الأحد، سبتمبر 23، 2007

صدفة

يعاني اللبنانيون من مشكلة كبرى مع الصدفة، وهي التي باتت تلعب دوراً كبيراً في حياتهم. صدفة أن يقتل كل فترة نائب أو مسؤول، وصدفة أن تكون هذه الشخصية من فريق الموالاة.‏
صدفة أن يأتي قتله في ظروف توحي بالانفراج أحياناً، وصدفة أن يأتي مقتله أحياناً أخرى في ظروف التحضير لـ"مشروع" جديد.‏
صدفة أن تندلع بعد مقتله موجات التصريحات، فتؤدي إلى قتل الانفراج، أو إلى تمرير المشروع الذي لا يمر إلا.. بمهر الدم.‏
صدفة أن يكون المقتول من فريق الموالاة، وأن يكون فريق السلطة المستفيد الوحيد من مقتله.‏
صدفة أن تسبق كل عملية اغتيال تنبؤات من زعماء كبار في فريق السلطة حول حصول حدث أمني، وصدفة أن تتحقق نبوءات المتنبئين.‏
صدفة أن تأتي عمليات القتل بعد إعلان متوتري تيار السلطة رفض التوافق، وتهديدهم بإعدام المتوافقين معنوياً وسياسياً.. وتنفيذ الإعدام جسدياً.‏
صدفة أن يكون هؤلاء المتوترون هم من يعرفون بوصول "الغيّاب" من الخارج، وأن يكونوا آخر من يتحدث معهم، وأول من يعرف بأنهم هم المستهدفون.‏
أي صدف هذه التي تحصل في غياب الدولة والقانون والنظام؟‏
أي جرائم ترتكبها "الصدفة" بحق السيادة والحرية والاستقلال؟‏

محمود ريا‏