أخاطبكم وأنا مستاء لاضطراري لمخاطبتكم.
أقول لكم ما لا يمكن لكم أن تتبرأوا منه، ولا أن تعلنوا فراركم منه، بل أقول لكم ما بتّم تعلنونه جهاراً نهاراً، وبعضكم صار يعتبره مصدر فخره.
أعلن بالفم الملآن أنكم مجرمون قتلة، يلطخ الدم الفلسطيني أيديكم، وتسكن جثث أطفال غزة ذممكم، وتهيم بحثاً عن ضمائركم التي لا مكان معروفاً لها، وربما ليس لها وجود.
أنتم أيها الصامتون، أيها المتواطئون، أيها المتآمرون، أيها المجرمون.
يا كل من تحمّل مسؤولية في دولة عربية، ووقف يتفرج على ما يقوم به برابرة العصر الصهاينة، صمت في أحسن الأحوال، وتآمر ودعم وحرّض في أسوأها.
إنني أتهمكم في وطنيتكم، في عروبتكم وإسلامكم، في إنسانيتكم وأصل وجودكم.
إنني أتهمكم في حقيقة موقفكم وفي توجهات مشاعركم وفي خلفيات قراراتكم.
أتهمكم بأخلاقكم وبدينكم وبكل ما يمكن أن يكون لديكم من قيم.
أتهمكم وقرار الإدانة جاهز، لا يحتاج إلى مرافعات ولا لمحاكم.
فدماء الأطفال في شوارع غزة لا يمكن أن ترحمكم، ولا أن تبرئكم، ولا أن تترككم من العقاب.. يوم العقاب.
الجثث المرمية في شوارع عجزكم، وزواريب نفاقكم، ومنازل مكركم وخداعكم، ستطاردكم وسترجمكم بلحمها العاري الذي قطّعتموه بصمتكم وعجزكم وخزيكم، والذي سلّمتموه لعدوكم بأيديكم، معلنين البراءة من الدم ومن اللحم، حفظاً لتيجانكم.
لن تبقى لكم تيجانكم، وبلادكم ستتبرأ منك، وأنا أتبرأ منكم.
أما التاريخ.. فهو من سيجد لكم المكان الذين تستحقونه على صفحاته.. وربما يكون هامش التاريخ كثيراً عليكم.
محمود ريا