افتتاحية العدد الخامس عشر من نشرة "الصين بعيون عربية"
لا يمر خبر إلا والصين فيه، وفي خلفياته وفي نتائجه.
الغش في الصناعات يتمحور البحث عنه حول الصين، والاختراق الكبير لأجهزة الحاسوب في وزارة الدفاع الأميريكة (البنتاغون) الصين مسببة به، مباشرة أو من خلال أشخاص صينيين. تتعرض قوات الحلف الأطلسي لهجمات في أفغانستان، فتتهم بريطانيا الصين بتزويد مقاتلي طالبان بالأسلحة والمعدات.
بالمقابل، ينعقد مؤتمر دول الآبيك في أوستراليا، فتكون الصين نجم المؤتمر، بالرغم من حضور دول كبرى أخرى وعلى رأسها الولايات المتحدة ـ بشخص رئيسها جورج بوش ـ للقمة، ويتحول الرئيس الصيني هو جينتاو إلى محط الأنظار، وتتابعه كاميرات المصورين وأعين القادة والمسؤولين.
وتستقبل الصين اجتماعات منتدى دافوس الصيفية في مدينة داليان، فيصبح الجميع ، بما فيهم كبار القادة في العالم مستمعين في محضر رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو الذي تحدث عن الكيفية التي تطورت بها الصين والطريقة التي تعمل عليها للحفاظ على هذا التطور. وتحصل الدول على "تطمينات" منه ومن الرئيس هو جنتاو أيضاً بأن التطور الصيني لا يشكل تهديداً لأحد في العالم.
أرقام نمو فلكية، وصعود صاروخي على ساحة الأحداث الدولية، والعبارة التي تعتمدها الصين هي واحدة لم تتغير: ما زلنا دولة نامية، وما زال أمامنا الكثير لنعمله.
ماذا ستفعل الصين إذاً عندما لا تعود دولة نامية، وأي صورة ستقدمها للعالم عندما تصبح "دولة كبرى" كما تريد هي أن تكون، لا كما يراها العالم الآن؟
الجواب يبقى في علم الغيب، وربما يكون معظم الصينيين لا يعرفون الجواب عليه، فهم يتركون لهذه القاطرة أن تسير بأقصى سرعتها، جارّة معها الاقتصاد العالمي إلى الأمام، تاركين للأيام أن تظهر المحطة التي يمكن أن تتوقف هذه القاطرة عندها.
الصين اليوم هي قاعدة رئسية من قواعد العولمة، وما اتخاذ منتدى دافوس لقرار عقد جلساته الصيفي سنوياً في الصين إلا إشارة إلى أنه يجب في كل عام الاطلاع على رأي الصين ومعرفة جديدها في عملية ربط الاقتصاد العالمي ببعضه البعض، بما يعتبر المعنى الحقيقي للعولمة.
الصين إلى الأمام، والعرب ما زالوا يضعون بيضهم في سلة واحدة لا غير هي السلة الأميركية، وهم يعرفون حجم الخيبة التي ينتظرونها من وراء هذه السياسة.
راقبوا الصين أيها العرب، قبل أن يفوت الأوان.
محمود ريا
لا يمر خبر إلا والصين فيه، وفي خلفياته وفي نتائجه.
الغش في الصناعات يتمحور البحث عنه حول الصين، والاختراق الكبير لأجهزة الحاسوب في وزارة الدفاع الأميريكة (البنتاغون) الصين مسببة به، مباشرة أو من خلال أشخاص صينيين. تتعرض قوات الحلف الأطلسي لهجمات في أفغانستان، فتتهم بريطانيا الصين بتزويد مقاتلي طالبان بالأسلحة والمعدات.
بالمقابل، ينعقد مؤتمر دول الآبيك في أوستراليا، فتكون الصين نجم المؤتمر، بالرغم من حضور دول كبرى أخرى وعلى رأسها الولايات المتحدة ـ بشخص رئيسها جورج بوش ـ للقمة، ويتحول الرئيس الصيني هو جينتاو إلى محط الأنظار، وتتابعه كاميرات المصورين وأعين القادة والمسؤولين.
وتستقبل الصين اجتماعات منتدى دافوس الصيفية في مدينة داليان، فيصبح الجميع ، بما فيهم كبار القادة في العالم مستمعين في محضر رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو الذي تحدث عن الكيفية التي تطورت بها الصين والطريقة التي تعمل عليها للحفاظ على هذا التطور. وتحصل الدول على "تطمينات" منه ومن الرئيس هو جنتاو أيضاً بأن التطور الصيني لا يشكل تهديداً لأحد في العالم.
أرقام نمو فلكية، وصعود صاروخي على ساحة الأحداث الدولية، والعبارة التي تعتمدها الصين هي واحدة لم تتغير: ما زلنا دولة نامية، وما زال أمامنا الكثير لنعمله.
ماذا ستفعل الصين إذاً عندما لا تعود دولة نامية، وأي صورة ستقدمها للعالم عندما تصبح "دولة كبرى" كما تريد هي أن تكون، لا كما يراها العالم الآن؟
الجواب يبقى في علم الغيب، وربما يكون معظم الصينيين لا يعرفون الجواب عليه، فهم يتركون لهذه القاطرة أن تسير بأقصى سرعتها، جارّة معها الاقتصاد العالمي إلى الأمام، تاركين للأيام أن تظهر المحطة التي يمكن أن تتوقف هذه القاطرة عندها.
الصين اليوم هي قاعدة رئسية من قواعد العولمة، وما اتخاذ منتدى دافوس لقرار عقد جلساته الصيفي سنوياً في الصين إلا إشارة إلى أنه يجب في كل عام الاطلاع على رأي الصين ومعرفة جديدها في عملية ربط الاقتصاد العالمي ببعضه البعض، بما يعتبر المعنى الحقيقي للعولمة.
الصين إلى الأمام، والعرب ما زالوا يضعون بيضهم في سلة واحدة لا غير هي السلة الأميركية، وهم يعرفون حجم الخيبة التي ينتظرونها من وراء هذه السياسة.
راقبوا الصين أيها العرب، قبل أن يفوت الأوان.
محمود ريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق