these particular days. This issue raised a thousand questions in Washington regarding the Chinese space intentions.
The difficult case which the U.S. minister discussed in Beijing did not reach any compromise regarding the U.S. and Chinese demands with a repetitive explanation from China that its initial stances did not hold any actual movements.
The U.S. minister visited China with his eyes glowing with the Iranian nuclear case, hoping to urge China give up its position that rejects the escalation of the economic sanctions against Iran. Nevertheless, he departed the Chinese capital with a statement from the Chinese foreign ministry spokesman, calling on Iran to seriously deal with the “international worry” pertaining to its nuclear dossier. There was nothing else he could manage but facing the conclusive Chinese rejection against any escalation of sanctions. Therefore, there was no way for him to bring up any military options?
We must not wonder when we see that the “practical American” is unable to understand anything of the Chinese words that are wrapped with a cover of oriental magic that cannot be calculated by the pentagon computers or even bring clear stances to the surface. The Chinese words are composed of scripts that require great skills to be calculated and recognized in order to understand what the Chinese are saying.
The minister who visited Beijing for the first time seems to lack any experience in this field.

قليل من الإجابات

افتتاحية العدد الرابع والعشرين من نشرة "الصين بعيون عربية"
ما عاد به وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس من زيارته الأولى إلى الصين حيّر المراقبين.
فالوزير الذي قرر انتهاج سياسة ”التعامل“ بدل سياسة ”الاحتواء“ مع العملاق الصيني، سمع الكثير من الكلام الطيب من المسؤولين الصينيين، واستُقبل بحفاوة تليق بموقعه، كما إنه حمل بجعبته ”خطاً ساخناً“ للتواصل مع القيادة الصينية بعد حالات عديدة من سوء التفاهـم على مدى الأعوام الماضية كادت تـؤدي في أكثر من مرة إلى ما لا يحمــد عقباه.
ولكن ما يشغل ذهن الوزير الأميركي، ومن خلفه الإدارة الأميركية بقي كما هو، بلا إجابات واضحة، ولا خطوات ملموسة في اتجاه الحل، ما جعـل بعـض المطلعين يقول إن الصينيين ”باعوا“ الأميركي القادم بالأسئلة موسوعات من الكلام الصيني الذي لا يفهم منه كلمة واحدة!
فالشفافية التي جاء غيتس ليطالب القيادة الصينية بها على صعيد الانفاق العسكري المتصاعد بقوة في الفترة الأخيرة كان الرد عليها بالكثير من الكلام عن المقارنات مع قوى في المنطقة وقوى خارجها من قبيل اليابان وفرنسا اللتين يفوق انفاق كل واحدة منهما العسكري إنفاق الصين، فضلاً عن الإنفاق الأميركي الذي لا يمكن ان يصل إليه أحد لعقود قادمة.
والحديث عن عسكرة الفضاء الذي ترفض واشنطن ان تقوم الصين به (وتسمح به لنفسها بالطبع) ردت عليه الصين بتطمينات قاطعة لم تستطع أن تنسي الأميركيين الصاروخ الذي اطلقته بكين في الربيع الماضي لتدميــر قمر اصطناعي قديم، ولا وصول مسبار صيني إلى القمـر في هذه الأيام بالذات، ما أثار ألف سؤال في واشنطن حول النوايا الفضائية الصينية.
أما الملف الصعب في محادثات الوزير الأميركي في بكين فهو الملف الذي لـم يجد أي حل وسط بين المطالب الأميركية بموقف صيني عملي والتكرار الصيني لمواقف مبدئية لا تحمل أية تحركات فعلية.
فالوزير الأميركي جاء إلى الصين يحمل بين عينيه الملف النووي الإيراني، طامحاً لدفع الصين إلى التخلي عن موقفها الرافض لتعزيز العقوبات الاقتصادية على إيران، ولكنـه غادر العاصمة الصينية بتصريح من الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية يدعو إيران للتعامـل بجدية مع ”القلق الدولي“ إزاء ملفها النووي.. ولا شيء غير ذلك، سوى الرفض الصيني القاطع لأي تصعيد بالعقوبات، فكيف بتأييد التوجه نحو خيارات عسكرية؟
ولا عجب أن لا يفهم ”الأميركي العملي“ شيئاً مما قاله له الصينيون المغلفون بألف غلاف من الأسحار الشرقية التي لا يمكن ان تدخل في حواسيب البنتاغون ولا أن تخرج منها بمواقف واضحة. فالكلام الصيني مركب من مقاطع يجب ان يكون المرء خبيراً بطرق كتابتها وتهجئتها كي يستطيع ان يفهم على الصينيين ما يقولون.
ولا يبدو أن الوزير القادم للمـرة الأولـى إلى أرض بكين خبيراً في هذا المجـال.

Can Anyone Hear?

Author: Mahmoud Raya
The clock is ticking. A few days remain and perhaps a few hours, after which the mist will disappear. Either we will size up to this homeland of hours or our homeland will become too spacious for us, and we will lose it with everything.
The situation that we have reached necessitates that we review ourselves with a last reflection. Therefore, either we support ourselves or we will be with the others that antagonize us, our people and our society.
Do our words sound right in the midst of a storm of stances that twist the truth and change warnings into accusations and advices into bullets as well as interpret the invitation to harmony as a tendency towards war?
We are on the brink of a disaster, an abyss, where our breathing is getting tighter like someone readying to ascend to heaven. And we do not even try to find the path that will lead us to salvation and bring our homeland back to us as well as preserve our security and open the ways ahead of us into a future of hope.
Did anyone learn from the past or perhaps there is someone stepping beyond judgment? Does anyone think about might happen should we reach a situation of confliction and wars?
O’ Lebanese people, the American is dragging you into disruption and chaos. Therefore, do not follow the American. The fate of Iran’s Shah, Noriega and Saakashvili is a fresh example?
Can any sane person hear?

هل من يسمع؟؟

اقترب الموعد.. هي أيام، بل ربما ساعات، ويبين الدخان الأبيض من الدخان الأسود، فإما أن نكون بحجم هذا الوطن، أو أن الوطن يصبح كبيراً علينا، فلا نستأهله ولا يبقى لنا.
هي وقفة أخيرة مع الذات، يتطلبها الوضع الذي وصلنا إليه، فإما أن نكون مع ذواتنا، أو أن نكون مع الآخرين ضد أنفسنا، ضد أهلنا.. وضد مجتمعنا.
كلمات عاقلة، (ربما هي كذلك)، في وسط عاصفة من المواقف التي تلوي عنق الحقيقة وتحيل التحذير إلى اتهام والنصيحة إلى رصاصة، وتفهم الدعوة إلى التوافق.. نزوعاً إلى الحرب.
نحن على شفا حفرة، على شفا جرف هار، تضيق أنفاسنا كمن يصعّد في السماء، ولا نلجأ إلى السبيل التي تخلصنا من كل هذا، وتعيد لنا وطننا وتحفظ لنا أمننا وتفتح أمامنا سبل مستقبلنا.
هل من يتعظ مما مضى، هل من ينظر إلى أبعد من أنفه، هل من يفكر بما يمكن أن يجرّه علينا التنازع والتناكف والتناطح؟
أيها اللبنانيون: الأميركي يجركم إلى الخراب، فلا تتبعوا الأميركي، فليس مصير الشاه ولا نورييغا ولا ساكاشفيلي عنكم ببعيد؟
هل من يعقل؟
هل من يسمع؟؟
قد أسمعتَ لو ناديت حيّاً...
محمود ريا

الاثنين، نوفمبر 12، 2007

The call was echoing

No Equivocation
By Mahmoud Raya (November 09, 2007)
Playing electronic games requires “relaxation”, unemployment or idleness. Someone busy with the world and the after world concerns, and someone hunting his interest and the interests of those related will not find the time to sit in front of the computer screen in order to spend the time “playing.”
Some people believe that they are running a country with a remote control, and when they meet in an illusionary session they discuss the cases of the universe, and they think that the world is being administered in this method. And they believe that thousands can move or sit still in one instance through “a simulation that took place inside a closed room.”
Computer simulation does not shake Israel and does not trigger fear inside the hearts of the leaders of Tel Aviv. Besides, it does not create a new reality that can thwart a Zionist attack on Lebanon. Instead, the true actions on the ground are the only notable issues, the efficacies of which can be analyzed.
On the other hand, those sitting in their “ivory government houses” can “simulate” the regime as they keep utter silence towards the Zionist attacks and violations that has notably widened. They know that they have to leave the action on ground to those who are familiar with the land and know how to move the men above, beneath and on each span it.
The call was echoing, and it reached To Whom It May Concern. On the other and, those sitting in the government houses should maintain their silence without their cohorts.

كان النداء صادحاً

يحتاج اللعب بالألعاب الألكترونية إلى "فضاوة بال" أو إلى بطالة وعطالة، لأن المشغول بهموم الدنيا وبهموم الاخرة، والذي يبحث عن مصلحته ومصالح المرتبطين به لا يجد وقتاً للجلوس أمام شاشة الكومبيوتر وتمضية الوقت بـ "اللعب".
البعض ممن يظنون أنهم يديرون بلداً بالريموت كونترول، وأنهم عندما يجمعون مجلسهم الوهمي يكونون في مناقشة لقضايا الكون، يتوهمون أن العالم يسير بهذه الطريقة، وأنه يمكن أن يتحرك الآلاف في لحظة واحدة وأن يسكنوا في لحظة واحدة من خلال "محاكاة تمّت في غرفة مغلقة".
المحاكاة بالكومبيوتر لا تهز إسرائيل" ولا تثير الهلع في قلوب قادة تل أبيب، وهي لا تنتج واقعاً جديداً قد يمنع عدواناً صهيونياً على لبنان، وإنما هي التحركات الحقيقية على الأرض هي التي يمكن ملاحظتها والتي يمكن تحليل مفاعيلها.
أما الجالسون في "سراياتهم العاجية" فيمكنهم أن "يُحاكوا" الحكم وهم في صمتهم المطبق تجاه الاعتداءات والانتهاكات الصهيونية التي توسعت بشكل ملحوظ، على أن يتركوا الفعل على الأرض للذين يعرفون الأرض ويعرفون كيف يحركون الرجال فوقها وتحتها وفي كل شبر منها.
لقد كان النداء صادحاً، وقد سمعه فعلاً من يهمهم الأمر.. أما أصحاب السرايات فليكتفوا بالصمت منهم.. وحولهم
محمود ريا

Israeli Failure

ChinaIn Arabic Eyes News Bulletin No 023 Opening
By Mahmoud Raya (November 09, 2007)

The Chinese are never conclusive when rejecting a certain issue, this is not their habit, especially when it relates to “The world’s gate into America,” Israel. Rapport with the U.S. cannot be improved without firstly normalizing with Israel.
Despite so, China said clearly that it rejected the “suggestions” that were carried along by the Israeli foreign secretary, while visiting China, on how to deal with the Iranian nuclear case. During her visit, she received one-toned position from the different figures whom she met in the Chinese capital city.
The magnitude of the Israeli failure in reaching the “Chinese mind” regarding this case can be noticed through the uncrowning of the visit of the Israeli official through a meeting with the Chinese president HU Jintao who would never have hesitated receiving the Israeli diplomat had he had anything new for her or had he seen anything new from her.
Besides her work as the foreign secretary, Tzipi Livni is also the deputy prime minister, which means, she represents the top of the reigning pyramid in Israel. Therefore, the Chinese President not meeting with her is a kind of a hidden rejection to her task and a declaration of the failure of the Israeli pressures in a symbolic form. Besides, there was the official declaration that was released by Chinese senior officials concerning the Israeli calls on Beijing to join the Israeli-U.S. plan to blockade Iran.
Along with the U.S. expressed “frustration” because of the Chinese and Russian disapproval of the intensification of the sanctions on Tehran, Israel is also expressing its frustration regarding this issue in particular, but using other indirect methods.
Can we regard the Chinese position regarding this case as a beginning of the emergence of a Chinese “independence” in dealing with the world major issues? This subject indicates to a qualitative leap in magnifying the Chinese geo-strategic role worldwide. Besides, can we say that Livni’s unsuccessful visit to China is a declaration of a “new international China?”
It might be early to look at the issue from this angle. However, there is no doubt that China managed to balance between its interests and has chosen the positions that suited its interests, despite the fact that this position will draw rippling effects on the Chinese rapport with Israel and the U.S.
The Chinese “NO” to Israel on the Iranian issue signals a clear Chinese siding with the East against the West; and none of the future changing stances will be able to affect the fact of this issue or even influence the strategic effects that will touch the area and the world

الخميس، نوفمبر 08، 2007

المفاجأة في خريف 2007

يقول مراسل صحيفة "الانتقاد" في غزة الزميل عماد عيد ان المقاومين في القطاع يحضّرون مفاجأة كبرى للعدو الصهيوني في حال قرر إرسال جيشه لاجتياح المدن الفلسطينية.
ويقول مراقبون ان تخوف القيادة الصهيونية من هذه المفاجأة هو الرادع الوحيد الذي يمنعها من القيام بهذه الخطوة.
ويرى آخرون أن الهجوم الصهيوني آتٍ آتٍ، لأن قادة العدو لا يستطيعون تحمل مشاهدة تعاظم قوة المقاومين في القطاع من دون أي رد.
ويعتبر قسم ثالث أن الصهاينة سيرتكبون غلطة العمر إذا نفذوا ما يهددون به، وإذا انتقلوا إلى مرحلة العمل العسكري المباشر.
وبالرغم من كل التأزم الذي يعيشه الوضع الفلسطيني الداخلي، فإن هجوماً صهيونياً من هذا النوع سيكون فرصة لإعادة توحيد الجهود الفلسطينية في مواجهة الاحتلال.
هل ستدفع "الرؤوس الحامية" الصهاينة إلى خوض تجربة فاشلة أخرى جديدة في الجنوب بعد التجربة الفاشلة العام الماضي في الشمال؟
وهل تكون المفاجأة التي شاهدناها في صيف 2006 هي نفسها التي سنراها في خريف 2007 فيما لو حاول الصهاينة أن يقوموا بـ"الدعسة الناقصة"؟
فلننتظر.. فقد لا يطول الانتظار.
محمود ريا

فشل إسرائيلي

افتتاحية العدد الثالث والعشرين من نشرة "الصين بعيون عربية"
ليس من عادة الصينيين أن يكونوا قاطعين في إعلان رفضهم لأمر ما، ولا سيما عندما يكون الأمر متعلقاً بـ "بوابة العالم إلى أميركا" أي إسرائيل التي لا يمكن تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة دون تطبيع العلاقات معها.
بالرغم من ذلك قالت الصين بكل وضوح إنها ترفض ما حملته وزيرة الخارجية الإسرائيلية من "اقتراحات" للتعامل مع الملف النووي الإيراني خلال زيارتها التي قامت بها إلى الصين والتي تلقت خلالها موقفاً واحداً بلهجة واحدة، من مختلف الشخصيات التي التقتها في العاصمة الصينية.
وإذا كان من "إشارة" إلى حجم الفشل الإسرائيلي في الوصول إلى "العقل الصيني" فيما يتعلق بهذه القضية فهــي عدم تتويج زيارة المسؤولة الإسرائيلية بلقاء مع الرئيس الصيني هو جينتاو الذي ما كان ليتردد في استقبال رئيسة الدبلوماسية الإسرائيلية لو انه كان لديه جديداً لها، أو أنه يرى أنها تحمل جديداً معها.
ومعلوم أن ليفني ليست وزيرة للخارجية فحسب، وإنما هي نائبة لرئيسة الوزراء أيضاً، أي أنها تمثّل رأس السلطة في إسرائيل، وعدم لقاء الرئيس الصيني معها هو نوع من الرفض المبطّن لمهمتها، وإعلان لفشل الضغوطات الإسرائيلية بشكل رمزي، إضافة للإعلان الرسمي الذي صدر عن كبار المسؤولين الصينيين فيما يتعلق بالدعوات الإسرائيلية لبكيـن كي تشارك في الخطة الإسرائيلية الأميركية لمحاصرة إيران.
وإذا كانت الولايات المتحدة اعربت عن "خيبة أملها" من الرفض الصيني والروسي للموافقة على تشديد العقوبات على طهران، فإن إسرائيل خائبة أيضاً في هذا الموضوع بالذات، وإن كانت تعبّر عن خيبتها بأساليب أخرى غير الإعلان المباشر.
فهل يمكن اعتبار الموقف الصيني من هذا الموضوع بداية ظهور "استقلالية" صينية في التعاطي مع القضايا الكبرى في العالم، ما يؤشر إلى نقلة نوعية في تظهير الدور الصيني الجيواستراتيجي على مستوى العالم، وهل يمكن اعتبار فشل ليفني في زيارتها الصينية إعلاناً عن "صين دولية جديدة"؟
قد يكون مبكراً التعاطي مع الأمور بهذه الحديّة، ولكن مما لا شك فيه أن الصين استطاعت أن توازن بين مصالحها وأن تختار من المواقف ما هو انسب لهذه المصالح، بالرغم مما سيجرّه هذا الموقف من تداعيات على العلاقة الصينية مع إسرائيل ومع الولايات المتحدة.
الـ "لا" الصينية لإسرائيل في الموضوع الإيراني هي مؤشر على انحياز صيني واضح نحو الشرق في مواجهة الغرب ولن يؤثر أي تغيير جديد في المواقف في حقيقة هذا الانحياز وفي المفاعيل الاستراتيجية التي سيتركها على المنطقة والعالم.

الخميس، نوفمبر 01، 2007

الصين إلى القمر

افتتاحية العدد الثاني والعشرين من نشرة "الصين بعيون عربية"
إذا كانت الأسطورة هي التي فتحت عيون الصينيين على القمر، فإن العلم هو الذي أوصلهم إليه، هذه المرة عبر القمر الاصطناعي، وليس بعيداً أن يحصل الأمر عبر رجال صينيين ينزلون على سطح القمر، ويسجلوا أسماءهم على ترابه.‏
لقد حلم الصينيون كثيراً باللحظة التي تجعلهم "مستكشفين" طليعيين يتقدمون صفوف السارحين في الفضاء الواسع، حاملين آمالاً عريضة ومفتشين عن موئل لأكثر من مليار ونصف مليار بشري، يخافون أن تضيق عليهم الأرض في يوم من الأيام ولا يجدون بدّاً من البحث عن بديل.‏
وها هم يفعلون، ولكن ليس على هذه الأرض، وإنا هم ينظرون بعيداً جداً، وقد يكون القمر هو أقرب تلك الأماكن البعيدة.‏
الصين اليوم تعلن بوضوح انتماءها إلى المستقبل بكل مفرداته، وإلى التطور بمختلف تجليّاته، وإذا كان هناك ما يكبّل رجليها بالأرض، من فقـر يعمّ الكثير من سكانها، ومشاكل ترهق المسؤولين الباحثين عن حلول لها، فإن هذا لا يمنعها من أن تحلّق بعيداً، عسى أن يكون في هذا البعيد حلاً لبعض مشاكل الحاضر المعقّدة.‏
ما قامت به الصين في الفضاء هذا الأسبوع هو خطوة، مجرد خطوة صغيرة جداً، سبقتها إليها دول في العالم، ولكنها بلا شك خطوة في طريق طويل، وهي خطوة عظيمة لأنها تساهم في مسيرة الإنسانية نحو الفضاء الواسع الذي يحوي الكثير من التحديات.. ومن الفرص أيضاً.‏
إن ما حققته الصين يعطي دليلاً ساطعاً على قدرة الأمم التي تملك ماضياً عظيماً بأن يكون لها مستقبل عظيم أيضاً، فيما لو هي عرفت كي تسخّر طاقاتها من أجل البحث عن هذا المستقبل، وفيما لو وضعت لنفسها هدفاً نهائياً لا تراجع عنه، هو أن تحوّل الماضي إلى قاعدة انطلاق نحو المستقبل، لا أن تجعل منه قيداً يقعدها عن السير إلى الأمام بسبب نظرها دائماً إلى الوراء.‏
هو إنجاز عظيم للصين، وإنجاز للبشرية أيضاً، لأن أي تقدم نحو استكشاف الفضاء لا تقتصر فوائده على من قام به، وإنما تتوزع خيراته وخبراته على كل العالم، خصوصاً إذا كانت الدولة التي تقوم به معروف عنها أنها تشارك الآخرين تجاربها وإنجازاتها، ولا تقوم بالحجر على المعلومات التي تحصّلها ضماناً لتفوّقها على دول العالم الأخرى.‏
ما هي المفاجأة الجديدة التي ستقدمها الصين للعالم بعد "غزو القمر"؟‏
لا شك أن هذه الدولة العملاقة لا تزال تملك الكثير لتفاجئ به الآخرين، وليس إرسال فمر اصطناعي إلى القمر استناداً إلى خبرات صينية بحتة إلا واحدة من سلسلة إنجازات وعدت الصين بأن تقدمها للبشرية، ويبـدو أنها قادرة فعلاً على تحقيق هذه الوعود.‏
محمود ريا‏

السبت، أكتوبر 27، 2007

القاعدة العسكرية الأميركية في لبنان: حلم عمره خمسون عاماً

بات الحديث عن إقامة قاعدة عسكرية أميركية في لبنان متواتراً إلى درجة تحوّل معها إلى لازمة يرددها الكثير من اهل السياسة في تصريحاتهم، فيما تتوارد
المعلومات من أكثر من مصدر، وهي تركز على وجود مشروع أميركي لإقامة هذه القاعدة في منطقة الشمال، وبالتحديد في قاعدة القليعات الجوية ومحيطها.‏
هل تكتسب هذه المعلومات مصداقية ما، وهل يفكر الأميركيون فعلاً بهذا الأمر؟‏
إن مراجعة دقيقة لتاريخ "العلاقة" بين لبنان وأميركا تدل على وجود نية أميركية حقيقية لاتخاذ لبنان ككل، أو جزء منه على الأقل، مقراً لقوة أميركية تلعب دوراً أساسياً في التدخل السريع في المنطقة.‏
ويعود الأمر إلى بدء الدخول الأميركي الفعلي إلى المنطقة بعد حرب السويس بين مصر من جهة وفرنسا وبريطانيا وإسرائيل من جهة أخرى عام 1956 والتي انتهت بخروج فرنسا وبريطانيا كقوتين عظميين، واحتلال الولايات المتحدة لموقعهما الاستراتيجي.‏
وكان أول نزول أميركي على الأرض اللبنانية عام 1958 حيث نزلت قوات "البوليس الدولي" من أجل حماية نظام الرئيس كميل شمعون الذي وضع نفسه في خانة التحالف الأميركي (حلف بغداد) في مواجهة المد العروبي الناصري في تلك الفترة.‏
إلا أن القوات الأميركية عادت وانسحبت من لبنان خلال تلك السنة بعد الاتفاق الذي عقده الرئيس فؤاد شهاب مع "رئيس الجمهورية العربية المتحدة" جمال عبد الناصر في الخيمة التي نصبت على الحدود بين البلدين (بين لبنان وسوريا التي كانت جزءاً من الجمهورية العربية المتحدة) وقضى بأن تنسحب القوات الأميركية من لبنان وأن لا يدخل لبنان في أحلاف معادية للجمهورية العربية المتحدة مقابل أن لا تتدخل الجمهورية العربية المتحدة بالشؤون اللبنانية.‏
وقد "نام" المشروع الأميركي الهادف إلى إنشاء قاعدة عسكرية في لبنان حتى أوائل الثمانينات من القرن الماضي، حين حصلت تغييرات جيواستراتيجية كبرى في المنطقة مع انتصار الثورة الاسلامية في إيران حيث انهار السد الذي كان الأميركيون يدعمونه في مواجهة الاتحاد السوفياتي، ما عزز الأخطار التي تتهدد الهيمنة الأميركية على نفط الخليج، سواء لجهة خروج ايران من منظومة الهيمنة الأميركية وتحولها إلى خطر يتهدد هذه الهيمنة، أو لإمكانية قيام الاتحاد السوفياتي باحتلال ايران التي لم تعد تتمتع بالمناعة العسكرية التي كانت توفرها لها الولايات المتحدة، الأمر الذي يجعل السوفيات يصلون إلى مياه الخليج الدافئة ويهددون السيطرة الأميركية على نفط الخليج.‏
إزاء ذلك كان لا بد من خطوة استراتيجية كبرى تقوم بها الولايات المتحدة لمنع حصول هذا السيناريو، فكان التفكير بإنشاء قوات التدخل السريع التي تحتاج إلى قواعد عسكرية ضخمة وثابتة في المنطقة، تسمح للأميركيين بالتدخل في أي منطقة تتعرض للخطر الإيراني أو السوفياتي وبشكل سريع جداً.‏
وقد أنشأت الولايات المتحدة قاعدة عسكرية ضخمة جداً في تبوك وضعت فيها عتاداً عسكرياً ضخماً، فيما يتم إحضار العنصر البشري في حالة الحاجة عبر الطائرات خلال ثمان وأربعين ساعة.‏
وكانت الولايات المتحدة الأميركية بحاجة إلى قاعدة أخرى في شرق المتوسط تتوازى مع القاعدة الأميركية في تبوك، فعاد مشروع إقامة القاعدة الأميركية في لبنان إلى الضوء.‏
ويرى مراقبون أن الاجتياح الصهيوني إلى لبنان عام 1982 يملك ـ إلى جانب أهدافه المتعلقة بإزالة منظمة التحرير الفلسطينية والسيطرة الاسرائيلية على لبنان ـ أهدافاً أميركية تتعلق بإنشاء القاعدة الأميركية في لبنان، وقد ظهر ذلك جلياً من خلال إنزال قوات المارينز الأميركية على الأراضي اللبنانية.‏
ويقول متابعون للأحداث في تلك الفترة إن الولايات المتحدة كانت تعمل جدياً على إنشاء قاعدة عسكرية في لبنان في تلك الفترة.‏
وقال أحد ضباط الجيش اللبناني المتقاعدين الذين عايشوا تلك الفترة وكانوا على تواصل مع قوات المارينز الأميركية في لقاء خاص إن المشروع الأميركي كان يقضي بإنشاء القاعدة العسكرية في المنطقة بين بيروت وصيدا، وهي تضم مطارين عسكريين، الأول في مطار بيروت الدولي والثاني في سهل الدامور، حيث أنشأ الصهاينة مطاراً عسكرياً خلال احتلالهم لتلك المنطقة.‏
ويذكر الضابط أنه ـ بصفته ضابط ارتباط مع المارينز في تلك الفترة ـ كان يبحث مع الضباط الأميركيين في كيفية تأمين هذه المنطقة من الأخطار الأمنية التي كانت تتهددها ولا سيما من خلال وجود طائفة معينة بمحاذاة مطار بيروت حيث كان التفكير بنقل أبناء هذه الطائفة من تلك المنطقة لحماية أمن القاعدة الأميركية المنشودة.‏
وقد بدأ مشروع التهجير فعلاً من خلال الهجمة التي شنّها الجيش في تلك الفترة على الضاحية الجنوبية والتي تصدى لها أبناء الضاحية، ومعهم بعض القوات العسكرية التي رفضت تنفيذ الأوامر ومهّدت لما سمّي بعد ذلك بانتفاضة السادس من شباط عام 1984.‏
وكان للأحداث التي جرت في تلك الفترة دور كبير في تقويض المشروع الأميركي وتحطيم حلم تحويل لبنان إلى قاعدة أميركية متقدمة في المنطقة.‏
هذا المشروع الأميركي عاد إلى الظهور مجدداً بعد الفشل الأميركي المدوي في غزو العراق، حيث كان المخطط الأميركي يقضي بتحويل ذلك البلد إلى قاعدة اميركية كبرى، ولكن ما تعرض له الأميركيون هناك جعلهم يفكرون بخطة خلفية للانسحاب عبر إيجاد بديل عن تلك القاعدة، وعاد التفكير بلبنان ليكون مقر هذه القاعدة.‏
وتؤكد الكثير من المعلومات أن التفكير بهذه القاعدة بدأ قبل عام 2005 وأن الهجمة الأميركية على النظام في لبنان والتي بدأت مع القرار 1559 عام 2004 لها علاقة مباشرة بهذه الخطة الاستراتيجية الأميركية.‏
ويمكن في هذا المجال التذكير بمسألة مهمة وهي ان شائعات كثيرة راجت في الأيام التي تلت عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري في شهر شباط عام 2005 ومفادها أن الأميركيين قتلوا رفيق الحريري لأنه رفض السماح لهم بإنشاء قاعدة عسكرية جوية في القليعات.‏
واليوم يعود الحديث بقوة عن إنشاء هذه القاعدة ولا سيما بعد الأحداث التي جرت في مخيم نهر البارد، والتي يضعها الكثير من المراقبين في سياق العمل على "تنظيف" الأرض المحيطة بقاعدة القليعات من "الشوائب" وتأمين بيئة مناسبة لقيام القاعدة العسكرية الأميركية.‏
وتتكاثر المعلومات والتصريحات التي تتحدث عن الموضوع بشكل يثير الانتباه، ولا سيما في ظل الموقف الأميركي الرافض لأي تسوية على الساحة اللبنانية، بما يوحي أن الأميركيين يرغبون بأن يتحول لبنان إلى مسرح للحركة الأميركية بعيداً عن أي تعقيدات.‏
وقد جاءت اللقاءات المكثفة التي عقدت بين عدد من المسؤولين السياسيين والعسكريين الأميركيين ونظرائهم اللبنانيين لترفع سقف التساؤل حول الأهداف الكامنة وراء تلك اللقاءات والمشاريع التي يسعى الأميركيون لتسويقها خلالها.‏
إنه "الحلم الأميركي" الذي تحطم على الصخرة اللبنانية على مدى العقود الماضية، ولا يبدو أن مصيره سيكون مختلفاً هذه المرة.‏
محمود ريا‏

الاشتراكية ذات الخصائص الصينية

افتتاحية العدد 20 ـ 21 من نشرة "الصين بعيون عربية"
"وجهة النـظر العلمية للتنمية" هي الرسالة التي حملها المؤتمر السابع عشر للحزب الشيوعي الصيني، أكبر الأحزاب الصينية، وأكبر الأحزاب في العالم مع أعضائه الذين يزيد عددهم على الثلاثماية وستين مليوناً.
رسالة دخلت إلى الدستور الصيني وعبرت عن نفسها بالسعي لإضفاء نكهة صينية على كل شيء في العالم: الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، والديموقراطية على الطريقة الصينية، والنمو من خلال الأرقام الصينية.. العملاقة.
وبقدر ما كان المؤتمر الذي رسم الطريق التي ستسير عليها الصين خلال السنوات الخمس المقبلة فرصة لإظهار التفرد الصيني، فهو كان أيضاً مجالاً لبحث الكثير من المشاكل التي تعاني منها هذه الكتلة البشرية العملاقة التي تشهد في داخلها كل ما يمكن تخيله من تناقضات: الثراء الفاحش مقابـل الفقر المدقع، النقاش الحيوي المترافق مع الانضباط الصارم، التوق إلى مستقبل التفوق مع التخوف من العجز عن تلبية الحاجات المتعاظمة.
ومع التغيرات البارزة التي شهدتها القيادة الصينية خلال المؤتمر تبين وجود رغبة حقيقية في تجديد الطاقم الحاكم لمواكبة التحديات المستقبلة مع ضمان تحكم الأمين العام للحزب هو جين تاو ـ الذي سيبقى في موقعه لخمس سنوات قادمة ـ بالتوجهات الرئيسية للبلاد، وربما بمن سيأتي بعده في الموقع والمهمة، وهو ما يشير إلى تنبه كبير إلى المخاطر الجدية التي تفرزها عملية التنمية العملاقة التي تشهدها الصين.
وإذا كان من غير المتوقع أن يتخذ مؤتمر للحزب الشيوعي قراراته بغير الإجماع الذي يخفي تحته الكثير من الاختلاف في وجهات النظر حول السبل الأنجع لمعالجة مشكلات البلاد، فإنه من اللافت للنظر أن يحضر في مؤتمر لحزب شيوعي الأمين العام السابق للحزب المؤتمر، بما يشير إلى حصول تداول طبيعي للسلطة وتجديد للقيادة الحزبية بطريقة ”ديموقراطية“ بعيداً عن الوفاة وعن الانقلاب، وربما هذا ما يعطي صورة واضحة عن ”الطبعة الصينية“ من الديموقراطية.
لقد أكدت الجلسة الختامية للمؤتمر التي انعقدت الأحد ـ بعد سبعة أيام حامية من النقاشات الداخلية ـ تصميم الحزب ”على دفع مزيد من التنمية المتناسقة على اسس التناغم الاجتماعي وحماية البيئة وترشيد استهلاك الطاقة فضلا عن التوسع الاقتصادي“.
إنها كلمات بسيطة ولكنها تعتبر خطة عمل متكاملة لن يستطيع أحد معرفة مدى نجاح تطبيقها إلا بعد خمس سنوات، عندما ينعقد المؤتمر الثامن عشر في التيبت، وعندها ربما تكون الصين قد أصبحت فعلاً الاقتصاد الأول في العالم.. إن لم تكن باتت القوة العظمى الكبرى.
محمود ريا

كالأيتام على موائد اللئام!

لمن يشكو المواطنون، وهم باتوا كالأيتام على موائد اللئام؟ الوضع فوق أن يحتمل فعلاً، والصرخة لا تخرج من الأفواه التي تعقد المفاجأة الألسنة فيها، فيما العيون تقرأ الأسعار الجديدة لمواد أقل ما يقال فيها إنها أولية جداً للحياة.. بكرامة أو بدونها.‏
الناس يحتارون إلى من يلجأون، والبلد بلا مرجعيات، بلا قانون وبلا دستور.‏
لا الوزارة وزارة ولا السلطة سلطة، ولا الحكم حكم ولا التشريع تشريع ولا الرقابة رقابة.‏
الأسعار نار، والنار لا تكوي إلا المعرضين لها، فيما الأموال المكدّسة عند الكبار تطعم الثلج في جهنم (أو كما يقول مثلنا القروي: تُطْعِمُ في جهنم "بَأْسَما").‏
يتساءل اللبنانيون: لماذا يحصل هذا الآن وفي هذا التوقيت بالذات، هل المطلوب أن يتلهّوا بالتطورات السياسية عن عمليات السلب المكشوفة التي يتعرضون لها، أم العكس، أي أن المطلوب هو أن يصرخوا من الجوع كي ينسوا ما هو مرسوم لهم من مشاريع سياسية وعسكرية هدّامة؟‏
إما أن المسؤولين مسؤولون.. فليُسألوا، وإما أنهم غير مسؤولين.. فليرحلوا.. وليتّقِ من له لبّ غضبة الكريم إذا جاع..‏
والجوع بات على الأبواب.‏
محمود ريا‏

السبت، أكتوبر 20، 2007

العيد الثامن والخمسون


افتتاحية العدد التاسع عشر من نشرة "الصين بعيون عربية"
الفرح الظاهر في عيون الصينييـن وهـم يحتفلون بالذكرى الثامنة والخمسين لقيام جمهوريتهم الجديدة، لا يخفي حرصهم على التذكير بشكل دائم بالحقيقة التي يحرصون على الاحتماء خلفها، والتي يخافون منها في الوقت نفسه، وهي حقيقة أن الصين بالرغم من كل الانجازات الكبرى التي حققتها في ”مسيرتها الطويلة“ ولا سيما في السنوات العشرين الأخيرة، ما تزال دولة نامية.
هذا الواقع الذي لا يمكن الفرار منه يساعد الصين على تجاوز الكثير من العقبات التي تعترض مسيرتها الاقتصادية، إذ تسمح لها بالتهرب من مسؤوليات يفترض أن تضطلع بها الدول الاقتصادية الكبرى، وتساعدها على الاحتفاظ بالكثير من الامتيازات التفضيلية في التجارة الدولية، وتعطيها فرصة الدفاع عن تطورها الاقتصادي بالتأكيد على أن كل ما حصل حتى الآن هو مجرد خطوات صغيرة على طريق طويلة لا بد من الجدّ والاجتهاد قبل الوصول إلى نهاياتها.
هذا الواقع المريح على هذا الجانب، يعتبر حقيقة مقلقة من جانب آخر، حيث تقف الصين ـ الدولة العملاقة في كل شيء، من عدد السكان المهول إلى المساحة الكبرى إلى الاقتصاد الذي ينمو بنسبة لا مثيل لها عالمياً ـ عاجزة أمام وجود مئات الملايين من المواطنين الذين يعيشون بأقل من دولار يومياً، ووجود مناطق واسعة تحتاج إلى تنمية، ودخول عشرات الملايين من القوة العاملة سنوياً إلى سوق العمل بحيث ينبغي تأمين فرص العمل لها، إضافة إلى خطر التلوث الذي يهدد البلاد كلها.
أمام هذه المنغّصات لفرحة الاحتفال لا يجد الصينيون إلا الأمل بالمستقبـل الذي يتحدثون عنه وهم يرون بلادهم تتحضر لتجاوز ألمانيا ـ إن لم تكن تجاوزتها فعلاً ـ والتحول إلى القوة الاقتصادية الثالثة في العالم، وهم يسمعون باسم بلادهم تلهج به الألسنة بمختلف لغات العالم، وهم يملكون قوة عسكرية تتحول إلى قوة مهابة الجانب وقادرة على حماية البلاد من أي خطر خارجي.
هذا المستقبل بالضبط هو الذي يقلق الدول الكبرى التي باتت تخشى من التوجه الذي تسير فيه الصين والذي يجعل منها منافساً حقيقياً للدولة الكبرى على مستوى العالم من الناحيتين الاقتصادية وربما العسكرية.
من هنا تتكثف الدراسات والأبحاث التي تحاول الإجابة على سؤال خطير: الصين إلى أين؟
قبل مئتي سنة حذر نابليون من ”الخطر“ الكامن وراء استيقاظ ”العملاق النائم“، واليوم يتحقق ”الخطر“ بعد استيقاظ هذا العملاق، فهل تتحقق التوقعات التي ترى الصين القوة الأولى اقتصادياً ومن ثم سياسياً وعسكرياً بعد أقل من ثلاثين سنة؟
هذا ما يصبو إليه الصينيون، وهذا بالضبط كابوس غيرهم.
محمود ريا

القاعدة العسكرية الأميركية في لبنان : المخطط مرسوم.. والفشل بالانتظار

مطار القليعات: مركز القاعدة المنتظرة

لم تعد القصة مجرد معلومات صحافية تنقل عن مصادر أجنبية، وإنما أصبحت مجموعة معطيات متواترة ومتناسقة يمكن من خلالها الوصول إلى قصة متكاملة تؤكد ما يحاول البعض إنكاره: الولايات المتحدة تستعيد مشروعها الدائم الذي يقضي بتحويل لبنان إلى قاعدة عسكرية أميركية.‏
المعلومات التي وردت من أكثر من مصدر وعبر اكثر من وسيلة تكشف أن المشروع الأميركي بات في مراحله التنفيذية، وإذا كانت قاعدة القليعات الجوية هي بؤرة التركيز الأميركية لأكثر من سبب، فإن هذا لا يعني أن العسكريتاريا الأميركية غير مهتمة بمختلف المناطق اللبنانية الأخرى، بما يجعل لبنان كله مستعمرة عسكرية أميركية.‏
في إطار هذه "الرغبة الأميركية" الشرهة يضع الكثير من المراقبين كل ما جرى ويجري من احداث يشهدها لبنان في هذه الفترة، كما كان الأمر دائماً، حيث يمكن القول إن المحرك الحقيقي لكل التطورات العسكرية والسياسية التي شهدتها الأراضي اللبنانية هي مجرد مدخلات ثانوية في المشروع الاستراتيجي الكبير المتعلق بجعل لبنان قاعدة الانطلاق الأميركية نحو المنطقة.‏
وفي سياق هذا المشروع الأميركي المتكامل يمكن وضع تحركات ومواقف بعض القوى اللبنانية الداخلية التي يبدو أنها باتت جزءاً من هذا المشروع، سواء برضاها واختيارها وانطلاقاً من رؤية استراتيجية، أو مجبرة ومضطرة للحفاظ على وجودها السياسي وحتى المادي.‏
الحديث عن القاعدة الأميركية في الفترة الأخيرة ليس جديداً، وربما يمكن التذكير بما أشيع في اليوم التالي لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط/ فبراير عام 2005 حيث أكد أكثر من مصدر أن الرئيس الحريري رفض السير في المشروع الأميركي لإقامة قاعدة جوية في القليعات في شمال لبنان، وقد أعلن رفضه النهائي لهذا المشروع نظراً لعلمه بالمخاطر التي سيجلبها على الوضع اللبناني. وقالت المعلومات حينها إن اغتيال الرئيس الحريري جاء بعد إبلاغه الأميركيين هذا الرفض.‏
حينها لم يتوقف أحد عند هذه المعلومات نظراً للجو السياسي والإعلامي الضاغط الذي مورس على اللبنانيين بهدف تحويل أنظارهم في اتجاه واحد في عملية الاغتيال ومن يقف وراءها.‏
إلا أن الحديث عن إقامة القاعدة العسكرية الأميركية في الشمال عاد للظهور في السنة الحالية مع ورود أكثر من معلومة ومن أكثر من مصدر تتحدث عن هذا الموضوع، ولا سيما بعد ما حصل في مخيم نهر البارد الذي نظر إليه المراقبون على أنه "عملية تنظيف" لمحيط القاعدة الأميركية المفترضة بالتواطؤ بين من كان داخل المخيم ومن سهّل دخولهم إليه.‏
الضابط السابق في الاستخبارات الأميركية، واين مادسن، أكد أن أحد الأهداف الأساسية الاميركية من وراء الفتنة في مخيم نهر البارد هو "استخدامها غطاء وذريعة كي تفسح الحكومة اللبنانية للقوات العسكرية الاميركية وقوات حلف الناتو انشاء منصة انطلاق من قاعدة القليعات الجوية" القريبة من مدينة طرابلس.‏
ومضى موضحا في حديث نقلته أكثر من صحيفة عربية أن قاعدة القليعات بحلّتها الجديدة ستستخدم مقرا لقيادة قوات التدخل السريع التابعة لحلف الناتو، واسراب الطائرات السمتية ووحدات القوات الخاصة. كذلك ستستخدم القاعدة "المستحدثة" لاجراءات تدريب قوات "الجيش اللبناني والقوى الامنية" بإشراف القوات الاميركية.‏
مصادر أخرى ربطت بين هذه المعلومات وبين الزيارات المتكررة للوفود العسكرية الأميركية التي ترددت إلى مطار القليعات، والذي تحدثت أكثر من صحيفة أميركية عن نية الإدارة استخدامه قاعدة جوية آمنة في محيط غير معادٍ (إذا ما أزيلت نقطة المخيم) يمتد من ضواحي بيروت الشرقية وحتى الحدود السورية شمالاً.‏
صحيفة "الديار" اللبنانية كانت قد نقلت ـ من خلال مراسلها في باريس بدرا باخوس فغالي ـ أن قيادة حلف شمال الاطلسي بتوجيه ‏مباشر من الولايات المتحدة الاميركية حسمت قرارها بعد عامين من التردد وقررت ضم الاراضي ‏اللبنانية الى لائحة الدول الواقعة في الساحل الافريقي لاقامة قواعد عسكرية جوية.‏‏
المثير في هذا الخبر الذي نشر في 15 نيسان/ أبريل 2007، أي قبل أحداث مخيم نهر البارد ما جاء فيه من تفاصيل وأهمها أنه "تبين لهيئة أركان الجيوش الاعضاء في حلف الاطلسي أهمية إقامة قاعدة جوية في ‏مطار القليعات القريب من الحدود اللبنانية ـ السورية، ناهيك عن امكانية استخدام هذه ‏المنطقة الشاسعة المساحة كنقطة تمركز لقوات مجوقلة مخصصة للتدخل السريع".‏‏
وكان وفد عسكري اميركي - الماني - تركي قام بجولة استقصائية في منطقة عكار، وقال في ‏تقريره الذي رفعه الى مقر الحلف الاطلسي في بروكسيل، ان إقامة القاعدة العسكرية ستسهم في ‏الإنعاش الإنمائي والاقتصادي في هذه المنطقة الشمالية المحرومة التي لن تتأخر مع بدء توافد ‏عديد القوات الاطلسية في الازدهار على غرار ما تشهده غالبية القرى والمدن الجنوبية مع ‏انتشار قوات الطوارئ الدولية، وإن كان حتى الآن بصورة خجولة!‏‏
ورأى معدّو التقرير أن التركيز على الشق المالي وانعكاس الإيجابية على سكان المنطقة سيساعد ‏بدون شك الحكومة اللبنانية على تسويق هذا المشروع تمهيداً لإعطاء موافقتها على إقامة ‏القاعدة العسكرية الاطلسية، وان كان تحت عنوان "مركز دولي لتدريب الجيش اللبناني وأجهزته ‏الامنية".‏
وقبل ذلك وفي الثالث والعشرين من آذار/ مارس 2007 لفتت صحيفة "الأخبار" إلى "ورشة ترميم وتأهيل بدأت في قاعدة القليعات الجوية في سهل عكار لمدرجي القاعدة اللذين تعرّضا للقصف الاسرائيلي إبان حرب تموز، فقد شوهدت شاحنات وجبّالات تقوم بردم الحفر الكبيرة التي أحدثتها الصواريخ الاسرائيلية، وصبّها بالإسمنت، وكذلك شوهدت أعمال أخرى عند المدخل الغربي للمطار.‏
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة توقفها "عند الحركة اللافتة للوفود العسكرية والأمنية للدول الغربية وخاصة الشرطة الفيدرالية والجمارك الألمانية في اتجاه المنطقة الحدودية بين العبودية والعريضة، التي توسّعت لتطال كل المنطقة الحدودية الشمالية مع سوريا البالغ طولها 90 كيلومتراً، من منطقة النبي بري في أعالي أكروم الى العريضة على الشاطئ، إضافة إلى الاجتماع الذي عقد في قاعدة القليعات وضم الوفد الألماني وضباطاً أمنيين لبنانيين، والمناورة التي جرت بالذخيرة الحية في حقل الرماية في قاعدة القليعات بحضور وفد أمني أميركي منذ أشهر قليلة"، و"تساءلت هذه المصادر عن الغاية من هذه التحركات، وما قد يتبعها من خطوات مرتبطة بالصراع الدائر إن في الداخل اللبناني وإن على المستوى الإقليمي".‏
بعد كل هذه التساؤلات والمعلومات جاء "الخبر اليقين" من "مصدره" حيث ذكر موقع "دبكا" الاستخباري الصهيوني في الرابع عشر من الشهر الحالي "أن قاعدة عسكريّة للقوّات الأميركيّة ستقام في منطقة "القليعات" الشمالية على بعد لا يتعدى الـ120 كلم من العاصمة السورية دمشق، والتي تشكل نقطة ارتكاز عسكرية مشتركة لكلّ من سوريا وايران".‏
وأضاف الموقع المذكور "ان هذه المنشأة الجوية للأميركيين تبعد 35 كيلومترا عن طرطوس، وعن القاعدة البحرية السورية الاولى ومركز القيادة البحرية الروسية في منطقة المتوسط"، مؤكّدا أن "أي طائرة ترسو في هذه القاعدة ستكون على مسافة دقائق معدودة عن مصانع الأسلحة والصواريخ المشتركة لسوريا وايران في مدينتي حمص وحماه".‏
ونقل الموقع عن مصادر استخباراتيّة "ان التغيير الجذري في سياسة ادارة الرئيس الأميركي جورج بوش تجاه لبنان، تم اقراره من خلال مشاورات جرت في البنتاغون ومجلس الامن القومي الاميركي، نتيجة للمحادثات التي قام بها القائد الاعلى للقوات الاميركية الأدميرال وليام فالون مع القيادات الحكومية في بيروت في 29 تموز/ يوليو الماضي".‏
ويشير الموقع الاستخباري الى أنه تم التأكيد على هذا الاتجاه الجديد بعد الغارة الجوية الصهيونية على سوريا في 6 أيلول الماضي، الأمر الّذي سيعيد احياء الوجود العسكري الاميركي في لبنان بعد 25 عاما من الغياب.‏
وأوضح الموقع ان "المرحلة الاولى من تنفيذ الإنشاء ستكون عبر اعادة تنشيط القاعدة الجوية الصغيرة وغير الفاعلة في القليعات في خطوة اميركية- لبنانية مشتركة".‏
وقال الموقع الصهيوني إن "مهندسين وتقنيين تابعين لسلاح الجو الاميركي بدأوا بالعمل على القاعدة الجوية الجديدة، وسوف يتم التوسّع بعد ذلك الى استخدام اميركا هذه القاعدة الجوية عسكريا".‏
بعد كل هذا يأتي ما كشفته صحيفة "السفير" أمس والذي يرقى إلى مستوى "المعلومات الرسمية" حول انتقال الإدارة الأميركية من مرحلة التنظير إلى مرحلة التطبيق في مشروع إنشاء القاعدة العسكرية في لبنان، وتحويل لبنان إلى محمية أميركية، ما يطرح الكثير من التساؤلات عن الدور الذي تلعبه قوى لبنانية في السلطة من أجل تمرير هذا المشروع الخطير الذي يترك تداعيات غير محمودة العواقب على مجمل الأوضاع في لبنان والمنطقة.‏
بعد كل هذا الاستعراض يبقى سؤال في أذهان كثير من المراقبين: هل يعتقد الأميركيون أنهم سينجحون الآن فيما فشلوا فيه على امتداد تاريخ علاقتهم بلبنان؟؟‏
وللإجابة عن هذا السؤال حكاية ـ طويلة ـ أخرى.‏
محمود ريا‏

السبت، أكتوبر 06، 2007

ميانمار: خاصرة الصين الرخوة


افتتاحية العدد الثامن عشر من نشرة "الصين بعيون عربية"
ألفان ومئة وخمسة وثمانين كيلومتراً من الحدود المشتركة، 21 مليار دولار أميركي من التبادل التجاري سنوياً، علاقات سياسية واقتصادية وعسكرية استراتيجية، مشاريع نفطية ضخمة في كلا البلدين، إمكانية بناء مفاعلات نووية.
هذه هي باختصار شديد عناصر علاقة لا يمكن أن تنفصم بين الصين وميانمار، أو بورما كما هي معروفة في ”العالم الآخر“، وهي علاقة مقدّر لها أن تبقى على هذا القدر من القوة أياً كان الوضع الذي ستنتهي إليه الاضطرابات التي شهدتها العاصمة البورمية رانغون (أو يانغون) والعديد من المدن البورمية الأخرى.
هذا ”القدر“ هو المهدد من خلال ما يجري في بورما حالياً، ليس بسسب ما سينتج عن الاضطرابات، وإنما بسبب الظروف الاقليمية والدولية التي تجري فيها.
كل ما يقال عن القسوة التي يتعامل بها النظام العسكري البورمي مع أبناء شعبه صحيح، وربما ما يحصل على أرض الواقع أفظع مما يتسرب إلى لاخارج عبر وسائل الإعلام، وهذه الحقيقة لا يمكن لأحد تجاوزها، وخصوصاً مع المعلومات التي ترد عن الأوضاع الصعبة جداً التي يعاني منها أبناء الأقليات العرقية والدينية في بورما.
إلا أن هذه الحقيقة لا يمكن أن تحجب بالمقابل حقائق أخرى أساسية، أهمها ما يتعلق بالظروف التي اندلعت فيها موجة التظاهرات الجديدة، والخلفيات التي تقف وراءها وما مدى تدخل الدول الأجنبية في إثارتها.
يتفق الكثير من المراقبين على ان العوامل الداخلية والمحلية ليست العامل الرئيسي في تفجّر الأزمة البورمية وإنما هناك الكثير من العوامل المتعلقة بالواقع الجغرافي والاقتصادي لبورما فرضت نفسها على الأحداث ودفعت إلى انطلاق هذه التظاهرات التي راح ضحيتها العشرات من أبناء بورما بين قتيل وجريح.
إلا ان العامل الأبرز في هذه الأزمة حسب المراقبين هو ”العين الأميركية“ الني امتدت إلى النفط المخزون في الأرض البورمية، وإلى السعي الأميركي لجعل بورما ”خاصرة رخوة“ تتكئ عليها لمد يدها إلى ”الإقليم“، ولا سيما أن بورما تقع في موقع استراتيجي في بين الصين والمحيط الهندي وتطل على عمق البر الصيني في أكثر من موقع حيوي.
ومن هنا يبدو هذا التجييش الأميركي للعالم لدفعه إلى الاهتمام بما يحصل في بورما، بمثابة قرار أميركي بإحراج الصين في هذا الملف الحساس لدفعها لأن تتزحزح عن موقعها المميز في علاقتها مع بورما، أو أن تتحمل أوزار ما يحصل هناك أمام العالم، ما يفقدها موقع ”الدولة المسؤولة“ والقادرة على لعب دور في رسم مستقبل العالم.
فأي سبيل ستختاره الصين للرد على هذا ”الهجوم القوي“ الذي يستهدفها، وهل تملك الوسائل التي تساعدها على تحويل هذا الفخ الأميركي إلى عملية تغيير هادئ في بورما يضمن لها موقعها المميز في تلك الدولة؟
الجواب عند الأيام القادمة.
محمود ريا

الباب العالي

عدنا إلى حيث كنا، دارت الدائرة فينا ورجعنا إلى حيث انطلقنا.. والأمل الذي زرعته لقاءات الداخل فينا تكاد تبدده مرة أخرى لقاءات الخارج، ولا سيما تلك التي شهدها القصر (البيت) المسمى أبيض، كما كان يسمى باب السلطان المنخفض جداً في الآستانة بـ"الباب العالي".
هكذا هي الحال دائماً، لقد تعوّدنا على الهبّات الباردة والهبّات الساخنة حتى كدنا لا نفرح لنسمة ولا نعبس أمام لفحة هواء.
يأتون إلى لبنان بعد طول سفر، يعطوننا من طرف اللسان حلاوة، فيعتقد اللبنانيون أن الأمور تسير في سكّة الحل، فيفرحون ويهيّصون ويبنون قصوراً من الآمال، ثم لا يلبث الآتون أن يغادروا إلى "منابعهم" ليتحفونا على رؤوس الأشهاد بما ينفي أي إمكانية لحصول تلاقٍ أو تحقيق توافق.
هذه ليست المرة الأولى التي ندور فيها في هذه الدائرة، إنها "اللعبة" نفسها منذ فترة طويلة: تعقيد فـ"زيارة" إلى البلد تعطي تفاؤلاً، ثم "عودة" إلى الخارج لإطلاق النار من هناك على المبادرات والمبادرين.
لم يعد الوضع يحتمل.
لا بد أن تنتهي هذه "اللعبة".
محمود ريا

الأحد، سبتمبر 30، 2007

الصين وتايوان إلى الحرب؟


افتتاحية العدد السابع عشر من نشرة "الصين بعيون عربية"
العنوان مثير حتماً، وقد يكون بعيداً عن التحقق في القريب العاجل، ولكن هل هو مستحيل التحقق فعلاً؟
ما يحصل من تطورات متسارعة على صعيد العلاقة بين ”البر الصيني“ و ”الجزيرة المتمردة“ يرجح أن التدهور الذي تشهده هذه العلاقة قد لا يتوقف عند حد، ولاسيما مع وجود زعيم في تايوان يرغب في تحريك الوضع الراكد، والسير في غير اتجاه ”إبقاء الوضع على ما هو عليه“ الذي بقي معتمداً على مدى العقود الماضية.
فمن العمل على إجراء استقتاء حول الاستقلال، إلى تقديم طلبات متكررة لدخول تايوان إلى الأمم المتحدة كـ ”دولة مستقلة“، بدأت الأجواء بالتشنج، وعلت تصريحات القيادة الصينية في بكين إلى حد الحديث عن خيارات أخرى غير المحادثات لمعالجة هذه الأزمة، ولا سيما في ظل القانون الذي أقرّته بكين قبل مدة والذي يتحدث عن خيارات غير سلمية في حال قررت تايوان إعلان استقلالها.
وقد ترافقت هذه التصريحات مع مناورات عسكرية كبيرة أجرتها منطقة شانغهاي، المستهدفة الأولى من قبل تايوان في حال اندلعت الحرب، مع ما يعنيه ذلك من إدخال الخيار العسكري كعامل أساسي في التعامل مع هذا الوضع.
المنطقي أن لا تصل الأمور إلى هذا الحد، ولا سيما في ظل السعي الصيني إلى الحفاظ على مسيرة التنمية المذهلة التي يشهدها البر الصيني، لأن أي حرب في المنطقة لن تقتصر على نزاع محدود في مضيق تايوان، وإنما قد تتحول إلى حرب عالمية مع التدخل الأميركي المباشر في الأزمة دعماً لتايوان، ومن ثم تدخل الدول الأخرى ذات المصالح المتعددة في المنطقة.
ولكن من قال إن المنطق هو الذي يحكم في هذا العالم، ومن يمكنه التكهن في نتيجة سلسلة من الهزات الصغيرة، وما يمكن أن تؤدي إليه من زلازل؟
هل تندلع شرارة الحرب من المكان الذي لم يتوقعه أحد، فيما العالم ينظر إلى مكان آخر تفوح منه رائحة البارود والنار؟
يبدو أن الصين واعية لمخاطر هذا الواقع، فهل هناك في الجانب الآخر من يعي؟
محمود ريا
* من يرغب بالحصول على النشرة في بريده الالكتروني كل أسبوع يمكنه إرسال رسالة إلى البريد التالي: rayamahmoud1@hotmail.com أو chinainarabic@gmail.com

بدون تعليق: فيلتمان لا يتدخل

مع أن هذه الزاوية تحمل عنوان "بدون تعليق"، إلا أن هناك أخباراً لا يمكن أن تمر دون أن يتوقف المتابع عندها، كالخبر الذي يقول إن السفير الأميركي في لبنان جيفري فيلتمان صرح بعد زيارته قائد القوات اللبنانية سمير جعجع قائلاً إن بلاده "لن تتدخل في لعبة أسماء المرشحين" في الانتخابات الرئاسية اللبنانية.
لا بأس من الإشارة قبل "التعليق" عند بعض "التفاصيل الصغيرة" المتعلقة باللقاء، فهو "استمر لمدة تسعين دقيقة"، و"تخللته خلوة بين جعجع وفيلتمان".
كل هذه المعطيات تجعل من الخبر نموذجياً للتعليق عليه، ابتداءًا من أشخاصه، مروراً بـ "ظروفه" وما حصل فيه، وصولاً إلى التصريح بعده.
السفير الأميركي يزور قائد القوات لمدة تسعين دقيقة، هذا يدفع اللبنانيين إلى التعوّذ بالله من الشيطان الرجيم.
السفير الأميركي يعقد خلوة مع قائد القوات، وهذا يدفع الكثيرين إلى تحسس رؤوسهم، وخصوصاً في هذه الظروف الدقيقة، حيث تتصاعد النبوءات عن الاغتيالات، و"أكثرها مصداقية" تلك التي تصدر من معراب.
أما ما يجعل الموقف أكثر غرابة، فهو التصريح الذي صدر عن السفير الأميركي بعد اللقاء، ولا سيما تلك النقطة المتعلقة بـ "عدم تدخل" الولايات المتحدة في لعبة الأسماء المتعلقة بانتخابات رئاسة الجمهورية.
هذا التصريح يجعل من جملة مستهلكة ومستخدمة كثيراً كجملة "شر البليّة ما يضحك" تستعيد نضارتها، وتقفز إلى الذهن مباشرة، وذلك نظراً لما يحويه هذا التصريح من تناقضات.
فالولايات المتحدة الأميركية التي لم تترك كبيرة ولا صغيرة في لبنان إلا وتدخلت فيها، إلى حد أن "مندوبها السامي" بات يقدم رأيه في تعيين حُجّاب في بلدية نائية في أقصى شمال لبنان أو جنوبه، تتعفف عن التدخل في تحديد اسم رئيس الجمهورية المقبل.
ولا يحلو لهذا المندوب السامي أن يطلق تصريحه إلا من معراب، التي أعلن "نزيلها" أنه هو وحده يحق له أن يحدد من هم "المؤهلون" لمنصب رئاسة الجمهورية من بين الموارنة.
فإذا لم يكن جعجع وفيلتمان يقرران من يريدان رئيساً للجمهورية فماذا كانا يفعلان؟ هل كانا يتناقشان في الاضطرابات في بورما، أم يبحثان أزمة الاحترار العالمي؟
وإذا كان فيلتمان وبلاده بعيدين عن لعبة تحديد الأسماء فهل يتركان لـ "حلفائهما" في لبنان مهمة الدخول في اللعبة؟
وسؤال آخر على الهامش: لماذا تتلاقى تلميحات فيلتمان مع تصريحات أشد المخلصين له في نعي أي إمكانية للتوافق على الساحة اللبنانية، إلى حد وصف إمكانية حصول هذا التوافق بأنه أمر "شبه مستحيل"؟
بعد الضحك من كثرة المرارة، يحق للبناني أن يتوقف قليلاً ليسأل ماذا كان يفعل فيلتمان حقاً عند جعجع، وأي مصائب سنشهدها بعد هذا اللقاء؟

"الكتلة الوطنية".. والمواقف الصوتية

في مقابل الأجواء الإيجابية التي توحي بها الاتصالات الجارية بين الرئيس نبيه بري ورئيس كتلة المستقبل النيابية سعد الحريري، تتعالى أصوات الفريق الأكثري مشككة بأجواء الانفراج وموجهة أقسى عبارات النقد لفرقاء المعارضة، حيث يتخصص كل طرف من السلطويين بمهاجمة فريق من المعارضة في حملة تبدو منسقة بشكل كامل بين مختلف الأطراف.
وإذا كان النائب وليد جنبلاط وفريقه متخصصين بالتهجم على حزب الله وإطلاق فقاعات صوتية ضده مستخدمين كل أساليب التجريح والتهويل، فإن فرقاء آخرين في فريق السلطة تخصصوا بمهاجمة التيار الوطني الحر ورئيسه العماد ميشال عون.
وفي حين يمارس قائد القوات اللبنانية هجومه على العماد عون مستخدماً أسلوب التخفي ومعتمداً آليات تشكيكية بعيدة عن التهجم المباشر، فقد أوكلت مهمة هذا النوع من الهجوم اللاذع إلى شخصيات وتنظيمات هامشية تستخدم أساليب الشتم وطرق تغييب الحقائق في الرد على مواقف التيار الوطني الحر.
وقد لوحظ في هذا المجال البيان الذي أصدرته "الكتلة الوطنية" يوم أمس الخميس بعد اجتماع "اللجنة التنفيذية" للكتلة، حيث لم يبق أي وصف سيئ إلا وألصق بالعماد عون وصولاً إلى طلب محاكمته بعيداً عن حصانته النيابية لأنه "هدد الرئيس الذي ستنتخبه قوى 14 آذار" بالاغتيال!!.
البيان الذي أصدرته الكتلة الوطنية يرفض "تمرير" جلسة الثلاثاء بالشكل الذي حصل، ويشكك بسبب تأخير موعد الجلسة القادمة إلى 23 تشرين الأول/ اكتوبر القادم، ويهاجم الرئيس نبيه بري متهماً إياه بتجاوز "كل القواعد والأعراف ومواد النظام الداخلي" لمجلس النواب.
لهجة البيان توحي كما هو ظاهر بأجواء سلبية جداً في حال كان يعبر عن حقيقة موقف قوى السلطة، إلا أنه يبقى مجرد "تسجيل موقف" إذا كان لا يعبر إلا عن رأي مصدريه فقط.

هبة باردة.. هبة سخنة..

من أهم النصائح التي كنا نتلقاها من الكبار ـ يوم كنا صغاراً ـ أن لا نتعرض للطقس البارد ثم للطقس الدافئ بشكل متتابع، ودون المرور بفترة "انتقالية" يكون الطقس فيها معتدلاً، كي لا نصاب بالزكام، وربما بأمراض أكثر فتكاً وإيذاء.
لقد أثبتت هذه النصيحة صحتها، بدليل أنه لم يحصل مرة أن خرجنا فجأة من غرفة دافئة إلى طقس بارد إلا وأصبنا بنزلة برد، وعلى أيّام المكيفات ما زال الوضع على حاله، فمن ينزل من سيارة مكيّفة إلى حرارة أجواء بيروت سيجد نفسه بعد قليل في الفراش نتيجة "صدمة هوائية" ستطاله.
أتذكر هذا وأنا أنظر لما يحصل في هذا البلد، من تتابع خطير للموجات الهوائية التي يتعرض لها، بين موجة تشاؤم حادة توصل الناس إلى توقع الحرب الأهلية في أي لحظة، وموجة تفاؤلية تُجلس المتنافرين مع بعضهم في وئام تام، وتعد بـ"الحل الشامل" في لحظة أيضاً.
ولو حصل هذا الأمر مرة أو اثنتين لهان تحمّل عواقبه، ولكننا منذ ما يعلم الله من وقت ونحن نخوض في موجات تشاؤمية وتفاؤلية، حتى مادت أعصابنا من كثرة ما انقبضت وارتخت.
يحق للبنانيين أن يصلوا أخيراً إلى ميناء يعرفون حرارته فيتعودون عليها، وكل الأمل ان يكون ميناء سلام.
محمود ريا

الأحد، سبتمبر 23، 2007

صدفة

يعاني اللبنانيون من مشكلة كبرى مع الصدفة، وهي التي باتت تلعب دوراً كبيراً في حياتهم. صدفة أن يقتل كل فترة نائب أو مسؤول، وصدفة أن تكون هذه الشخصية من فريق الموالاة.‏
صدفة أن يأتي قتله في ظروف توحي بالانفراج أحياناً، وصدفة أن يأتي مقتله أحياناً أخرى في ظروف التحضير لـ"مشروع" جديد.‏
صدفة أن تندلع بعد مقتله موجات التصريحات، فتؤدي إلى قتل الانفراج، أو إلى تمرير المشروع الذي لا يمر إلا.. بمهر الدم.‏
صدفة أن يكون المقتول من فريق الموالاة، وأن يكون فريق السلطة المستفيد الوحيد من مقتله.‏
صدفة أن تسبق كل عملية اغتيال تنبؤات من زعماء كبار في فريق السلطة حول حصول حدث أمني، وصدفة أن تتحقق نبوءات المتنبئين.‏
صدفة أن تأتي عمليات القتل بعد إعلان متوتري تيار السلطة رفض التوافق، وتهديدهم بإعدام المتوافقين معنوياً وسياسياً.. وتنفيذ الإعدام جسدياً.‏
صدفة أن يكون هؤلاء المتوترون هم من يعرفون بوصول "الغيّاب" من الخارج، وأن يكونوا آخر من يتحدث معهم، وأول من يعرف بأنهم هم المستهدفون.‏
أي صدف هذه التي تحصل في غياب الدولة والقانون والنظام؟‏
أي جرائم ترتكبها "الصدفة" بحق السيادة والحرية والاستقلال؟‏

محمود ريا‏

الخميس، سبتمبر 20، 2007

الصين بين قمة آبيك والاجندات العربية

افتتاحية العدد السادس عشر من نشرة "الصين بعيون عربية"
يسجل الاقتصاد الصيني قفزات في النمو تخرق المألوف، مما يجعل التطور الصيني الشغل الشاغل لمعظم المراقبين في أنحاء العام.
إلا أن الرقابة الأساسية والأكثر دقة تتم في المراكز البحثية الأميركية، حيث تتحول الصين دائماً إلى العنوان الأول في الأوراق البحثية والمؤتمرات المنعقدة في معظم هذه المراكز، وبات عرض كل مشكلة يبدأ من دور الصين فيها، في حين أن الحلول تتمحور بغالبيتها حول كيفية مشاركة الصين في هذه الحلول.
وهذا الوضع لا يقتصر على ما يحصل من رقابة داخل الولايات المتحدة، ولكنه يمتد أيضاً إلى كل أنحاء العالم حيث تحل الصين ضيفة أولى في المؤتمرات العالمية، كما تحل موضوعاً أول في جدول الأعمال.
هذا الأمر حصل فعلاً خلال هذا الأسبوع في مؤتمر قمة دول الآبك "منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك)" الذي انعقد يومي السبت والأحد الماضيين في مدينة سيدني الأوسترالية، حيث كانت الصين حاضرة في المؤتمر وحاضرة في المواضيع التي طرحت، حتى اضطر الرئيس الأميركي جورج بوش (الذي كان حاضراً في القمة) إلى نفي أن تكون الصين تهيمن على المؤتمر.
لقد كانت الصين في مؤتمر آبيك الحاضر الأكبر، وفي كل القضايا التي طرحت للنقاش كان الوجود الصيني هو الذي يطرح على بساط البحث، فيما يشبه الاعتراف الشامل بأن قضايا المنطقة ـ ومعها قضايا العالم ككل ـ باتت مرتبطة بشكل عضوي بما يحصل في الصين من تطورات.
ومن تلوث البيئة إلى صندوق النقد الدولي والتجارة الحرة ، وغيرها من القضايا العالمية الشائكة، كان للصين رأي، وكانت مطالبة بموقف في سيدني، وقد أطلق الرئيس الصيني هو جنتاو العديد من المواقف من هذه القضايا من خلال الخطاب الذي ألقاه أمام المؤتمر، فهل قرأ الخطاب أحد من العرب؟
إن الحضور الصيني بهذا الشكل في المؤتمرات يجب أن يدفعنا نحن العرب إلى التساؤل عن مدى حضور الصين في أجندتنا العربية، وأي دور تلعبه هذه الدولة العملاقة في استراتيجيات دولنا (المتنافرة المتناحرة)، وهل نحن نجاري العالم في الاهتمام بما يحصل حولنا من تطورات، وعلى رأسها التطور في الصين؟
محمود ريا

إعلان حرب

سؤال: كيف لاجتماع ليلي أن يلغي ليالي من الحديث المتفائل والاتصالات المتواترة والزيارات واللقاءات التي جرت في الداخل وفي الخارج؟ جواب: إذا كان المجتمعون مثل الذين اجتمعوا، لا يستطيعون تفادي تمزق صفهم إلا بتمزيق الوطن.‏
وهكذا يبقى الوطن ضحية مصالح أولئك الذي يتناتشون مقدراته، فيعصرونه حتى الاختناق إذا اتفقوا، ويمزقونه حتى الانقسام والتقسيم إذا افترقوا.‏
إنهم هناك، التقوا بعدما أتى غائبهم، صمت طويلاً، وعندما نطق، كان نطقه مماثلاً لما صدر عنه وعن رفاقه، في بيان يحمل كل كلمات الدعوة إلى الحوار، وكل معاني رفض إمكانية التوصل إلى حل في لبنان.‏
هذه هي الصورة التي بات عليها هذا البلد بعد الجواب الذي احتار المحللون في وصفه: هل هو "نعم ولكن.. لا" أم أنه "لا ولكن.. قد"، أم أنه "نعم ولا ولا ونعم" بانتظار ان تأتينا الـ"لا" أو الـ"نعم" من سيدنا في البيت الأبيض؟‏
مهما كان تفسير البيان الذي صدر عن قوى 14 شباط ليل الأربعاء الماضي، فهو لن يخرج عن كونه "إعلان حرب" على الوطن وعلى التوافق فيه، وكل من وقّع على هذا البيان وهو متمسك بما وقّّّع عليه هو مشترك في هذه الجريمة.‏
محمود ريا‏

الجمعة، سبتمبر 14، 2007

المعلومة في لبنان مجرد وجهة نظر

من يضع الأرقام حول عدد قتلى حركة "فتح الإسلام"؟ ومن يحدد جنسياتهم وانتماءاتهم ويكشف المعلومات حولهم؟
وعلى من يشتكي الذي يقول إن تضخيم عدد أبناء جنسية دولة معينة من هؤلاء القتلى ـ ومعهم المعتقلون ـ هو لأسباب سياسية، ومن هي الجهات التي يتّهمها بأنها تتلاعب بالمعلومات لتحقيق أهداف سياسية؟
إنها أسئلة كبيرة جداً يطلقها هذا التصريح المنقول عن شخص ما، وتصبح الأسئلة أكبر عندما يكون مطلق الأسئلة مسؤولاً أمنياً كبيراً يفترض أن لا يطلق كلامه ومواقفه إلا عن تبصّر تام بالخلفيات وبالنتائج.
من المتّهم بالتضخيم، وهل يمكن أن يسميه هذا المسؤول الكبير؟
هل يجرؤ على القول من أين تصدر التقديرات والمعلومات؟
إن الاتهام موجه من مسؤول أمني إلى مصادر أمنية في موضوع أمني يعدّ الأخطر الذي واجهه لبنان في الفترة الأخيرة، فمن يصدق المواطن اللبناني: المصادر الأمنية التي سكتت طويلاً قبل أن "تبقّ البحصة"، أم المسؤول الأمني الذي يريد التغطية على جريمة هؤلاء وعلى جنسياتهم على قاعدة "عنزة ولو طارت"؟
متى تصبح المعلومة في لبنان معلومة، وليست مجرد وجهة نظر؟
محمود ريا

راقبوا الصين

افتتاحية العدد الخامس عشر من نشرة "الصين بعيون عربية"
لا يمر خبر إلا والصين فيه، وفي خلفياته وفي نتائجه.
الغش في الصناعات يتمحور البحث عنه حول الصين، والاختراق الكبير لأجهزة الحاسوب في وزارة الدفاع الأميريكة (البنتاغون) الصين مسببة به، مباشرة أو من خلال أشخاص صينيين. تتعرض قوات الحلف الأطلسي لهجمات في أفغانستان، فتتهم بريطانيا الصين بتزويد مقاتلي طالبان بالأسلحة والمعدات.
بالمقابل، ينعقد مؤتمر دول الآبيك في أوستراليا، فتكون الصين نجم المؤتمر، بالرغم من حضور دول كبرى أخرى وعلى رأسها الولايات المتحدة ـ بشخص رئيسها جورج بوش ـ للقمة، ويتحول الرئيس الصيني هو جينتاو إلى محط الأنظار، وتتابعه كاميرات المصورين وأعين القادة والمسؤولين.
وتستقبل الصين اجتماعات منتدى دافوس الصيفية في مدينة داليان، فيصبح الجميع ، بما فيهم كبار القادة في العالم مستمعين في محضر رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو الذي تحدث عن الكيفية التي تطورت بها الصين والطريقة التي تعمل عليها للحفاظ على هذا التطور. وتحصل الدول على "تطمينات" منه ومن الرئيس هو جنتاو أيضاً بأن التطور الصيني لا يشكل تهديداً لأحد في العالم.
أرقام نمو فلكية، وصعود صاروخي على ساحة الأحداث الدولية، والعبارة التي تعتمدها الصين هي واحدة لم تتغير: ما زلنا دولة نامية، وما زال أمامنا الكثير لنعمله.
ماذا ستفعل الصين إذاً عندما لا تعود دولة نامية، وأي صورة ستقدمها للعالم عندما تصبح "دولة كبرى" كما تريد هي أن تكون، لا كما يراها العالم الآن؟
الجواب يبقى في علم الغيب، وربما يكون معظم الصينيين لا يعرفون الجواب عليه، فهم يتركون لهذه القاطرة أن تسير بأقصى سرعتها، جارّة معها الاقتصاد العالمي إلى الأمام، تاركين للأيام أن تظهر المحطة التي يمكن أن تتوقف هذه القاطرة عندها.
الصين اليوم هي قاعدة رئسية من قواعد العولمة، وما اتخاذ منتدى دافوس لقرار عقد جلساته الصيفي سنوياً في الصين إلا إشارة إلى أنه يجب في كل عام الاطلاع على رأي الصين ومعرفة جديدها في عملية ربط الاقتصاد العالمي ببعضه البعض، بما يعتبر المعنى الحقيقي للعولمة.
الصين إلى الأمام، والعرب ما زالوا يضعون بيضهم في سلة واحدة لا غير هي السلة الأميركية، وهم يعرفون حجم الخيبة التي ينتظرونها من وراء هذه السياسة.
راقبوا الصين أيها العرب، قبل أن يفوت الأوان.
محمود ريا

الخميس، سبتمبر 06، 2007

ضد الفساد

افتتاحية العدد الرابع عشر من نشرة "الصين بعيون عربية"
يعتبر الفساد ظاهرة عالمية، تنتشر في مختلف الدول وتطال المسؤولين في جميع الأنظمة، ولا تخلو دولة من قصص الفاسدين والمنتفعين والمستفيدين من الدولة لحساباتهم الشخصية. والمشهور أن الفساد يصبح أكثر انتشاراً مع غياب المحاسبة، ومع ضعف الرقابة التي تمارسها السلطات المختصة، وهو الأمر الذي يصبح أكثر بروزاً في الدول التي تتبع أنظمة "غير ديموقراطية"، بالمفهوم الغربي للكلمة.
وبغض النظر عن مدى صحة هذا الافتراض، فإن الدول التي تحترم نفسها ومواطنيها وتسعى إلى مستوى أكثر تطوراً، تعمل جاهدة على مكافحة الفساد ومحاربة المفسدين، لأن هؤلاء يشكلون الخطر الأكبر على الدولة ومؤسساتها، وعلى مستقبل الأمة ككل.
ومن يبن الدول التي تشن حرباً منظمة على الفساد والمفسدين تقف الصين في الطليعة، وهي التي يحكمها حزب واحد، دون أن يمنع ذلك من أن تطاول حملات التطهير كبار المسؤولين بغض النظر عن مكانتهم الماضية والحاضرة، وذلك انطلاقاً من قرار حاسم لدى القيادة الصينية بخوض هذه الحرب نظراً لما يتركه الفسـاد من أثر سلبي على مستقبل الدولة الصينية.
إلا أن حرباً كهذه ليست سهلة، في ظل دولة عملاقة يكاد عدد سكانها يبلغ ملياراً ونصف المليار من البشر، وتتمركز كل سلطاته في يد جهاز بيروقراطي ضخم، على المستوى المركزي وعلى مستوى المقاطعات، يبلغ تعداده الملايين من الموظفين والإداريين، وفي ظل وجود قوي ومهيمن للدولة في الاقتصاد وفي التجارة وفي كل مناحي الحياة. إن محاربة الفساد في ظل ظروف كهذه يتحول إلى تحدٍّ كبير ودائم، ويحتاج إلى قيادة مصممة وواعية، ويتطلب إجراءات فعّألة وحازمة.
تبدو القيادة الصينية، وهي على أبواب المؤتمر السابع عشر للحزب الشيوعي الصيني الذي سنعقد في شهر تشرين الأول/ أكتوبر القادم، مصممة على خوض هذا التحدي، وهي أعلنت ذلك من خلال إجراءات حاسمة اتخذت بحق عدد من كبار المسؤولين في الدولة والحزب، بما يؤشر إلى أن أي غطاء عقائدي أو سلطوي لن يشكل عائقاً أمام اتخاذ التدابير اللازمة لقمع أي ظاهرة فساد مهما علا مرتكبها.
ويبقى النجاح في هذه المواجهة مرهوناً بالصمود في وجه العقبات الكبرى التي تعترض هذه القيادة، وبالثبات على قرار الانتقال بالصين إلى مرتبة عليا في صفوف الدول التي قضت على الفساد في جهازها، وهذا ما تبشر به الاشارات الصادرة من القيادة الصينية.
محمود ريا

عصر الانتصار قد بدأ

يعيش الناس في المنطقة قلق اللحظة، ويضربون أخماساً بأسداس، لا تخلو جلساتهم من سؤال عن الآتي، ولا يكون اثنان إلا وثالثهم الحديث عن الاحتمالات والتوقعات.
قد لا تكون نتيجة هذا القلق خوفاً، وإنما مجرد ترقب، ولكن هذا لا ينفي أن السؤال عن القادم ـ القريب ـ من الأيام بات الشغل الشاغل للجميع، بما يفتح الطريق للكثير من التنبؤات والتخيلات، ويفسح المجال أمام العديد من الشائعات.
ماذا سيحصل في ما سيأتي من ساعات: هل توافق أم اختلاف، حرب أم سلام، موت ودمار أم بناء وإعمار؟
والأخطر في الموضوع أن هذا الغموض لا يقف عند حدود بلد، ولا على عتبة منطقة، وإنما يشمل كل منطقتنا من أقصاها إلى أقصاها، وربما يمتد على مستوى العالم.
ما الذي أوصل الأمور إلى هذا الحد من التعقيد؟
إنها "الفوضى الأميركية" والرغبة في خلق وقائع جديدة بعدما تبين أن الوقائع الموجودة لم تعد تنفع المشروع الأميركي في المنطقة.
بغضّ النظر عما سيحصل، وهو الأمر الذي لا يستطيع أن يجزم به أحد، وربما حتى اللاعبون الكبار، فإن ما هو محسوم هو أن المشروع الأميركي في المنطقة سائر نحو النهاية، وأن "عصر الانتصار قد بدأ"، الأمر الذي ينفي عن أبناء المنطقة الحقيقيين أي قلق.
محمود ريا

الخميس، أغسطس 30، 2007

الإعلام في خدمة "الحرب"

من يتابع القناة التاسعة في التلفزيون المركزي الصينيCCCTV9 ، وهي القناة الدولية الصينية التي تبث باللغة الانكليزية، يمكنه أن يكتشف حجم الأثر الذي تتركه الحملة الشرسة التي تشنها الولايات المتحدة الأميركية على الصين، والتي تتصاعد يوماً بعد يوم، في سياق ما بات يعرف بأنه "حرب تجارية" حقيقية تتنوع مفرداتها وتختلف ظواهرها، دون أن تتغير "الروح" المحركة لها.
تخصص القناة الدولبة جزءاً كبيراً من بثها لتقديم تقارير تتناول حجم التضخيم الذي يتخفى في سياق الهجمة الشرسة على المنتجات الصينية والتي تتخذ عنواناً لها هذه الأيام ألعاب الأطفال التي سحبت شركة ماتيل الأميركية التي تتولى تسويقها في العالم تحت اسم ماركتها التجارية الملايين منها من الأسواق العالمية بحجة احتوائها على كمية كبيرة من الرصاص.
وتتنوع التقارير التي تبثها القناة الدولية بين الحديث عن جودة المنتجات الصينية وعن تفعيل أجهزة الرقابة في الصين لكشف أي تلاعب في النوعية، وبين الإشارة إلى الهدف من الهجمة التي تشن على الصين والخلفيات الحقيقية التي تقف وراءها، وبالتحديد الأهداف الأميركية التي تتخلص بمحاولة محاصرة التوسع الصيني في اكتساح الأسواق العالمية من خلال تحطيم صورة المنتجات الصينية في أعين المستهلكين في أنحاء العالم.
وتلخص هذه المحاولة الأميركية فكرة وردت في مقال نشره خبير أميركي قبل أيام تقول: إن مهمة المستهلك أسهل بكثير من مهمة الناشط السياسي والاجتماعي، فهو ليس بحاجة للكثير من الحركة ليحقق ما هو مطلوب منه، وإنما يكفي أن لا يذهب إلى السوق لشراء سلعة ما ليكون قد قام بالمهمة الملقاة عليه.
إنها دعوة واضحة لمقاطعة المنتجات الصينية، ترد عليها القناة الصينية الدولية بعرض مكثف لتحقيق مصور أجراه أحد مراسلي القناة يتضمن سيرة حياة كاتبة أميركية كبيرة تصر على أنها لا يمكن أن تتصور الحياة لو إنها توقفت عن استعمال كل ما يحمل شعار "صنع في الصين".
فهل تستطيع الصين بإعلامها النامي الصمود أمام الهجمة الإعلامية الكاسحة التي تشنها واشنطن، وتستخدم فيها وسائل الإعلام في أنحاء العالم لمحاربة الصين اقتصادياً؟
محمود ريا

لا يأتي من الغرب شيء يسرّ القلب

في هذا الزمن كل الناس يمكن أن يخطئوا، وكثيرون يمكن أن يتخذوا مواقف قد تكون مجانبة للحقيقة، أو مخالفة لها، أو ربما متناقضة معها. كثيرون هم الذين
يقولون ما قد لا يريد منهم مسؤولوهم قوله، أو قد يريدون لهم أن يقولوه، كي يقولوا هم من بعدهم غيره، فيكون لهم "سواد الوجه"، ولرؤسائهم الحزم والحسم.‏
هذه المعادلة تسري على الجميع، وحتى على موظفي الدولة الأعظم في هذا العصر.‏
القاعدة أن الدولة تتحدث بلسان واحد، وانطلاقاً من موقف موحد يعبر عنه جميع المعنيين وكل الموظفين.‏
ولكن ما نراه في هذه الأيام يجعلنا نشكك في هذه القاعدة، أو أن نشكك بما يفعله موظفو إدارة بوش في تعاطيهم مع ملف الانتخابات الرئاسية اللبنانية.‏
هل هناك اتجاهات مختلفة في تعاطي واشنطن مع هذا الملف؟‏
أم أن هناك مؤامرة تعدّ لها الإدارة الأميركية من خلال هذا التناقض في المواقف؟‏
على كل حال، "لا يأتي من الغرب شيء يسرّ القلب"، وسواء كان ما يحصل تناقضاً او انقضاضاً على لبنان فهو خطر لا بد من مواجهته.‏
ألم يلعب الأميركيون هذه اللعبة في أكثر من مكان في العالم ـ وخاصة في عالمنا العربي ـ تحقيقاً لمصالحهم؟‏
محمود ريا‏

الثلاثاء، أغسطس 21، 2007

معراب.. خارج الإعراب


الاتفاق على رفض تولي شخص لمنصب لا يعني الاتفاق على الشخص الذي ينبغي عليه تولي هذا المنصب...
هذه هي خلاصة اللقاءات والاجتماعات التي يعقدها أقطاب السلطة، الذين باتوا يعانون من تخمة المرشحين المتنطحين لتولي الموقع الأول في الدولة اللبنانية، فإذا بهم يلجأون إلى نفي أي مرشح قوي ومحاولة إقفال الطريق عليه، عسى أن يؤدي ذلك إلى إفساح المجال أمام المرشحين الصغار، أو المرشحين الذين يملكون "تاريخاً" طويلاً، ولكنهم لا يعرفون كيف يصرفونه في سوق الرئاسة.
وبين متنسك يرغب بالرئاسة ولكنه يعفّ عنها مقابل فرض نفسه مرجعية للرئيس وللمسيحيين ولناس البلد أجمعين، وبين مسترئسين مستعدين لبذل كل ما يطلب منهم كي ينالوا كلمة رضا أو إشارة تطمين، تبدو الكلمة الأخيرة وكأنها ستصدر من مكان آخر، لا "معراب" فيه، ولا صوت للذين باعوا كلمتهم وموقفهم مقابل وعود واهية، يعلم مطلقوها أنهم أعجز عن تحقيقها ـ لو كانوا يريدون تحقيقها بالفعل ـ ويعلم قابضوها أنهم لا يمسكون إلا بالوهم، ولكنهم يقبلون به لأنه ليس لديهم غير الوهم يتمسكون به.
تبدو الإدارة الأميركية وصية على هؤلاء.. "أكثر من اللازم"، ولكن ربما ليس أكثر من المطلوب.
لقد عبّر منظر الغرف السوداء في هذه التيارات، المتشعبة الانتماء والموحدة الانحناء، عن هذه الحقيقة عندما دعا المندوب السامي الأميركي إلى اختيار رئيس من بين المسترئسين في تيار "السياديين" فيوفر عليهم عناء التطاحن، ويقيلهم من أزمة النفي والنفي المضاد، والإعدام المعنوي والسياسي وربما الجسدي والمادي أيضاً.
ولكن هذا المنظّر الذي يكاد يُشعر اللبنانيين بالغثيان وهو يتحدث عن السيادة والاستقلال، فيما هو يسلم اختيار رئيس بلاده إلى الأمريكان، ربما لا يعلم ـ وربما يعلم وينكر إنكار المصدوم نفسياً ـ أن قرار اختيار رئيس البلاد ليس مضغة في أفواه هؤلاء الأسياد، وإنما هناك من هو قادر على تعطيل أي مشروع أميركي مهما كانت قوته، وهذا ما يجعل هؤلاء "السياديين" وأسيادهم من اصحاب الوصاية، في مأزق واحد، أو في مركب واحد، يترنح، ويتمايل، وهو في طريقه إلى الغرق، دون أن يستطيع أحد أن ينقذ أحد.
إن لقاء معراب لا يمكن أن يكون له محل من الإعراب، طالما بقي هؤلاء بعيدين عن التعاون مع أبناء وطنهم، وطالما بقوا خداماً للأغراب.
محمود ريا

بكين تخفي ما تجهر به موسكو

افتتاحية العدد الثاني عشر من نشرة "الصين بعيون عربية"
إذا كانت المناورات التي شهدتها الأراضي الروسية والصينية خلال الأيام الماضية قد شارك فيها جنود من دول منظمة شنغهاي الست، فإن الكثير من المراقبين لم يتورعوا عن القول إن هذه المناورات هي مناورات روسية صينية، بما يعنيه ذلك من التقاء لهاتين القوتين العظميين على المستوى العسكري، بشكل يجعل من طرح الأسئلة حول مستقبل العلاقة بين هذين البلدين أمراً مشروعاً.
لقد أظهرت قمة منظمة شنغهاي مدى التناغم الروسي ـ الصيني حول فكرة رئيسية هي الرغبة في إثارة غضب الولايات المتحدة الأميركية، دون أن يعني ذلك رغبة في وضع المواجهة مع "الدولة الأعظم" موضع التنفيذ، في القريب العاجل على الأقل.
وتتعدد الأسباب التي قد تدفع روسيا إلى إغضاب الولايات المتحدة، وربما السعي إلى الدخول في مواجهة مباشرة معها، والظواهر على هذه المواجهة تبرز كل يوم، من الدرع الصاروخي إلى القاذفات الاستراتيجية إلى صفقات الأسلحة التي تنهال على الدول المعادية لواشنطن، إلى غير ذلك من الظواهر المختلفة. ولكن ما الذي يدفع الصين إلى الدخول في مواجهة من هذا النوع؟
تصر القيادة الصينية على أن ما حصل من مناورات ليس موجهاً ضد أحـد، وبالتحديد ضـد الولايات المتحدة، وتؤكـد أن الهدف من هذا التجمـع السياسي الاقتصادي العسكـري
هو التصدي لـ "لإرهاب" في المنطقة، بما يتكامل مع الحرب الأميركية العالمية ضد "الإرهاب". إلا أن الظواهر التي رافقت القمة، والاستقبال الذي لقيه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد فيها لا يشير إلى أن الأمور هي بهذه البساطة، ويؤكد أن الصين تحاول أن تمارس في الخفاء أكثر مما تعلن روسيا أنها تمارسه في العلن من تصدّ للمحاولات الأميركية الهادفة إلى منع بروز أي قوى منافسة لواشنطن على المسرح الدولي.
ولعلّ في ما ينشر في وسائل الإعلام الغربية من تقارير ومعلومات حول قوة الصين العسكرية، والنمو المتسارع الذي تشهده هذه القوة، ما يدل على أن ما تقوم به الصين يخضع لمراقبة دقيقة من الغرب، وبالتحديد من البنتاغون الذي يعيش قلق "اللحظة الآتية" في تعامله مع النهوض الصيني.
إن ما تقوم به الصين من تحركات وما تنسجه من تحالفات بات عصياً على الإخفاء، وصار المطلوب فعلاً أن تجهر الصين بما تريده، بدل أن تبقى مستترة تحت لافتة الضعف في مواجهة القدرة الأميركية.
محمود ريا

التأهب الدائم

لا يكون النصر مفرداً أو ربح معركة أو حتى في هزيمة عدو.
لا يكون النصر إلا روحاً تسود المقاومين، وعملاً مستمراً لتحصين المنتصرين.
من هنا فإن الانتصار لم يبدأ في الرابع عشر من آب/ أغسطس عام 2006، وإنما من اللحظة التي نهض فيها هذا الشعب لمقاومة المحتلين.
منذ لحظة الاحتلال انطلقت مسيرة النصر، واستمرت، مع كل بسمة على شفاه مجاهد، مع كل دمعة في عين أم، مع كل حجر افتقده منزل بسبب قذيفة معادية، في عام 1982، وعام 1990، وعام 1993، وعام 1996.
في عام 2000 أيضاً، كان التحرير، وكان جزءاً من النصر، وكانت الكلمة: لم ينتهِ جهادنا الآن، وإنما بدأ، وهذا ما كان فعلاً.
لذلك، يأتي الاحتفال بانتصار الرابع عشر من آب/ أغسطس لا ليكون إعلان استراحة، وإنما تأكيداً على السير في هذا الدرب، حتى اكتمال مسيرة الانتصار.
بالأمس سمعنا الكلمة، وشحذنا الهمم، ووضعنا أنفسنا حيث يجب أن تكون: تأهب دائم حتى إسقاط العدو الدائم.
.. وعندها يكون "الاحتفال".
محمود ريا

الأربعاء، أغسطس 15، 2007

"تحالف شنغهاي": بمواجهة من؟


افتتاحية العدد الحادي عشر من نشرة "الصين بعيون عربية"
تابعت القوى العسكرية التابعة لمنظمة حلف شنغهاي مناوراتها العسكرية التي تجريها في روسيا وفي الصين.
هذه المناورات هي جزء من نشاط شامل تقوم به المنظمة، سيتوج بقمة للدول المنضمة إليها وبمشاركة رؤساء بعض الدول التي تتمتع بوضع مراقب فيها، والتي ستعقد في قرغيزيا ابتداء من الثامن عشر من هذا الشهر.
ويبدو هذا اللقاء العسكري بمثابة إعلان لولادة نواة حلف في المنطقة الآسيوية سيترك آثاره الكبرى على المسرح السياسي العالمي، ولا سيما في حال انضمت إليه بشكل كامل كل من الهند وإيران، لأن الحلف حينها سيمثل ثلاث قوى نووية (الآن يمثل اثنتين هما روسيا والصين) إضافة إلى أكثر بكثير من نصف سكان العالم.
هل يمكن أن يقوم حلف من هذا النوع، وبوجه من سيكون؟
الوصول إلى مرحلة التحالف الوثيق والكامل يبدو بعيداً جداً، فهناك الكثير مما يجمع بين الدول المنضوية في المنظمة، ولكن هناك الكثير مما يفرق أيضاً، مع وجود عدم انسجام بين العديد من النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين الدول التي يمكن أن يضمها هذا الحلف المفترض.
أما بوجه من سيقوم هذا الحلف، فالجواب يعرفه الجميع ولا يريد أن يقر به أحد.
يمكن استقراء الواقع الدولي لمعرفة "الخصم" الذي يواجهه هذا الحلف، ويمكن السؤال عن الطرف الذي تكاد روسيا تدخل معه في حرب باردة جديدة، والجهة التي تخوض معها الصين حرباً تجارية شرسة تتصاعد وتيرتها يوماً بعد يوم، للتأكد من الاتجاه الذي يسير فيه هذا الحلف.
وإذا لم تتضح الصورة بعد، فإن نظرة إلى خبر أوردته وكالات الأنباء في هذين اليومين قد تفي بالغرض: لقد رفضت دول منظمة شنغهاي السماح للولايات المتحدة بحضور المناورات العسكرية التي تجريها بصفة مراقب.
إنه إجراء غير معتاد في العلاقات الطبيعية بين الدول، ولا يحصل إلا بين "أعداء"، فهل وصلت الأمور إلى هذا الحد بين الشرق والغرب، وهل نحن على أبواب اندلاع سياسة محاور دولية جديدة؟
الصين تنفي وروسيا تقول لا.. ولكن الأفعال لا تبدو منطبقة على الأقوال.
محمود ريا

المهم أن لبنان انتصر

قدر اللبنانيين أن يكون شهر آب/ أغسطس هو شهر الحروب الكونية ضدهم وعلى أرضهم.
في السنة الماضية، شهد لبنان حرباً عالمية شاملة ضده، كانت أداتها الآلة العسكرية الصهيونية، ولكن المخطط والمموّل والداعم والمغطّي كانوا موزعين على كل مكان في الدنيا.
في آب من هذا العام شهد لبنان حرباً كونية أخرى ضده، وإن تركزت في منطقة المتن، ولو اختلف الأسلوب.
الحرب كانت كونية فعلاً، وشارك فيها المخطط والمموّل والداعم والمغطّي أنفسهم الذين خاضوا الحرب التي شنّت العام الماضي.
وكما انكسرت تلك انكسرت هذه.
وكما انهزموا في العام الماضي.. انهزموا في هذا العام.
قد يكون المستهدَف اختلف، ولكن المستهدِف هو نفسه، قد يكون حجم الحرب تغيّر، ولكن المعتدي لم يتغيّر، قد يكون الهدف تبدّل، لكن الأدوات لم تتبدل.
كيف استطاع هذا البلد الصغير ان ينتصر مرتين على المعتدي، كيف تمكن من أن يذل الادارة الأميركية، بهذا الشكل، خلال سنة واحدة. أي سلاح يمتلكه حتى يتمكن من التغلب على التحريض والفتن والمال السياسي (البترودولار، بكل ما في الكلمة من معنى)؟
المهم أن لبنان انتصر.
محمود ريا

الخميس، أغسطس 09، 2007

الجيش الصيني: للدفاع.. كما هو دائماً


افتتاحية العدد العاشر من نشرة "الصين بعيون عربية"
الجيش الأحمر، جيش التحرير الشعبي، ركيزة التغيير وضمانة الاستقرار احتفل الأسبوع الماضي بالعيد الثمانين لإنشائه.
بكل ما يحمله الصينيون في صدورهم من فخر، ومن شعور بالاستقلال، وبالقوة التاريخية والراهنة، جاء الاحتفال بالمناسبة ليؤكد أن القيادة الصينية ما زالت تراهن على هذه المؤسسة العملاقة لضمان استمرار الاستقرار في البلاد، مع ما يعنيه ذلك من حماية لمسيرة التطور المنطلقة بقوة صاروخية تعجز كل "المشاريع الدفاعية" عن إيقافها.
من هنا يتجاوز دور الجيش الصيني مسألة حماية الحدود أو منع التحركات المشاغبة، ليتحول إلى رافعة أساسية لعملية النهوض الاقتصادي التي تشهدها الصين، فهذا الجيش الذي يلعب دوراً مهماً على الصعيد الدفاعي، له دوره الأساسي أيضاً على الصعيد السياسي، كما أنه يقوم بمشاريع كبرى تدفع عجلة النمو الاقتصادي إلى الأمام.
ولا يقتصر دور هذا الجيش على ما هو عليه في الحاضر، وإنما هو يحتل حيزاً أساسياً من عملية رسم صورة المستقبل في الصين وفي الإقليم الآسيوي وفي العالم ككل.
فالجيش الصيني هو جزء من عملية تأكيد "الحضور الصيني" القوي في منطقة جنوب شرق آسيا، وهو "الخطر" الذي يحذّر منه الأميركيون الذي يرون فيه المنافس الحقيقي لجيوشهم المنتشرة في أنحاء العالم.
ولكن هل يرى الصينيون أنفسهم منافسين فعلاً للأميركيين، أم أنهم يواصلون التأكيد أن هذه الصورة المعطاة لجيشهم هي من نسج خيال مخططي الحروب الباردة الذين يستعملونها كوسيلة لتأجيج الصراعات على مستوى العالم؟
الصينيون مصرون على أن جيشهم هو لحماية أمنهم ولضمان استقرار ووحدة بلادهم، كما أنهم يؤكدون على عدم وجود أي فكرة لديهم عن إمكانية استعمال هذا الجيش للصدام مع أحد في العالم، سواء في الإقليم الشرق آسيوي أو في أي مكان آخر، ويستثنون من ذلك إشارة غامضة إلى موضوع تايوان، حيث يبقى استعمال الجيش كـ "آخر الدواء" في وجه أي محاولة انفصال تايوانية، ودون أن يكون هذا الاستعمال مسألة محتمة، فهم يتحدثون عن "وسائل غير سلمية" ولا يتحدثون أبداً عن وسائل عسكرية.
الجيش الصيني اليوم فخور بنفسه، وفخورة به بلاده، وهو يتقدم بشكل حثيث، وإن بشكل متدرج كما أعلن الرئيس الصيني، والهدف هو الدفاع، كما كان دأبه دائماً على مدى سنواته الثمانين.
محمود ريا

ماذا ستختار الشعوب؟

جميل هذا الذي يحصل في عالمنا العربي.
وأجمل ما فيه أنه واضح، ظاهر، حادّ الافتراق بين الأبيض والأسود. ومن يملك الحد الأدنى من الحصانة يمكنه أن يتجاوز كل "القنابل الدخانية" التي تلقى كي تشوّه رؤيته وتمنعه من التمييز بين الألوان.. والحقائق.
لقد بدأ المعسكران يُفرزان، ومن كان يحمل راية العروبة والإسلام والدفاع عن حقوق الأمة، ها هو يلتحق، صاغراً أو راغباً، بـ"المعسكر الآخر"، ويترك بجلاء ووضوح الحديث عن حقوق الأمة لمصلحة الالتحاق بمشاريع التسوية، وإبداء الاستعداد للّقاء وجهاً لوجه مع الكيان الصهيوني.
هذه هو "المعسكر الآخر"، معسكر "المعتدلين"، "المسالمين"، المتحفزين للانتماء لحلف أميركا في المنطقة، دون تردد ودون حياء، حتى ولو كان هذا الحلف ضد حقوق المنطقة، وضد قواها الشريفة، وضد الشعوب وكل ما تؤمن به.
هذا هو "المعسكر الآخر"، فلم يعد صعباً أو إشكالياً تحديد من هو المعسكر الأول، المعسكر الذي لا يزال يحمل راية الرفض لكل المشاريع الأميركية القاتلة.
جميل جداً أن يكون المرء بعيداً عن أي ارتباك في تحديد موقعه، بين أن يكون مع أمته وشعبه ودينه ومستقبله، أو أن يكون مع "الاخر"، مشروعاً ونهجاً ومصلحة ومستقبلاً.
فماذا ستختار الشعوب؟
محمود ريا