افتتاحية العدد الثاني عشر من نشرة "الصين بعيون عربية"
إذا كانت المناورات التي شهدتها الأراضي الروسية والصينية خلال الأيام الماضية قد شارك فيها جنود من دول منظمة شنغهاي الست، فإن الكثير من المراقبين لم يتورعوا عن القول إن هذه المناورات هي مناورات روسية صينية، بما يعنيه ذلك من التقاء لهاتين القوتين العظميين على المستوى العسكري، بشكل يجعل من طرح الأسئلة حول مستقبل العلاقة بين هذين البلدين أمراً مشروعاً.
لقد أظهرت قمة منظمة شنغهاي مدى التناغم الروسي ـ الصيني حول فكرة رئيسية هي الرغبة في إثارة غضب الولايات المتحدة الأميركية، دون أن يعني ذلك رغبة في وضع المواجهة مع "الدولة الأعظم" موضع التنفيذ، في القريب العاجل على الأقل.
وتتعدد الأسباب التي قد تدفع روسيا إلى إغضاب الولايات المتحدة، وربما السعي إلى الدخول في مواجهة مباشرة معها، والظواهر على هذه المواجهة تبرز كل يوم، من الدرع الصاروخي إلى القاذفات الاستراتيجية إلى صفقات الأسلحة التي تنهال على الدول المعادية لواشنطن، إلى غير ذلك من الظواهر المختلفة. ولكن ما الذي يدفع الصين إلى الدخول في مواجهة من هذا النوع؟
تصر القيادة الصينية على أن ما حصل من مناورات ليس موجهاً ضد أحـد، وبالتحديد ضـد الولايات المتحدة، وتؤكـد أن الهدف من هذا التجمـع السياسي الاقتصادي العسكـري
هو التصدي لـ "لإرهاب" في المنطقة، بما يتكامل مع الحرب الأميركية العالمية ضد "الإرهاب". إلا أن الظواهر التي رافقت القمة، والاستقبال الذي لقيه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد فيها لا يشير إلى أن الأمور هي بهذه البساطة، ويؤكد أن الصين تحاول أن تمارس في الخفاء أكثر مما تعلن روسيا أنها تمارسه في العلن من تصدّ للمحاولات الأميركية الهادفة إلى منع بروز أي قوى منافسة لواشنطن على المسرح الدولي.
ولعلّ في ما ينشر في وسائل الإعلام الغربية من تقارير ومعلومات حول قوة الصين العسكرية، والنمو المتسارع الذي تشهده هذه القوة، ما يدل على أن ما تقوم به الصين يخضع لمراقبة دقيقة من الغرب، وبالتحديد من البنتاغون الذي يعيش قلق "اللحظة الآتية" في تعامله مع النهوض الصيني.
إن ما تقوم به الصين من تحركات وما تنسجه من تحالفات بات عصياً على الإخفاء، وصار المطلوب فعلاً أن تجهر الصين بما تريده، بدل أن تبقى مستترة تحت لافتة الضعف في مواجهة القدرة الأميركية.
محمود ريا
إذا كانت المناورات التي شهدتها الأراضي الروسية والصينية خلال الأيام الماضية قد شارك فيها جنود من دول منظمة شنغهاي الست، فإن الكثير من المراقبين لم يتورعوا عن القول إن هذه المناورات هي مناورات روسية صينية، بما يعنيه ذلك من التقاء لهاتين القوتين العظميين على المستوى العسكري، بشكل يجعل من طرح الأسئلة حول مستقبل العلاقة بين هذين البلدين أمراً مشروعاً.
لقد أظهرت قمة منظمة شنغهاي مدى التناغم الروسي ـ الصيني حول فكرة رئيسية هي الرغبة في إثارة غضب الولايات المتحدة الأميركية، دون أن يعني ذلك رغبة في وضع المواجهة مع "الدولة الأعظم" موضع التنفيذ، في القريب العاجل على الأقل.
وتتعدد الأسباب التي قد تدفع روسيا إلى إغضاب الولايات المتحدة، وربما السعي إلى الدخول في مواجهة مباشرة معها، والظواهر على هذه المواجهة تبرز كل يوم، من الدرع الصاروخي إلى القاذفات الاستراتيجية إلى صفقات الأسلحة التي تنهال على الدول المعادية لواشنطن، إلى غير ذلك من الظواهر المختلفة. ولكن ما الذي يدفع الصين إلى الدخول في مواجهة من هذا النوع؟
تصر القيادة الصينية على أن ما حصل من مناورات ليس موجهاً ضد أحـد، وبالتحديد ضـد الولايات المتحدة، وتؤكـد أن الهدف من هذا التجمـع السياسي الاقتصادي العسكـري
هو التصدي لـ "لإرهاب" في المنطقة، بما يتكامل مع الحرب الأميركية العالمية ضد "الإرهاب". إلا أن الظواهر التي رافقت القمة، والاستقبال الذي لقيه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد فيها لا يشير إلى أن الأمور هي بهذه البساطة، ويؤكد أن الصين تحاول أن تمارس في الخفاء أكثر مما تعلن روسيا أنها تمارسه في العلن من تصدّ للمحاولات الأميركية الهادفة إلى منع بروز أي قوى منافسة لواشنطن على المسرح الدولي.
ولعلّ في ما ينشر في وسائل الإعلام الغربية من تقارير ومعلومات حول قوة الصين العسكرية، والنمو المتسارع الذي تشهده هذه القوة، ما يدل على أن ما تقوم به الصين يخضع لمراقبة دقيقة من الغرب، وبالتحديد من البنتاغون الذي يعيش قلق "اللحظة الآتية" في تعامله مع النهوض الصيني.
إن ما تقوم به الصين من تحركات وما تنسجه من تحالفات بات عصياً على الإخفاء، وصار المطلوب فعلاً أن تجهر الصين بما تريده، بدل أن تبقى مستترة تحت لافتة الضعف في مواجهة القدرة الأميركية.
محمود ريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق