ليست العملية البطولية التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية يوم الأربعاء الماضي الأولى من نوعها، وربما لا تتربع على مرتبة الصدارة في جدول حجم الخسائر التي أوقعتها في صفوف جنود الاحتلال الإسرائيلي، ولا هي ضربت مركزاً حساساً لم يضرب ربما قبل الآن. بالرغم من كل ذلك فهي عملية مميزة وتحمل صفات تعطيها أهمية لم تكن لغيرها من العمليات.
لقد أوقعت العملية قتيلين صهيونيين (حسب اعتراف العدو) وهذا عدد يؤخذ بعين الاعتبار، نظراً لحجم الاحتياطات الصهيونية في المنطقة المستهدفة، وتمكن المقاومون خلال العملية من الوصول إلى منطقة مهمة أمنياً، ومن ثم العودة بعد تنفيذ عمليتهم، وهذا نجاح آخر لا بد أن يوضع في الحساب.. ولكن ليس هذا كل شيء.
توقيت العملية يحمل ميّزتين أساسيتين تعكسان وضعاً استثنائياً وحساساً.
الميّزة الأولى تتعلق بالوضع الذي تعيشه غزة بشكل عام، وهي التي تخضع لحصار خانق يريد قهر البشر وإذلالهم ومنعهم من التنفس، فضلاً عن العيش بشكل طبيعي، ما يجعل التفكير بالمقاومة ومواجهة العدو خارج إطار أي تفكير.
والحصار ليس إسرائيلياً خالصاً، وإن كان ينبع من قرار إسرائيلي، فهناك دول عربية تبدي كل فخر لمشاركتها في الحصار، فيما مسؤولوها يكررون التهديد يوماً بعد يوم بتكسير عظام الفلسطينيين (أرجلهم وأيديهم) إذا فكروا بكسر الحصار، وهم أعلنوا حالة الاستنفار فعلاً لمواجهة أي محاولة فلسطينية لفك الطوق عن غزة.
وبالرغم من كل هذا الضغط ومن محاولات القهر ومن كل ما يمكن تخيّله من مضايقات، لا يزال الفلسطينيون يخططون وينسّقون وينفّذون عمليات عسكرية لمقاومة الاحتلال، وينجحون في تحقيق أهدافهم منها.
هذه واحدة تحسب لمنفذي هذه العملية الناجحة التي ارتعد كيان العدو منها، ولكنها ليست الوحيدة، فهناك شيء آخر يتعلق بالزمان، هو الذي دفع الجيش الإسرائيلي ربما لشن حملة رد مجنونة على العملية طاولت المدنيين ولم تنجح في منع عودة المقاومين ـ إلا واحداً منهم ـ سالمين.
التوقيت الذي نفّذت فيه عملية ناحال عوز حساس جداً، فالعملية جاءت بينما كان قادة العدو في "ذروة" استنفارهم في إطار المناورة الكبرى التي ينفذها سكان الكيان الإسرائيلي، والتي حملت اسم "المنعطف ـ2"، حيث كانت كل الأجهزة العسكرية والأمنية جاهزة للتصدي لأي هجوم يتعرض له هذا الكيان، فإذا بـ"الصفعة" تأتي قوية، ومن جانب من كان الصهاينة يتحضرون لمواجهتهم.
إنه خرق خطير إذاً، تماماً كما وصفته المصادر الإسرائيلية، ولا ينفع أبداً التلطّي وراء الشكاوى لمجلس الأمن، التي لن تغيّر واقع وجود هؤلاء الصهاينة على الأرض الفلسطينية، وحتى على الأراضي المحتلة عام 1967، ما يجعل حق مقاومة المحتلين غير مقيّد بأي قيد في القانون الدولي وفي شرعة الأمم المتحدة.
عملية الأربعاء خطيرة فعلاً، لدرجة تجعلها تستحق البحث المعمّق من قادة العدو في كيفية حصولها و"ظروف نجاحها"، وربما يبحثون طويلاً أيضاً في كيفية منع حصول عمليات أخرى مماثلة لها، لأن عمليات كهذه تضع قدرة الردع الصهيونية كلها موضع تساؤل، وتفتح الباب واسعاً على السؤال عن جدوى المناورات الكبرى وكيفية مواجهة "أخطار" أكبر وأعمق سيواجهها هذا الكيان فيما لو فكّر بتنفيذ تهديداته بالاعتداء على مناطق أخرى قريبة وبعيدة، لا تعاني من الحصار المطبق الذي يواجهه قطاع غزة، وتستطيع القوى الحيّة فيها توجيه ضربات أكثر إيلاماً وأبعد مدى وأوسع صدى من عملية نحال عوز، ولكنها تنطلق من الروحية نفسها التي حرّكت المقاومين الفلسطينيين الذين تخلوا عن كل الخلافات الداخلية للتنسيق معاً والتخطيط معاً والهجوم معاً.. والنجاح معاً.
إنها مناورة غزة التي تغلّبت على كل مناورات الاحتلال وأبطلتها وكشفت مدى هشاشتها.
لقد أوقعت العملية قتيلين صهيونيين (حسب اعتراف العدو) وهذا عدد يؤخذ بعين الاعتبار، نظراً لحجم الاحتياطات الصهيونية في المنطقة المستهدفة، وتمكن المقاومون خلال العملية من الوصول إلى منطقة مهمة أمنياً، ومن ثم العودة بعد تنفيذ عمليتهم، وهذا نجاح آخر لا بد أن يوضع في الحساب.. ولكن ليس هذا كل شيء.
توقيت العملية يحمل ميّزتين أساسيتين تعكسان وضعاً استثنائياً وحساساً.
الميّزة الأولى تتعلق بالوضع الذي تعيشه غزة بشكل عام، وهي التي تخضع لحصار خانق يريد قهر البشر وإذلالهم ومنعهم من التنفس، فضلاً عن العيش بشكل طبيعي، ما يجعل التفكير بالمقاومة ومواجهة العدو خارج إطار أي تفكير.
والحصار ليس إسرائيلياً خالصاً، وإن كان ينبع من قرار إسرائيلي، فهناك دول عربية تبدي كل فخر لمشاركتها في الحصار، فيما مسؤولوها يكررون التهديد يوماً بعد يوم بتكسير عظام الفلسطينيين (أرجلهم وأيديهم) إذا فكروا بكسر الحصار، وهم أعلنوا حالة الاستنفار فعلاً لمواجهة أي محاولة فلسطينية لفك الطوق عن غزة.
وبالرغم من كل هذا الضغط ومن محاولات القهر ومن كل ما يمكن تخيّله من مضايقات، لا يزال الفلسطينيون يخططون وينسّقون وينفّذون عمليات عسكرية لمقاومة الاحتلال، وينجحون في تحقيق أهدافهم منها.
هذه واحدة تحسب لمنفذي هذه العملية الناجحة التي ارتعد كيان العدو منها، ولكنها ليست الوحيدة، فهناك شيء آخر يتعلق بالزمان، هو الذي دفع الجيش الإسرائيلي ربما لشن حملة رد مجنونة على العملية طاولت المدنيين ولم تنجح في منع عودة المقاومين ـ إلا واحداً منهم ـ سالمين.
التوقيت الذي نفّذت فيه عملية ناحال عوز حساس جداً، فالعملية جاءت بينما كان قادة العدو في "ذروة" استنفارهم في إطار المناورة الكبرى التي ينفذها سكان الكيان الإسرائيلي، والتي حملت اسم "المنعطف ـ2"، حيث كانت كل الأجهزة العسكرية والأمنية جاهزة للتصدي لأي هجوم يتعرض له هذا الكيان، فإذا بـ"الصفعة" تأتي قوية، ومن جانب من كان الصهاينة يتحضرون لمواجهتهم.
إنه خرق خطير إذاً، تماماً كما وصفته المصادر الإسرائيلية، ولا ينفع أبداً التلطّي وراء الشكاوى لمجلس الأمن، التي لن تغيّر واقع وجود هؤلاء الصهاينة على الأرض الفلسطينية، وحتى على الأراضي المحتلة عام 1967، ما يجعل حق مقاومة المحتلين غير مقيّد بأي قيد في القانون الدولي وفي شرعة الأمم المتحدة.
عملية الأربعاء خطيرة فعلاً، لدرجة تجعلها تستحق البحث المعمّق من قادة العدو في كيفية حصولها و"ظروف نجاحها"، وربما يبحثون طويلاً أيضاً في كيفية منع حصول عمليات أخرى مماثلة لها، لأن عمليات كهذه تضع قدرة الردع الصهيونية كلها موضع تساؤل، وتفتح الباب واسعاً على السؤال عن جدوى المناورات الكبرى وكيفية مواجهة "أخطار" أكبر وأعمق سيواجهها هذا الكيان فيما لو فكّر بتنفيذ تهديداته بالاعتداء على مناطق أخرى قريبة وبعيدة، لا تعاني من الحصار المطبق الذي يواجهه قطاع غزة، وتستطيع القوى الحيّة فيها توجيه ضربات أكثر إيلاماً وأبعد مدى وأوسع صدى من عملية نحال عوز، ولكنها تنطلق من الروحية نفسها التي حرّكت المقاومين الفلسطينيين الذين تخلوا عن كل الخلافات الداخلية للتنسيق معاً والتخطيط معاً والهجوم معاً.. والنجاح معاً.
إنها مناورة غزة التي تغلّبت على كل مناورات الاحتلال وأبطلتها وكشفت مدى هشاشتها.
محمود ريا