افتتاحية العدد الرابع والعشرين من نشرة "الصين بعيون عربية"
ما عاد به وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس من زيارته الأولى إلى الصين حيّر المراقبين.
فالوزير الذي قرر انتهاج سياسة ”التعامل“ بدل سياسة ”الاحتواء“ مع العملاق الصيني، سمع الكثير من الكلام الطيب من المسؤولين الصينيين، واستُقبل بحفاوة تليق بموقعه، كما إنه حمل بجعبته ”خطاً ساخناً“ للتواصل مع القيادة الصينية بعد حالات عديدة من سوء التفاهـم على مدى الأعوام الماضية كادت تـؤدي في أكثر من مرة إلى ما لا يحمــد عقباه.
ولكن ما يشغل ذهن الوزير الأميركي، ومن خلفه الإدارة الأميركية بقي كما هو، بلا إجابات واضحة، ولا خطوات ملموسة في اتجاه الحل، ما جعـل بعـض المطلعين يقول إن الصينيين ”باعوا“ الأميركي القادم بالأسئلة موسوعات من الكلام الصيني الذي لا يفهم منه كلمة واحدة!
فالشفافية التي جاء غيتس ليطالب القيادة الصينية بها على صعيد الانفاق العسكري المتصاعد بقوة في الفترة الأخيرة كان الرد عليها بالكثير من الكلام عن المقارنات مع قوى في المنطقة وقوى خارجها من قبيل اليابان وفرنسا اللتين يفوق انفاق كل واحدة منهما العسكري إنفاق الصين، فضلاً عن الإنفاق الأميركي الذي لا يمكن ان يصل إليه أحد لعقود قادمة.
والحديث عن عسكرة الفضاء الذي ترفض واشنطن ان تقوم الصين به (وتسمح به لنفسها بالطبع) ردت عليه الصين بتطمينات قاطعة لم تستطع أن تنسي الأميركيين الصاروخ الذي اطلقته بكين في الربيع الماضي لتدميــر قمر اصطناعي قديم، ولا وصول مسبار صيني إلى القمـر في هذه الأيام بالذات، ما أثار ألف سؤال في واشنطن حول النوايا الفضائية الصينية.
أما الملف الصعب في محادثات الوزير الأميركي في بكين فهو الملف الذي لـم يجد أي حل وسط بين المطالب الأميركية بموقف صيني عملي والتكرار الصيني لمواقف مبدئية لا تحمل أية تحركات فعلية.
فالوزير الأميركي جاء إلى الصين يحمل بين عينيه الملف النووي الإيراني، طامحاً لدفع الصين إلى التخلي عن موقفها الرافض لتعزيز العقوبات الاقتصادية على إيران، ولكنـه غادر العاصمة الصينية بتصريح من الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية يدعو إيران للتعامـل بجدية مع ”القلق الدولي“ إزاء ملفها النووي.. ولا شيء غير ذلك، سوى الرفض الصيني القاطع لأي تصعيد بالعقوبات، فكيف بتأييد التوجه نحو خيارات عسكرية؟
ولا عجب أن لا يفهم ”الأميركي العملي“ شيئاً مما قاله له الصينيون المغلفون بألف غلاف من الأسحار الشرقية التي لا يمكن ان تدخل في حواسيب البنتاغون ولا أن تخرج منها بمواقف واضحة. فالكلام الصيني مركب من مقاطع يجب ان يكون المرء خبيراً بطرق كتابتها وتهجئتها كي يستطيع ان يفهم على الصينيين ما يقولون.
ولا يبدو أن الوزير القادم للمـرة الأولـى إلى أرض بكين خبيراً في هذا المجـال.
ما عاد به وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس من زيارته الأولى إلى الصين حيّر المراقبين.
فالوزير الذي قرر انتهاج سياسة ”التعامل“ بدل سياسة ”الاحتواء“ مع العملاق الصيني، سمع الكثير من الكلام الطيب من المسؤولين الصينيين، واستُقبل بحفاوة تليق بموقعه، كما إنه حمل بجعبته ”خطاً ساخناً“ للتواصل مع القيادة الصينية بعد حالات عديدة من سوء التفاهـم على مدى الأعوام الماضية كادت تـؤدي في أكثر من مرة إلى ما لا يحمــد عقباه.
ولكن ما يشغل ذهن الوزير الأميركي، ومن خلفه الإدارة الأميركية بقي كما هو، بلا إجابات واضحة، ولا خطوات ملموسة في اتجاه الحل، ما جعـل بعـض المطلعين يقول إن الصينيين ”باعوا“ الأميركي القادم بالأسئلة موسوعات من الكلام الصيني الذي لا يفهم منه كلمة واحدة!
فالشفافية التي جاء غيتس ليطالب القيادة الصينية بها على صعيد الانفاق العسكري المتصاعد بقوة في الفترة الأخيرة كان الرد عليها بالكثير من الكلام عن المقارنات مع قوى في المنطقة وقوى خارجها من قبيل اليابان وفرنسا اللتين يفوق انفاق كل واحدة منهما العسكري إنفاق الصين، فضلاً عن الإنفاق الأميركي الذي لا يمكن ان يصل إليه أحد لعقود قادمة.
والحديث عن عسكرة الفضاء الذي ترفض واشنطن ان تقوم الصين به (وتسمح به لنفسها بالطبع) ردت عليه الصين بتطمينات قاطعة لم تستطع أن تنسي الأميركيين الصاروخ الذي اطلقته بكين في الربيع الماضي لتدميــر قمر اصطناعي قديم، ولا وصول مسبار صيني إلى القمـر في هذه الأيام بالذات، ما أثار ألف سؤال في واشنطن حول النوايا الفضائية الصينية.
أما الملف الصعب في محادثات الوزير الأميركي في بكين فهو الملف الذي لـم يجد أي حل وسط بين المطالب الأميركية بموقف صيني عملي والتكرار الصيني لمواقف مبدئية لا تحمل أية تحركات فعلية.
فالوزير الأميركي جاء إلى الصين يحمل بين عينيه الملف النووي الإيراني، طامحاً لدفع الصين إلى التخلي عن موقفها الرافض لتعزيز العقوبات الاقتصادية على إيران، ولكنـه غادر العاصمة الصينية بتصريح من الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية يدعو إيران للتعامـل بجدية مع ”القلق الدولي“ إزاء ملفها النووي.. ولا شيء غير ذلك، سوى الرفض الصيني القاطع لأي تصعيد بالعقوبات، فكيف بتأييد التوجه نحو خيارات عسكرية؟
ولا عجب أن لا يفهم ”الأميركي العملي“ شيئاً مما قاله له الصينيون المغلفون بألف غلاف من الأسحار الشرقية التي لا يمكن ان تدخل في حواسيب البنتاغون ولا أن تخرج منها بمواقف واضحة. فالكلام الصيني مركب من مقاطع يجب ان يكون المرء خبيراً بطرق كتابتها وتهجئتها كي يستطيع ان يفهم على الصينيين ما يقولون.
ولا يبدو أن الوزير القادم للمـرة الأولـى إلى أرض بكين خبيراً في هذا المجـال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق