تريليون دولار، أي ألف مليار دولار للتبسيط، هو فائض الأموال الخليجية المتوافر حالياً، وخصوصاً بعد الفورة النفطية الجديدة التي شهدها العالم في المرحلة الأخيرة.
الرقم مهول، فهو يزيد على ميزانية العديد من الدول العربية لسنوات عديدة، وهو يعني فرصة لتمويل مشاريع عربية كبرى، قد تتمكن من نقل العالم العربي بأكمله من حال إلى حال.
ما نتحدث عنه هو "فائض"، أي مبالغ ليست منظورة سابقاً، وليست مدرجة في أي موازنة أو مشروع طويل الأمد.
فكيف بدأ العرب العمل لتوظيف هذا الفائض؟
لقد تحدثت القمة العربية التي التأمت في الخرطوم هذا الأسبوع عن دعم البحث العلمي، وعن تأمين فرص العمل للشباب، وكان هناك تركيز على التنمية وعلى النهوض بالاقتصاديات العربية.
ولكن ما تتحدث عنه المصادر الاقتصادية في منطقة الخليج بعيد كل البعد عن هذا التوجه.
إنه في الحقيقة خيار مغاير تماماً، لا يحمل أكثر من خيبة الأمل.
ما يفعله العرب بهذه الأموال هو الاستثمار أكثر فأكثر في العقارات، في بناء الوحدات السكنية (250 ألف وحدة سكنية في السنوات المقبلة في أبو ظبي وحدها)، ما يعني تبديداً للثروة العربية "الطارئة" على الحجر، على البناء الذي قد لا يجد في يوم من الأيام من يسكنه.
هو بُعد عن الاستثمار في المستقبل وفي تنمية الأجيال الطالعة في عز الرخاء الاقتصادي، فكيف سيكون الحال عند قدوم السنوات العجاف؟
محمود ريا