افتتاحية العدد الثالث والعشرين من نشرة "الصين بعيون عربية"
ليس من عادة الصينيين أن يكونوا قاطعين في إعلان رفضهم لأمر ما، ولا سيما عندما يكون الأمر متعلقاً بـ "بوابة العالم إلى أميركا" أي إسرائيل التي لا يمكن تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة دون تطبيع العلاقات معها.
بالرغم من ذلك قالت الصين بكل وضوح إنها ترفض ما حملته وزيرة الخارجية الإسرائيلية من "اقتراحات" للتعامل مع الملف النووي الإيراني خلال زيارتها التي قامت بها إلى الصين والتي تلقت خلالها موقفاً واحداً بلهجة واحدة، من مختلف الشخصيات التي التقتها في العاصمة الصينية.
وإذا كان من "إشارة" إلى حجم الفشل الإسرائيلي في الوصول إلى "العقل الصيني" فيما يتعلق بهذه القضية فهــي عدم تتويج زيارة المسؤولة الإسرائيلية بلقاء مع الرئيس الصيني هو جينتاو الذي ما كان ليتردد في استقبال رئيسة الدبلوماسية الإسرائيلية لو انه كان لديه جديداً لها، أو أنه يرى أنها تحمل جديداً معها.
ومعلوم أن ليفني ليست وزيرة للخارجية فحسب، وإنما هي نائبة لرئيسة الوزراء أيضاً، أي أنها تمثّل رأس السلطة في إسرائيل، وعدم لقاء الرئيس الصيني معها هو نوع من الرفض المبطّن لمهمتها، وإعلان لفشل الضغوطات الإسرائيلية بشكل رمزي، إضافة للإعلان الرسمي الذي صدر عن كبار المسؤولين الصينيين فيما يتعلق بالدعوات الإسرائيلية لبكيـن كي تشارك في الخطة الإسرائيلية الأميركية لمحاصرة إيران.
وإذا كانت الولايات المتحدة اعربت عن "خيبة أملها" من الرفض الصيني والروسي للموافقة على تشديد العقوبات على طهران، فإن إسرائيل خائبة أيضاً في هذا الموضوع بالذات، وإن كانت تعبّر عن خيبتها بأساليب أخرى غير الإعلان المباشر.
فهل يمكن اعتبار الموقف الصيني من هذا الموضوع بداية ظهور "استقلالية" صينية في التعاطي مع القضايا الكبرى في العالم، ما يؤشر إلى نقلة نوعية في تظهير الدور الصيني الجيواستراتيجي على مستوى العالم، وهل يمكن اعتبار فشل ليفني في زيارتها الصينية إعلاناً عن "صين دولية جديدة"؟
قد يكون مبكراً التعاطي مع الأمور بهذه الحديّة، ولكن مما لا شك فيه أن الصين استطاعت أن توازن بين مصالحها وأن تختار من المواقف ما هو انسب لهذه المصالح، بالرغم مما سيجرّه هذا الموقف من تداعيات على العلاقة الصينية مع إسرائيل ومع الولايات المتحدة.
الـ "لا" الصينية لإسرائيل في الموضوع الإيراني هي مؤشر على انحياز صيني واضح نحو الشرق في مواجهة الغرب ولن يؤثر أي تغيير جديد في المواقف في حقيقة هذا الانحياز وفي المفاعيل الاستراتيجية التي سيتركها على المنطقة والعالم.
ليس من عادة الصينيين أن يكونوا قاطعين في إعلان رفضهم لأمر ما، ولا سيما عندما يكون الأمر متعلقاً بـ "بوابة العالم إلى أميركا" أي إسرائيل التي لا يمكن تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة دون تطبيع العلاقات معها.
بالرغم من ذلك قالت الصين بكل وضوح إنها ترفض ما حملته وزيرة الخارجية الإسرائيلية من "اقتراحات" للتعامل مع الملف النووي الإيراني خلال زيارتها التي قامت بها إلى الصين والتي تلقت خلالها موقفاً واحداً بلهجة واحدة، من مختلف الشخصيات التي التقتها في العاصمة الصينية.
وإذا كان من "إشارة" إلى حجم الفشل الإسرائيلي في الوصول إلى "العقل الصيني" فيما يتعلق بهذه القضية فهــي عدم تتويج زيارة المسؤولة الإسرائيلية بلقاء مع الرئيس الصيني هو جينتاو الذي ما كان ليتردد في استقبال رئيسة الدبلوماسية الإسرائيلية لو انه كان لديه جديداً لها، أو أنه يرى أنها تحمل جديداً معها.
ومعلوم أن ليفني ليست وزيرة للخارجية فحسب، وإنما هي نائبة لرئيسة الوزراء أيضاً، أي أنها تمثّل رأس السلطة في إسرائيل، وعدم لقاء الرئيس الصيني معها هو نوع من الرفض المبطّن لمهمتها، وإعلان لفشل الضغوطات الإسرائيلية بشكل رمزي، إضافة للإعلان الرسمي الذي صدر عن كبار المسؤولين الصينيين فيما يتعلق بالدعوات الإسرائيلية لبكيـن كي تشارك في الخطة الإسرائيلية الأميركية لمحاصرة إيران.
وإذا كانت الولايات المتحدة اعربت عن "خيبة أملها" من الرفض الصيني والروسي للموافقة على تشديد العقوبات على طهران، فإن إسرائيل خائبة أيضاً في هذا الموضوع بالذات، وإن كانت تعبّر عن خيبتها بأساليب أخرى غير الإعلان المباشر.
فهل يمكن اعتبار الموقف الصيني من هذا الموضوع بداية ظهور "استقلالية" صينية في التعاطي مع القضايا الكبرى في العالم، ما يؤشر إلى نقلة نوعية في تظهير الدور الصيني الجيواستراتيجي على مستوى العالم، وهل يمكن اعتبار فشل ليفني في زيارتها الصينية إعلاناً عن "صين دولية جديدة"؟
قد يكون مبكراً التعاطي مع الأمور بهذه الحديّة، ولكن مما لا شك فيه أن الصين استطاعت أن توازن بين مصالحها وأن تختار من المواقف ما هو انسب لهذه المصالح، بالرغم مما سيجرّه هذا الموقف من تداعيات على العلاقة الصينية مع إسرائيل ومع الولايات المتحدة.
الـ "لا" الصينية لإسرائيل في الموضوع الإيراني هي مؤشر على انحياز صيني واضح نحو الشرق في مواجهة الغرب ولن يؤثر أي تغيير جديد في المواقف في حقيقة هذا الانحياز وفي المفاعيل الاستراتيجية التي سيتركها على المنطقة والعالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق